&فاتح عبدالسلام


كنتُ قد تحدثت في مقال قبل سنة عن اضطرار أراه أكيداً لنزول الجنود من قوات التحالف على الأرض لحسم المعركة واستعادة المدن العراقية والسورية من تنظيم داعش في الاطار الأخير لمعركة الحسم. وبالرغم من الجنود الذين أقصدهم لم ينزلوا بعد ،أجدها مناسبة الآن أن أجدد التأكيد بأن لا مفر من القوات البرية الخاصة من التحالف الدولي لتحرير الأراضي ومسكها الى فترة قصيرة ،لاسيما في الشريط الحدودي بين العراق وسوريا فضلاً عن التدخل المباشر في ضربة الحسم في الموصل والرقة. جاءت شهور وبدا الوضع مشلولاً والموقف الميداني معقداً والحسم الدولي بعيداً، لكن داعش لم يكن في وضع مريح وكان سلاحه الأقوى، الأهالي الذين يخضعون لحكمه ككتلة بشرية أسيرة من دون حول ولا قوة.


كان كلامي قبل سنة ضرباً من الخيال في نظر بعضهم ، والأمنيات التي خضعت لتعليقات مَن يحب هذا الأمر أو يكرهه على حسب هواه .في حين لا أزال متمسكاً بما قلته في حينها في أن التداعيات المتراكمة وهزيمة القوات النظامية أمام التنظيم في الموصل والرقة تستوجب خيار التدخل العسكري البري المباشر لا مفر منه بسبب ضعف الجيشين العراقي والسوري والمشاكل التي تجلبها المليشيات في التدخل الى جانب عدم قدرتها على الحسم والتجربة أثبتت ذلك من خلال خمس سنوات في سوريا وسنة ونصف السنة في العراق.
بعد اعتداءات داعش ضد باريس أصبح خيار التدخل البري متداولاً على طاولات زعامات العالم بما فيها الادارة الامريكية التي بات تنسيقها خارجاً عن محاذيره مع روسيا وفرنسا في توجيه الضربات ضد التنظيم في العراق وسوريا . والمؤشرات توحي بأن الروس سيركزون الضربات ضد داعش كما لم يفعلوا بالقوة ذاتها من قبل وفق خطة ليست بعيدة عنها تركيا التي استضافت قمة العشرين التي انصبت همومها على محاربة الارهاب ومشكلة اللاجئين الناجة عن مخلفات الارهاب في العراق وسوريا أصلاً.
الحسم بات في مرمى شهور وليس سنوات ، ولغة اليأس التي أشاعها بعضهم لأسباب تتصل بالموقف من فشل العملية السياسية في العراق ن لا محل لها من الاعراب في خارطة محاربة التنظيم الذي رمى العرب السُنة في العراق وسوريا ومن بعدهم كل المسلمين في أوروبا في أتون الاستهداف لكل مَن له مآرب أخرى وكانت به حاجة الى فرصة. وداعش وفّر له الفرصة.
رئيس التحرير