إسماعيل – إيلي هيدموس


بعد ساعات على اتفاق الاتحاد الأوروبي وتركيا على سبل للحدّ من «طوفان» اللاجئين إلى القارة العجوز عبر البحر الأبيض المتوسط، احتجزت أنقرة حوالى 1300 مهاجر، كانوا يعتزمون الوصول إلى اليونان.
الاتحاد «أغرى» تركيا بثلاثة بلايين دولار، وبإحياء مفاوضات انضمامها إلى النادي الأوروبي، وتسهيل منح مواطنيها تأشيرات دخول إلى دوله. لكن هناك تساؤلات حول قدرة الاتفاق على تحجيم أزمة اللاجئين، وردع أفراد «يائسين» من دولٍ تنهشها حروب ونزاعات وفقر، عن ركوب «قوارب الموت» لبلوغ الضفة الشمالية للمتوسط التي ناءت تحت وطأة أسوأ أزمة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية.


رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو شكّك في إمكان نجاح الاتفاق منفرداً في لجم الأزمة، قائلاً: «لا نعرف ماذا سيحدث في سورية». وأشار رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إلى أن 1.5 مليون شخص انتقلوا إلى القارة الأوروبية في شكل غير مشروع منذ مطلع 2015، محذراً من احتمال انهيار معاهدة «شنغن».
واللاجئون ليسوا سوريين فقط، بل يتدفقون من دول أخرى في الشرق الأوسط، مثل العراق وليبيا واليمن، ومن أفريقيا وجنوب آسيا، خصوصاً أفغانستان التي يشكّل مواطنوها 19 في المئة من أفواج اللاجئين الآن. لكن كابول نبّهت إلى أن لاجئين يقعون فريسة لمهرّبين يدخلونهم الأراضي الإيرانية، من أجل تجنيدهم في لواء «فاطميّون» الذي يقاتل مع نظام بشار الأسد في سورية.
«الحياة» تنشر تحقيقاً عن هجرة أكثر من 800 ألف شخص إلى أوروبا، ومسارات «رحلتهم» التي قادت بعضهم إلى القطب الشمالي، حيث يعبرون الحدود بين روسيا والنروج مستخدمين دراجات هوائية. وابتلع البحر المتوسط 3500 لاجئ هذه السنة.
مأساة اللاجئين أحدثت انقساماً بين القادة الأوروبيين، «هزّ» وحدة الاتحاد وأدى إلى تخبّط دوله التي تقاذفت المسؤولية عمّا اعتبره بعضهم «غزواً منظّماً». كما أن الأزمة عزّزت شعبية اليمين المتطرف في القارة، مثيرةً موجة كراهية للعرب والمسلمين، بسبب أوضاع اقتصادية صعبة، وخشية تسلّل إرهابيين بين المهاجرين، خصوصاً بعد مجزرة باريس.
والسجال المحموم حول استقبال اللاجئين السوريين، امتد إلى الولايات المتحدة، حيث أثار شقاقاً جديداً بين الجمهوريين والديموقراطيين.