محمد الحميد

كان الغرب والشرق إلى أمد قريب لا يعطيان بالاً ولا أذناً صاغية لما يحدث بأرض العروبة والإسلام من جرائم إرهابية غادرة لم تترك مسجداً أو تجمعاً سكنياً أو مركزاً أمنياً إلا واستهدفته بقنابل موقوته وأحزمة ناسفة.


حرصت الدولة السعودية على درء الشر بالإصلاح والموعظة الحسنة فكونت لجان مناصحة تتولى الشباب المارقين داخل السجون بالإرشاد والتحذير من مغبات المفاسد التي يحاول المتآمرون من الداخل والخارج استخدامهم قنابل موقوتة ضد أمن واستقرار بلادهم.


كثيراً ما أجدت المناصحة، وقليلاً ما وجدت صداها لدى العقول الضالة والفكر المنحرف. فلا يكاد حاملها يُطلق سراحه ليعود إلى حياته السوية حتى ينقلب خاسئاً محسوراً. شوكة سامة في كيان أمته وجرحاً غائراً بوطنه الذي مكن له أسباب العيش الكريم والتحصيل العلمي والرقي الحضاري.


العمليات الإرهابية لم تنشأ من فراغ، بل كان التمويل المستتر والتحريض على القتال غير المشروع وراء كل مصيبة ألحقت الضرر البالغ بأمن واستقرار البلاد.


طالما حذرت بلادنا من مخرجات الإرهاب ومسبباته، وأن تبسط جناحيها على كل أرجاء العالم حتى وقع المحذور ووجدنا الإرهاب يضرب بمخالبه "روسيا وفرنسا" ودول الغرب الأخرى حتى أميركا التي ظنت أنها ستكون بمأمن في قارتها البعيدة.


شاهدنا هذه الأيام نذر الإرهاب تنبعث من داخلها، وداعش بخلافتها الفاسدة شرعاً وعرفاً استولت على ثلث مساحة (العراق والشام) بكل ثرواتهما النفطية عدا الدعم المادي من المال الخاص والعام لتهدد حواضر العالم بقتل البشر وتدمير الحجر والشجر والقضاء على التراث الإنساني.


هكذا تنادى العالم بعد فوات الأوان إلى التكتل أمام الغول المتوحش وتجفيف منابعه واستئصال جذوره. المعركة طويلة الأمد تحتاج إلى مزيد من الصبر والمصارحة وكشف المستور عن الدعم البشري والمادي لهذا الخطر الصاعق الماحق.


أثبتت الأيام وتوالي الأحداث ألا دين للإرهابي ولا وطن، وإنما تدمير الإنسانية وذبحها من الوريد إلى الوريد، لا يثنيه عن مآربه الفاسدة نصح وإرشاد.
إنما مقابلة الشر بالشر والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين.