عماد المرزوقي: تحاصر عناصر مكافحة الارهاب الفرنسية منزل زعيم سلفي فرنسي من أصل سوري يدعي أوليفييه كوريل ملقب بـ«الأمير الأبيض» في ظل حملة مداهمات لمنازل في الأوساط الإسلامية في فرنسا.
&
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر قريب من التحقيق ان الشرطة الفرنسية تبحث عن زعماء الأوساط الجهادية في مناطق فرنسا وعلى رأسها الأمير الأبيض (69 عاما) المكنى في الأوساط الراديكالية السلفية بعمر والمتهم بتجنيد كل من محمد مراح الذي قتل يهودا في 2012 في فرنسا وفابيان كلين المشتبه في ضلوعه في هجمات باريس الأخيرة.
&
وحسب صحف فرنسية فقد تم نشر تعزيزات أمنية حاصرت قرية في مدينة تولوز تعرف ببلدة ارتيجات يقطن فيها الأمير الأبيض. وداهمت الشرطة بتعزيزات من مروحيتين لقوات النخبة الفرنسية البلدة وأحاطت 40 سيارة شرطة وعربات مدرعة بها وتم إغلاق كل المنافذ المؤدية اليها.
&
وحسب الصحافة الفرنسية أصبح «الولوج إلى البلدة ممنوعا من طرف عناصر الدرك الذين يدققون في هويات كل الاشخاص، فيما تقوم مروحيتان تابعتان للدرك الفرنسي بالتحليق فوق المنطقة».
&
وحسب وكالات الأنباء يقيم كوريل، الملقب منذ سنين في البلدة، وسبق توقيفه في قضية مراح، منفذ عمليات إطلاق نار وقتل جماعي في ميدي بيرينيه قرب تولوز في 2012، وكذا في ملف الخلية الجهادية المرتبطة في سورية، قبل ان يتم اطلاق سراحه.
&
ويعتقد المحققون ان «الامير الابيض» له علاقة بفابيان كلان، الذي يبلغ من العمر 36 سنة، المتحدر من تولوز والمقرب من مراح. وكان كلان قد التحق بـ «داعش» بعد قضاء خمس سنوات في السجن، وكان أحد العناصر الرئيسية في خلية «ارتيجات الجهادية»، إحدى الخلايا التاريخية في فرنسا بداية العقد الاول من هذه الالفية.
&
ويعتبر كلان أحد عناصر الشبكات الإسلامية المتطرفة في مدينة تولوز. وكلان وشقيقه جان - ميشال نشآ في تولوز واعتنقا الإسلام ثم انتقلا إلى التطرف في مطلع الألفية. ثم تقربا من مجموعة إسلامية يتزعمها كوريل الذي كانا يعتبرانه مرشدا روحيا لهما. ويشتبه في أن كلان هو أحد منظمي شبكة تجنيد لقتال القوات الأميركية في العراق. وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات في 2009. وخلال سجنه ضبطت السلطات رسالة كان وجهها إلى مراح. وبعد الإفراج عنه، توجه كلان إلى سورية برفقة العديد من أفراد المجموعة المتطرفة في تولوز. وظل هناك على اتصال مع الفرنسيين الراغبين في الجهاد، وهو يعتبر أحد المحرضين على الاعتداء الفاشل في أبريل ضد كنيسة في فيل جويف (منطقة باريس) الذي قاده الجزائري سيد أحمد غلام. وبعد الاعتداءات التي ضربت باريس، تعمل المديرية العامة الفرنسية للأمن الداخلي يوميا على مراجعة سجل «أمن الدولة» المعروف بالسجل «إس»، والذي يشمل المشاغبين وأعضاء مجموعات من اليسار المتطرف أو اليمين المتطرف، وغيرها من الحركات التي من الممكن أن تشكل خطرا على الأمن الوطني.
&
وكان رئيس الوزراء مانويل فالس قد صرح بأن «هناك أكثر من 10 آلاف شخص مدرجين على هذا السجل إس». وأكثر من نصف المسجلين على هذه القائمة مدرجون بصفتهم إسلاميين متطرفين أو أشخاص قد يكونوا على علاقة بالأوساط الإرهابية.
&
كوريل وصل الى فرنسا في العام 1973 وحصل لاحقا على الجنسية الفرنسية بعد مرور عشر سنوات، وكان على علاقة وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين.