& خليل فليحان

&أكدت دوائر ديبلوماسية غربية وعربية في بيروت ان الدول التي تمثلها جددت في اجتماع "المجموعة الدولية لدعم لبنان" تأكيدها أهمية الاستقرار الامني والسياسي وبذل ما في وسع الدول التي تتشكل منها من مساع وجهود للحفاظ على امن لبنان وعلى استقراره السياسي. وأتى ذلك خلال اجتماع تلك "المجموعة" في نيويورك في 30 أيلول الماضي في حضور الرئيس تمّام سلام ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ووزراء خارجية الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن على هامش الدورة العادية الـ67 للامم المتحدة. واتخذ قرار بتقوية الوسائل والامكانات للهدفين المطلوبين الامني والسياسي. وتبين من خلال التقارير الواردة اليها من بيروت ان هذه "المجموعة" أخذت في الاعتبار بعض المعلومات الامنية ذات الطابع الإرهابي من اجل معالجتها لضمان حماية لبنان من انزلاقات الفوضى والاقتتال.

أما بالنسبة الى دعم انتخاب رئيس للجمهورية، فالخلافات بينها لا تزال قائمة. بعض منها مع رئيس "وسطي" والبعض الآخر يريده اقرب الى سياستها.
وأفاد مسؤول بارز مطلع على ما يجري من اتصالات ويشارك في الاجتماعات الدولية وفي عواصم عالمية اخرى" النهار" ان ما يساعد القرار الدولي على تثبيت الاستقرار الامني في لبنان هو ان الظرف الحالي مؤات لان الفارق بين الوضع الحالي وذاك الذي كان سائداً سنة 1975 هو ان بعض القوى السياسية كانت تتسلح تمهيداً للاقتتال في ما بينها قبل اتفاق الطائف زمن الرئيس الاميركي رونالد ريغان والسوفياتي يوري اندروبوف، وكان لبنان الساحة المؤاتية للتصارع الدولي وارسلت كل دولة متورطة أسلحة لمن يؤيد سياستها. اما بعد اتفاق الطائف، فلم يعد أي من تلك القوى يريد الحرب او يتجهز لها، ومنذ عام 2013، اي منذ ايلول موعد انشاء "المجموعة" الدولية، كلما ورد اليها معلومات استخبارية عن احتمال حدوث اهتزازات أمنية في لبنان يجتمع وزيرا خارجية كل من روسيا واميركا في غرفة واحدة لإرساء الامن من جديد . اما في الوقت الحاضر، فصحيح أن هناك تنافسا سياسيا سعوديا - ايرانيا في لبنان، لكن لا الرياض ولا طهران ترسلان أسلحة لمؤيدي سياسة كلٍ منهما، كما كان يحصل وقت انقسام السياسة الى جبهة ممانعة وجبهة الحل السلمي.


ولفت الى انه اذا كان لبنان محيّداً حالياً أمنياً، فهذا لا ينطبق على الحالة السياسية بدليل الانقسام الإقليمي على هوية رئيس الجمهورية الجديد. ايران مع الرئيس القوي الذي يمثل شعبياً على المستويين الوطني والمذهبي. اما السعودية فهي مع رئيس توافقي مقبول من جميع الافرقاء وهذا ما يفرض الانتظار للتوصل الى تفاهم على رئيس وسطي.
ولم يقلّل من الدور الذي يمكن ان تؤديه روسيا في إيصال رئيس للجمهورية بعد تدخلها العسكري الجوي والبحري في سوريا بالتفاهم مع بقية الدول المؤثرة ولا سيما منها ايران. والسؤال: مَن من المرشحين سيبدو ملائماً لإيصاله؟