داود الشريان

أجرى سليمان الهتلان حواراً مع المفكر اللبناني رضوان السيد في برنامج «حوار العرب» الذي يُبَث على قناة «سكاي نيوز عربية». ومن تقاليد البرنامج أنه يتيح، لاحقاً، للضيف الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها المشاهدون، بعد بث المقابلة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

&

أجاب رضوان السيد عن عدد من الأسئلة تتعلق بالصراع الطائفي والمذهبي في المنطقة، وعلاقة التنظيمات التكفيرية بتاريخ المسلمين وتراثهم. وهو قال عن رؤية أبو الأعلى المودودي التي تبنّاها سيد قطب إنها «رؤية ماضوية، وهي رفض للتاريخ باعتباره خلق قابلية للاستعمار كما قال مالك بن نبي، وهي فصاميات مدمرة، سواء كما تطورت عند سيد قطب، أو ما نراه عند «داعش». وقال: «إنها تقوم على وعي شقي بأنك ترفض العالم، والأخير يرفضك، والنتيجة أن تقوم أنت فتهلك العالم، وأن هذا العالم يقوم فتهلك أنت». وفرّق بين الخوارج القدامى وبين تنظيمَيْ «القاعدة»، و «داعش»، رافضاً تسمية التنظيمات الجديدة بالخوارج. وأشار إلى «أن الخوارج القدامى، ما عادوا في أواخر أيامهم يضطهدون الناس، وركّزوا على السلطات وجنودها، لكن «القاعدة» و «داعش» يضطهدان المجتمعات أكثر مما يقاتلان السلطات، فضلاً عن أن «الدواعش» و «القاعدة « يكفّرون المجتمعات ويقتلون الناس على أساس ذلك، وهم أفظع من الخوارج القدامى «الذين وصفهم بأنهم «معارضون سياسيون».

&

وفسّر رضوان السيد اصطفاف اليساريين والقوميين العرب مع «حزب الله» وإيران، وقال إنهم «ليسوا يساريين ولا قوميين. هم ورثوا المصطلح للتميُّز فحسب، فهم يقبلون بخراب العراق وسورية ولبنان ومحاولة تخريب البحرين والكويت واليمن»، متسائلاً: «كيف تسمح عروبتهم بذلك»؟ وقال: «أنا لا أرى ذلك عملاً سياسياً أو عقائدياً هو عمل أخلاقي، أو تردٍّ أخلاقي، فضلاً عن وعي سياسي متخلّف ومتآمر على نفسه».

&

وفرّق رضوان السيد بين «القاعدة» و «داعش» من جهة والسلفية من جهة أخرى، قائلاً: «أنا سمّيتها سلفية جديدة، فهي لا تقول بطاعة ولي الأمر، وتستسهل التكفير، وهي أكثر تشدُّداً وتسعى إلى إزالة الدول، وإزالة العالم ولا يجمعها مع السلفية إلا الشكل. «داعش» عادت إلى التقليد الإسلامي بطريقة انتقائية، واعتمدت الآراء الشاذّة مثل العودة إلى الرق والعبودية وقتل الأسرى، ولهذا تصعب تسميتها حركة سلفية».

&

وتحدّث عن الخلافة التي ينادي بها تنظيما «القاعدة» و «داعش»، وقال: «إنها تلغي الدين لأن تحويلها إلى ركن من أركان الدين يزيد الدين ركناً غير الأركان الخمسة، ولهذا يصبح الدين ديناً آخر، والدولة، دولة أخرى». وهو يرى أن «الخلافة بالمعنى الداعشي تلغي الدين، والخلافة بالمعنى الداعشي تلغي الدولة، لأنها تعطيها مهمة معاكسة لمهمتها». واعتبر أن «الخلافة تسمية إيهامية أو وهمية حتى تردُّ للأذهان أن هذه خلافة أبو بكر وعمر، والحقيقة أنها سلطة استبدادية، قاتلة باسم الدين». وذكر أن «داعش ليست جماعة، وإنما قطيع».

&

الإجابات التي طرحها رضوان السيد، في قضايا عدة، تستحق الاهتمام والمتابعة، وهي متاحة على موقع «سكاي نيوز عربية».
&