عبدالعزيز السويد

المتابع للأحداث الساخنة التي تمر بها المنطقة العربية، يتذكر سلسلة مقالات وتقارير متعددة قبل زمن قصير نسبياً، ركزت على ضعف السياسة الخارجية السعودية أو عدم تصدرها للقيام بالدور المطلوب، للحفاظ على الحقوق والتصدي لهجمة شرسة تستهدف العالم العربي دولاً وشعوباً ومواردَ. الآن نرى ثمار تحرك هذه السياسة بتخطيط وقوة لافتة، والمسألة ليست محصورة في انعقاد القمة العربية الأميركية اللاتينية بمشاركة أكثر من 30 دولة في العاصمة السعودية، بل قبل ذلك، بداية من التجهيز والتخطيط لعاصفة الحزم.

&

هناك نشاط مشهود واضح المعالم بيِّن الأثر والنتائج. الحضور السعودي هو في المحصلة حضور عربي وإسلامي، فيه من لمِّ الشمل المتناثر وتحقيق حد أدنى من وحدة الصف لمواجهة خطر كبير متعدد الذراع، خطر يعتمد على خلخلة الصفوف باستغلال تداعيات «الربيع العربي».

&

إنعاش العلاقات مع دول في آسيا وأفريقيا، لا سيما في القرن الأفريقي (إثيوبيا، إريتريا، جيبوتي، الصومال) كان مطلباً، للحد من التغلغل الإيراني ومواجهة خطط الملالي. كما أن الحضور السياسي في القضايا العربية والإسلامية بعامة أصبح عنواناً من عناوين سياسة الرياض، والقمة العربية اللاتينية تصب في هذا الاتجاه. هذا النشاط -من دون شك- أسهم في عزلة إيران، وفي تبلور أمل عربي؛ للفكاك من شبكة تخطيط طويلة الأمد عملت عليها طهران بمشاركة قوى أخرى.

&

هناك أوجه تشابه في الأحوال بين الدول العربية ودول أميركا اللاتينية، إذ كانت هذه الدول وشعوبها وما زالت محل أطماع الدول الكبرى ومساحة لصراعات مسلحة وتجارب سياسية بتحريك خارجي، كلها تصب لتحقيق هدف الهيمنة على الموارد. بمعنى أننا وإياهم نعيش أحوالاً متشابهة والفرص لتعزيز المصالح المشتركة كبيرة ومشجعة.

&

بيان القمة العربية - اللاتينية بما احتواه من وضوح في الحفاظ على الحقوق العربية وتأكيد المصالح المشتركة بين هذه الدول يمثل تتويجاً لجهود الديبلوماسية السعودية والعربية والتي يجب أن تحافظ على هذا النجاح بمزيد من البناء الثابت المستمر عليه، وفي هذه المرحلة الدقيقة من الصراع مع نظام ولاية الفقيه في طهران، من الأهمية القصوى فضح إرهاب الدولة الذي تمارسه إيران في المنطقة وتجريم الميليشيات الطائفية التي تستخدمها بالأسماء والزعامات.
&