مايكل فيكرز

لو كنتُ مستشارا سياسيا للرئيس الأميركي باراك أوباما، كنتُ سأقول له أولا: إن الوقت ليس في مصلحتنا، فتنظيم "داعش" في العراق والشام ليس مُجرد جيش متمرد، بل جماعة إرهابية لها نفوذ دولي وقائد للجهاد الدولي، لا يمكننا الاعتماد على الاستخبارات لإرباك كل المؤامرات، ولا يمكن احتواء "داعش" أكثر مما كان يمكن احتواء "القاعدة" قبل هجمات 11 سبتمبر.


إن تدفق حاملي جوازات السفر الأوروبية إلى داخل سورية وخارجها والمأوى الذي يتمتع به "داعش" هناك كي يخطط للهجمات ويدرب المُنفذين؛ خطر واضح وقائم.


لا بد من إرباك "داعش" وتفكيكها وهزيمتها، أيا كان ما سنفعله إذا نفَّذ "داعش" تهديداته بالهجوم على واشنطن العاصمة ونيويورك، علينا أن نفعله الآن، قبل أن يقع الهجوم.


ثانيا: نحن في حاجة إلى استراتيجية تضع سورية أولوية بدلا من الاستراتيجية التي كنا نتبعها، والتي تضع العراق أولوية، لقد كان ثُلثا ضربات التحالف الجوية حتى الآن في العراق، وكذلك جل جهودنا من أجل بناء القدرات، ولكن من الواضح الآن أن التهديد في العراق محلي، بينما التهديد في سورية دولي، فسورية هي مأوى "داعش" الأساسي، وهناك تحدث معركة مستقبل الشرق الأوسط الآن.
ثالثا: نحن في حاجة إلى استراتيجية تستلهم من حملة الرئيس بوش في أفغانستان 2001 ومن استراتيجية الرئيس ريجان في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي.


إن "داعش" كما يتضمن اسمه دولة قائمة بالفعل، فهو يستحوذ على قطاع، ويتحكم في السكان، ويموِّل عملياته من الموارد التي يستغلها في القطاع الذي يسيطر عليه.
إذا كان هناك أمر واحد يعلم الجيش الأميركي كيف يفعله، فهو هزيمة قوة معارضة تحاول الاستحواذ على الأرض.


رابعا: علينا ألا نستسلم للأمل الكاذب بأن نهاية الحرب السورية هي مفتاح هزيمة "داعش"، وأن علينا الانضمام إلى روسيا وبشار الأسد لفعل هذا، فالفائزون الوحيدون في هذه الحالة سيكونون هم نظام الأسد وروسيا وعلي خامنئي. لن تنتهي الحرب، وسنبعد أنفسنا أكثر عن حلفائنا السُنيين ونخاطر بحدوث مزيد من الاضطراب في الشرق الأوسط. على الأسد أن يرحل كي ينتهي الصراع.
خامسا: سيكون للتطبيق الأقوى لمستشاري القتال والقوة الجوية أثر كبير في العراق أيضا، إن مشكلتنا في العراق سياسية في الأساس، ولكن مهما كان مستقبل العراق السياسي لا يمكن السماح لـ"داعش" بالاحتفاظ بمآويه هناك. لن تثور القبائل السُنية دون إدارة أميركية حاسمة، وقطع خطوط التواصل الأساسية بين سورية والعراق سيعزل قوات "داعش" في العراق.


أخيرا، علينا توسيع المعركة لتشمل فروع "داعش"، خصوصا في ليبيا ومصر ونيجيريا، وعلينا ألا نتساهل مع "القاعدة"، فأخطر صانع قنابل في العالم ما زال يُخطط للمؤامرات في اليمن، و"القاعدة" تُقوي وضعها في أفغانستان.


لن يُنهي إطلاق حملة في سورية على شاكلة تلك التي كانت في أفغانستان صراعنا مع "داعش"، ولكنه سيحرم الجماعة من دولتها ومأواها الأساسي، وسيمدنا بمزيد من الوقت، ويُحسن من أمننا الوطني.