ماجد الدليمي

& دفعت حدة التوتر الأخير الذي نشب بين مقاتلين أكراد في قوات البيشمركه وميليشيا الحشد الشعبي الشيعية على خلفية تحرير بلدة سنجارالعراقية من سيطرة مقاتلي التنظيم الدولة الإسلامية، إلى قيام مجاميع مسلحة تنتمي للعصائب بتهجير العائلات الكردية عنوة من منازلها ومطالبتهم بمغادرة بغداد نحو إقليم كردستان شمال العراق.


أبو سالار الملقب بـ «الكردي» بين أصدقائه وجيرانه داخل بغداد هو أحد المهجرين، ويستعد الآن للرحيل باتجاه مدينة أربيل عاصمة الإقليم عقب إجباره على ترك بيته بالقوة بعد تلقيه تهديدا بالقتل إذا لم يغادر حي الجهاد غربي بغداد خلال مدة أقصاها 70 ساعة، دون أن تسمح له الميليشيات بإخراج الأثاث، والمقتنيات المنزلية.


وقال لـ «القدس العربي» إنه بعد طرده تم على الاستيلاء على منزله بما فيه، ونهبت جميع ممتلكاته، وتحدث أيضا عن ازدياد عمليات التهجير القسري للكرد خلال 24 ساعة الماضية في بغداد وحدها، وخاصة المناطق والأحياء الشيعية التي يوجد فيها الأكراد بكثرة، على حد قوله.


وأضاف بدأ الأكراد في تلك الأحياء بالنزوح عنها بالفعل، وذلك مخافة من أي ردة فعل تقوم بها الميليشيات تجاههم انتقاما منهم بعد طرد قوات الحماية الكردية كافة ميليشيات الحشد من سنجار غرب نينوى وإحكام السيطرة عليها بشكل تام.
أما أبو نشوان البالغ من العمر 56 عاما، هو مواطن كردي أيضا يسكن بغداد منذ عام 1970، كان يعمل في مجال بيع قطع غيار السيارات، لكنه وصل مؤخرا إلى كردستان، فيقول لنا في اتصال هاتفي: «إن الخلاف الذي حصل بين الكرد والميليشيات كان له أثر سلبي انعكس على عشرات الأكراد الذين تعايشوا مع العرب الشيعة والسنة منذ مئات السنين، بالنسبة لكردي مثلي لم تدع الميليشيات طريقة إلاّ واستخدمتها ضدي للضغط لتهجيري والاستلاء على بيتي، وتعرضت للتهديد والإهانة والشتائم، فضلا عن إلقاء قنابل يدوية لكن دون جدوى، فهم لم يفلحوا في ترحيلي».


ويضيف: إن تلك العصابات ابتكرت طريقة للخلاص مني وتهجيري عنوة من بغداد دون أن أفكر بالعودة، فكانت المفاجأة الصادمة قتل نجلي الشاب نشوان البالغ من العمر29 سنة، والذي اغتيل ببضع رصاصات وهو في طريقه لجامعته أمام بيته وأنظار المارة على يد مجموعة ميليشياوية كانت تلك الرصاصات كافية بإنهاء حياته وتدمير أسرة كاملة».
ويتابع أبو نشوان: بعد التحقيق والمتابعة توصلنا إلى نتيجة مفادها أن ميليشيا العصائب أحد فصائل الحشد الشعبي هي التي تقف وراء اغتياله واغتيال شبان آخرين بنفس الإسلوب لإفراغ بغداد من سكان القومية الكردية.
ويقول الشاب مصطفى: «على الرغم من التهدئة التي حصلت بين الطرف الكردي من جهة وأطراف مسؤولة داخل صفوف الميليشيات، لم يعد باستطاعة غالبية الأكراد التوجه إلى بغداد والبصرة، وذلك بسبب تنبيهات تصلنا بعدم الذهاب لأننا مهددون بالقتل والاختطاف من قبل ميليشيات العصائب»، وبحسب ما قاله فإن الطريق الرابط بين الإقليم والمناطق الأخرى باتجاه بغداد باتت خاضعة لسيطرة الحشد الشيعي.
&