&هانى عمارة

&
من يتابع الرأى العام فى مصر وردود الأفعال حول الأزمة الحالية بين روسيا تركيا، لابد أن تصيبه الدهشة والعجب من كم التطوع بالشماتة، فقد راح المؤيدون لأردوغان يفخرون بالضربة التركية التى أسقطت الطائرة الحربية الروسية على الاراضى السورية، بينما ذهب أنصار بوتين يمجدون تصريحاته والإجراءات العنيفة والقوية التى هدد فيها الأتراك، الى جانب عدد من الخطوات العقابية على المستوى السياسى والاقتصادي مصدر الدهشة بالنسبة لى على الأقل اننا عاجزون عن ان نكون طرفا فاعلا لحسم هذا الصراع ، فكيف نستبدل هذا العجز بالشماتة ، ونحن نعلم علم اليقين ان كليهما يسعى الى تحقيق مصالحه الاستراتيجية وتثبيت وجوده على بقعة مهمة وحيوية فى الجسد العربي، و الاثنان ومعهما الضبع الايرانى والنمور الأوروبية ينهشون فى الجسد السورى، و ما الحرب على الاٍرهاب وما يسمى داعش الا&اوهام و ستار يخفى كل طرف وراءه أطماعه فى هذه المنطقة قولوا لى بالله عليكم أيها الشامتون فى هذا او ذاك، كيف يعرف الصاروخ ومن أين تتأكد القذيفة التى تطلقها الطائرات والآلة العسكرية للتحالف الدولى وهى تفتك بالبشر?! علينا ان نقول للجميع باعلى صوت بل ونصرخ فى وجوههم: ارحلوا عن ديارنا، أنتم جميعا تقفون خلف هذه الكوارث، لانثق فى أحدكم صديقا او حليفا ، كلكم مفترسون لاتعرفون سوى قانون الغابة، البقاء عندكم للأقوى، وعلى كل الاطراف و القوى والفصائل المتصارعة على السلطة فى المنطقة العربية أن يعلموا انه لا خلاص لهم من هذا الكابوس سوى الجلوس مع بعضهم وإلقاء خلافاتهم جانبا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وان الوطن لابد ان يعلو فوق المصالح، الحل فى أيدينا فقط.


&