&فاتح عبدالسلام


التحرك الان غير طبيعي تماماً على صعيد العواصم الكبرى ضد تنظيم داعش . كأن الجميع انتبه مرةً واحدة الى حجم الكارثة بعد هجمات باريس ، في حين ان الكارثة كانت ماثلة للعيان وتلتهم بلدين في قلب الشرق الأوسط وتزحف بقوة في سواحل شمال إفريقيا . وأنها كانت هجمات متوقعة لدى أي جهاز استخبارات غبي ،وسبق أن اقدم تنظيم داعش على فظائع أكبر منها داخل أوربا او خارجها . لا أحد يسأل لماذا تم تشخيص الارهابيين والقتلة بعد ساعتين من الهجوم وجرى مداهمة أوكار تابعة لهم في باريس وبروكسل ، واتجه رجال الأمن الى عناوين ومسميات واثقين من صحتها ولم يكونوا على تلك الثقة قبل ساعة من حدوث التفجيرات الباريسية؟ سؤال يراد له أن يضيع في اطار سياسة محو ذاكرة الجيل للانتقال به بطريقة القفزات الصادمة من صوب الى حدب من دون أن يدري أكثر مما يراه أمام عينيه .
رئيس الحكومة البريطانية يستميت في البرلمان وخارجه من أجل أن تشترك الطائرات البريطانية في ضرب التنظيم في سوريا. الضرب في العراق لا يريح بريطانيا ولابد من تحقيق هذا الاكتمال .
هل يجري ذلك من أجل تسجيل مشاركة بريطانية في هذا المشهد الساخن من الحرب الأن، أم انها مشاركة نوعية لا تملكها القوات الامريكية او الروسية او الفرنسية. وهل ستضرب الطائرات البريطانية أهدافاً تركها الحلفاء لحصتها في القصف أم انها ستعيد قصف المقصوف أصلاً. هل سيتم ذلك بالتنسيق مع روسيا أم مع التحالف الامريكي، وكيف يمكن قياس درجة الميل البريطاني لموسكو أو واشنطن في هذه اللحظة التاريخية.


هناك تاريخ تجري كتابته اليوم بل الساعة أو اللحظة ، تاريخ للمنطقة يتشكل بقرار دولي في انهاء دور داعش الذي تمدد وأوحى للملايين أو المليارات في القارات أنه جاء ليتمدد اين ما يريد ووقت ما يشاء في سيناريو مرعب من الرايات واللحى السود وشعارات اذبح تحت راية لااله الا الله محمد رسول الله . اذبح فقط وردد جئناكم بالذبح ولا تقل شيئاً آخر، لا تعمل ولا تبني ولاتزرع ، فقط اذبح وإن شئت ،هرّب نفطاً وأثاراً وبشراً.


صنعت خرائط ووزعت على وسائل الاعلام العالمية بشكل غير مباشر عن حدود غير نهائية للدولة الاسلامية الجديدة بين دولتين اساسيتين في الشرق الاوسط، لكن الخرائط كما اللعبة القائمة غير مضبوطة وغير قابلة للضبط أيضاً،بعد نزول اللاعب الروسي الممتعض من رخاوة أمريكا أمام التمدد الايراني في سوريا والمنطقة كلها. هنا بدأت مرحلة الاستحقاقات التي سيتم انجازها وسيكون القضاء على داعش في العراق أولا ثم سوريا في ركابها. لكن مناطق أخرى من الجوار ستضطرب لا محالة.
&