الياس الديري

&سبق لنا أن تحدَّثنا مطوَّلاً عن "المظلة الدوليَّة" التي بفضلها "نأى" لبنان بنفسه عن الحروب والأحداث والزلازل المحيطة به. والأصحّ أن"المظلَّة" هي التي فرضت عليه هذا النأي.

وعلى هذا الأساس قيل لنا، وقلنا بدورنا للبنانيّين لا تخافوا مما يجري ويحصل في الخارج، إنما خافوا على لبنان وعلى أنفسكم مما تفعلونه أنتم بأنفسكم وبأيديكم.
الى هذه اللحظة لا تزال "المظلة الأمنية" ملتزمة دورها، وما تعهّدته لا منَّة ولا شكورا.
قبل شهر تقريباً تحدَّثنا بـ"ثقة وطمأنينة" عن مظلَّة للاستحقاق الرئاسي، سيظهر دورها الفعَّال حين تدقُّ الساعة. مظلَّة دوليَّة اقليميَّة، مُطَعَّمة ببعض المراجع السياسيَّة التي يُركن اليها. ثم عدنا فسمَّينا الدول "الأعضاء" في "المظلَّة الرئاسيّة" قبل أيّام من ذيوع أخبار لقاءات باريس.
الآن، الشغل ماشي والبلد ماشي والرئاسة ماشية، ولكن بتؤدة وبعيداً من الضوضاء والخربشات والخربطات التي يتقنها اللبنانيّون الذين يموتون حبّاً بالمظاهر والادعاءات.
فكم وكم من الاتفاقات، والتفاهمات نسفها التسريب و"نجوم" الادّعاء الشخصي، وأصحاب الشهوات المكدسة منذ زمن الطفولة...
بيت القصيد ليس هنا، بل هناك حيث تتمُّ الاجتماعات المغلقة بعيداً من الأنظار والآذان. ثمة رأيان: الأول يقول بالسلَّة الكاملة "لتسوية شاملة". الآخر يرى أن المهم والأهم حالياً إعادة الحياة والأضواء والأنظار الى قصر بعبدا بوجود رئيس جديد ينشر بعض الأمل وبعض الثقة وبعض الطمأنينة في الربوع الغنّاء.
لقد وُضع البلد في صحن الرئاسة بكل جديَّة. وهذا هو أول الشوط، وهذه الخطوة الأولى والأساسيَّة.
ومن يدري، فقد يعود الحظُّ ويضحك لهذا اللبنان الذي من بيت أبيه وبيوت أبنائه ضُرِبَ، ولا يزال يُضرب.
أما بالنسبة الى أهمية أن يكون الرئيس العتيد نتيجة تفاهم، أو إجماع، أو توافق، وتنفيذاً لما ضمته سلة التسوية الشاملة، فإن الناس يرحِّبون مئة في المئة.
أبواب الرئاسة انفتحت على مصاريعها. وأبواب الانفراج والحلول قد شُرِّعت. وما حصل على هذا الصعيد يطمئن الى أن البازار الرئاسي لن تغلق أبوابه قبل تقبّل التهاني، والانصراف الى نفض الغبار عن دفاتر الإهمال والدستور الذي "وضع" في الإقامة الجبريّة.
الرئيس المنتَظَر، أياً يكن وأيّاً تكن الصيغة التي أوصلته، مطلوب منه في الدرجة الأولى، والخطوة الأولى استعادة الدولة والسلطة والبلد والقوانين والمواثيق من الغابة السائبة...
ثم لكل حادث حديث، بعد انتهاء المشاورات المتواصلة في أكثر من عاصمة، وعلى قدم وساقٍ وفخذ.