خالد أحمد الطراح

يستمر سيناريو الذبح والقتل باسم الدين ممن يدّعون الجهاد الإسلامي بعد المجزرة التي شهدتها فرنسا وضحاياها الأبرياء.


من الذين نفذوا العمليات الإرهابية والملاحقين قانونياً أعمارهم لم تتجاوز الثلاثين، ومنهم أقل بكثير، لكنهم تلقوا تدريباً على الذبح البشري في بلدان إسلامية، منها سوريا وأفغانستان والعراق، ولكل دولة حكاية ورواية عن الظروف والأسباب وتدخل موازين القوى العظمى في كل بلد، فيما يستمر، للأسف الشديد، إلصاق الإرهاب بالإسلام، وتستمر بعض الدول الخليجية التي تتمتع بنفوذ مادي وحضور دولي بتمويل هذه المنظمات الإسلامية التي فشلت في نشر التسامح! بل فشلت في خلق تضامن دولي في مواجهة الإرهاب الفكري قبل القتل والتوحش في ذبح الأبرياء، منهم أطفال ومنهم كبار، لكن الجميع بشر يحلمون بأحلام مشروعة في الحياة الآمنة والسلام.


سبقت فرنسا عمليات إرهابية في السعودية والكويت وتركيا واليمن والعراق والبحرين، وهو ما يؤكد وجود بيئة لم تعد حاضنة، وإنما مصدرة للإرهاب في الخليج والمحيط الإسلامي!


جماعات التوحش والقتل باسم الدين لم تنفذ الذبح لرفع راية الإسلام، وإنما لتشويه الإسلام أيضا والانتقام بالدرجة الأولى من حالات يأس وربما وهم الازدراء لهم من أوطانهم.. وربما لأنهم فقدوا الشعور بالانتماء إلى أوطانهم.. فقدوا إنسانيتهم لأسباب اجتماعية وسياسية!


تلك عوامل تدفع فتيات وشباباً إلى اللجوء إلى الذبح باسم الدين والانتقام من الأبرياء لأسباب ليس للأبرياء علاقة فيها.. إننا نعيش مرحلة انتقامية منا كمسلمين وغير المسلمين! لكن المسؤولية تقع علينا كدول مسلمة تحتضن تيارات إسلامية شذ بعضها نحو هاوية الذبح والانتقام، وهم في النهاية عاشوا بيننا، لكنهم تأثروا بمدارس الذبح وليس مدارس الدولة!


العنف السياسي والقمع في بعض بلدان المنطقة حذرت منهما مؤسسة الرحمة Mercy Corp وحذرت أيضاً من الفقر وفقدان الانتماء والظلم والتمييز الطبقي وانحراف مسار التعليم.
بريطانيا وفرنسا تضامنتا في مباراة قدم جيشت الوطنية، بينما دول التعاون الخليجي تواصل التنديد!


المطلوب تضامن خليجي إسلامي ضد الإرهاب واحتضان ورش عمل بمشاركة أوروبية وأميركية من باحثين ومتخصصين في مكافحة الذبح الداعشي.
&