أيمـن الـحـمـاد

المشاهد اليوم في حال الحرب الدولية على الإرهاب فكراً وعناصرَ لا يمكن أن تخطئ عينه العزم الدولي على اقتلاعه؛ بوصفه نبتة خبيثة يجب اجتثاثها والتخلص منها، فالأذى الذي ألحقه الإرهاب بالآمنين واستهدافه الأبرياء وإراقته للدماء وإدخاله الحزن في بيوت خلق كثير، لا يستغرب العزم والصرامة في حديث قادة دول العالم وإصرارهم في مواجهته كآفة ينبغي محاربتها.

فالدول العربية والغربية على حد سواء يحدوها التصميم باتجاه القضاء على الإرهاب، بل ذهبت كثير من الدول التي اختلفت بسبب عناوين سياسية إلى الاتفاق تحت عنوان مكافحة الإرهاب، فواشنطن وموسكو على سبيل المثال التقيتا بعد قطيعة بينهما بسبب سيطرة الأخيرة على «القرم»، وعواصم أوروبية اليوم بدأت في اتخاذ إجراءات جريئة تمس ركائز الاتحاد الأوروبي ومواثيقه بسبب الإرهاب ومكافحته، وذلك في سبيل إعادة هيبة الدولة التي يحاول الإرهابيون استباحتها ونشر الفوضى والخراب تحت شعارات دينية متطرفة يستهجنها غير المسلمين عوضاً عن المسلمين.

والفاحص للخطاب الدولي الذي يتناول الإرهاب يجد أن أوصافاً مثل الحرب بلا هوادة والحرب طويلة الأمد وأخرى تطال أتباعه بوصفهم آفة ، و»جماعات متوحشة» و»قوى الشر والظلام» كلها عوامل تزيد من تصميم المجتمع الدولي في اقتفاء أثر الإرهاب والداعمين له، فتم استهداف قنوات تمويله المالية واللوجستية من خلال جهد دولي يجب أن يستمر، وذلك بهدف التضييق عليه ومنع إمداده بما يستقوي به على الأبرياء، ليس ذلك فحسب بل إن الإرهابيين الذين يطلون اليوم على العالم بفضل التكنولوجيا الحديثة والشبكة العنكبوتية باتوا تحت رقابة ونظر الجهات الأمنية وزاد الوعي بأن أصبحت المواقع التي ينشط فيها الإرهابيون تتعاون مع حكومات الدول وأجهزتها، صحيح أن هذه التقنيات مكّنت تلك الجماعات من التخفي والتستر، لكن ذلك لم يَفت في عضد الجهود الدولية التي ترى أن مسؤوليتها تتزايد وتتعاظم في الحفاظ على أمن مواطنيها وهنا مربط الفرس.

تأذت المملكة كثيراً بسبب الإرهاب الذي طال المدنيين والعسكريين والمنشآت، وخاضت حرباً شرسة مع جميع التنظيمات المتطرفة الإرهابية التي استباحت دماء الناس وأموالهم وواجهته بكل ما أوتيت من قوة، فالإرهاب بالنسبة للمملكة لا دين له ولا هوية، فاستهداف أمن المواطنين أو المقيمين أو حتى الأمن الدولي أمرٌ لا يمكن التساهل معه أو التهاون فيه، ولطالما أصرّت القيادة في بلادنا على أن الحرب ضد الإرهاب مستمرة، والمملكة التي وهبها الله نعمة الأمن والسلام وشرّفها بخدمة الحرمين الشريفين لن تألو جهداً في صون تلك النعم والذود عنها مهما كلفها الأمر.
&