خالد أحمد الطراح

«نحن وإيران بين العمى والهلوسة» تحت هذا العنوان كتب الأخ العزيز عبدالرحمن الراشد في زاويته في الشرق الأوسط الدولية عن تناقضات الموقف الأميركي تجاه إيران، مستشهداً بتصريحات أميركية وإيرانية أيضاً.


الأخ عبدالرحمن متابع دقيق للملف الإيراني - الأميركي، وكثيراً ما سلط الضوء على سياسة طهران منذ أن لاح في الأفق الحديث النووي والصفقة العسكرية الإيرانية الروسية قبل الاتفاق النووي.
هناك فعلاً وهم أميركي حول «وجود إيراني في كل مكان وغياب خليجي» وفق ما جاء على لسان وزير الدفاع الأميركي بعكس مقالات أميركية عن وجود قلق سعودي «بتخيل وجود لإيران في كل أحداث المنطقة»!
بينما الحقيقة أن «دول الخليج في مواجهة»، وإن كانت متفاوتة مع إيران وحلفائها في المنطقة، وتحديداً السعودية، وربما هذا ما دفع بساسة إيران كوزير الخارجية للكتابة في صحف عربية، ربما آخرها بعنوان «هكذا تحل الأزمة السورية» (الراي 23 نوفمبر).


مهم هنا التذكير بالمقال الذي نُشر في «الغارديان» للكاتب سيوماس ميلن في 2 نوفمبر والذي تناول فيه تقريرا للاستخبارات الأميركية بتاريخ أغسطس 2012 عن «دور المخابرات الغربية في التشجيع على قيام دولة سنية متطرفة في شرق سوريا لمنع التحالف الإيراني السوري»!
أما صحيفة البرافدا الروسية حذرت في 19 نوفمبر «قطر والسعودية» وربما بصورة أقل تركيا من «استمرار دعم تسليح الجماعات المعارضة بسوريا»!
واضح أن هناك تحركا إعلاميا إيرانيا نشطا، وهناك أيضا مناورات روسية سياسية تجاه الغرب والخليج أيضا، بينما الهدف يظل في دعم إيران وحلفاء آخرين في الشرق الأوسط.


هذا المشهد يتطلب مواجهة خليجية سياسية وإعلامية حتى لا يبدو ان طهران نجحت في تحييد بعض دول الخليج، والمسؤولية هنا تقع على عاتق مجلس التعاون الخليجي، الذي يتعامل مع الملف الإيراني والتناقضات الأميركية بصمت مفرط إزاء تطورات سياسية وعسكرية متسارعة.


الموقف الراهن يتطلب تغييرا منهجيا لدى الخليجي من الدبلوماسية إلى المواجهة الإعلامية بدرجة التأهب الإيراني ودول أخرى.


فيما إذا استمر الخليجي على هذا النحو، نصبح أمام سيناريو الماسوشية او المازوخية كما سطرها الروائي النمساوي مازوخ الذي يجسّد حب تعذيب النفس بأساليب مختلفة، لكن في حالة الخليجي «حب» الصمت!
&