دانيل ديفيس

توسعت في الأشهر الأخيرة رقعة القتال في سورية، نظرا لمشاركة كثير من الدول الأجنبية الآن بصورة مباشرة أو غير مباشرة في الحرب، علما بأن لكل منها جدول أعمالها الخاصة والأهداف التي كثيرا ما تكون على خلاف مع بعضها بعضا، وينطبق ذلك على روسيا وإيران وتركيا والنظام السوري وكثير من البلاد الصغيرة ذات المصالح الأخرى. إضافة إلى مئات المنظمات المعارضة وكثير من الدول القومية المعنية، هناك أيضا الأكراد، ولا يمكن أن ينسى أي شخص، تنظيم داعش.


وللحصول على أي وقف لإطلاق النار، يجب أن تأتي مئات البلاد والجماعات والأعراق والانتماءات الدينية معا للتوصل إلى اتفاق. فكثير من هذه المجموعات تكره بعضها بعضا بقدر عدوهم المشترك.
لكن من غير المرجح كما هو الحال بالنسبة لنجاح وقف إطلاق النار في البيئة الحالية؛ أن الأمور ربما تكون أسوأ بالنسبة للمصالح الأميركية، في حال لم تنجح في مسعاها.


ماذا سيحدث لو أيدت الولايات المتحدة الجزء الأكبر من الجماعات المتمردة الأكبر والأكثر فاعلية، وكانوا قادرين على الإطاحة بالأسد؟ ماذا سيحدث بعد ذلك؟ هل ستعمل المجموعات معا لتشكيل حكومة مؤقتة فاعلة، مما يؤدي إلى انتخابات حرة ونزيهة؟
السيناريو الأكثر احتمالا في رأيي هو أنه بمجرد خروج الأسد من السلطة، ستتحول المجموعات الأقوى للصراع ضد بعضها بعضا.


بعضها تدعمه قوة عظمى واحدة، والمجموعات الأخرى من جانب آخر ستقاتل بعضها من أجل السيطرة على الحكومة الجديدة. نحن فقط رأينا هذه المسرحية قبل 4 أعوام.


في 2011، دعمت الولايات المتحدة جماعات المتمردين في ليبيا ضد القذافي، خلال إطلاق المئات من صواريخ كروز والضربات الجوية. عندما قتل الزعيم الليبي، قال الرئيس باراك أوباما الذي كان يتحدث إلى الشعب الليبي، بتفاؤل: "لقد فزتم بثورتكم. والآن، سنكون شركاء لكم عندما تقومون ببناء مستقبل يوفر الكرامة والحرية والفرص".


وبعد أشهر قليلة، فإن المعارضة التي كانت يوما ما موحدة باتت منقسمة، والتفت على نفسها. نجحت جهود الولايات المتحدة في إزالة طاغية من السلطة، ولكن ليبيا ما تزال واحدة من أكثر المناطق غير المستقرة، العنيفة وغير المحكومة في العالم، إذ يمكن للمنظمات الإرهابية التي تُشكل تهديدا للولايات المتحدة أن تعمل مع الإفلات من العقاب الظاهري.


أستطيع أن أفهم لماذا يسعى كثيرون في بلادنا إلى استخدام سلطة كبيرة للولايات المتحدة في المساعدة لتخفيف العنف والظلم في جميع أنحاء العالم. ولكن حتى يعترف قادتنا بحدود قوتنا وإجراء تحليل أكثر واقعية للحالة قبل اتخاذ أي إجراء، فمن المحتمل أننا سنواصل هذا الميل لجعل الأوضاع السيئة أكثر سوءا، خلال توريط أنفسنا في كثير من النزاعات الدولية.