خالد أحمد الطراح

حاز جناح الكويت في معرض ميلانو على «جائزة الجمهور للعمارة»، ولم يكن لها نصيب في جوائز المراكز العالمية، حيث ذهبت «الجائزة الفضية للشقيقة البحرين والذهبية لفرنسا والفضية للصين»!
الإعلام الرسمي بهرج صورة جائزة الكويت، بل بالغ فيها وأخفى ترتيب الكويت عالميا، وعلى الرغم من ذلك ظلت إلى اليوم «جائزة الجمهور» المتواضعة خارج نطاق «مكتب الإعلام الدولي» على موقع الوزارة الالكتروني!
الأهم هو ما غاب عن مكتب الكويت الدولي أيضا قبل شهور وإلى اليوم، الحادث المأساوي لمسجد الإمام الصادق!
نحن اليوم في عالم محموم يلتهب بسعير التشدد والعمى الديني والثقافي والحضاري، وبدا واضحا أن أهم سلاح في مواجهة عصابات التوحش المتسترة بالد.ّين، هو سلاح الاعلام وتشكيل الصورة الذهنية وحشد الرأي العام داخليا وخارجيا.


لقد أقرت واشنطن مرارا أن سلاح التواصل الإعلامي والانتشار الدعائي الذي تستخدمه هذه الخلايا الضالة، إنما هو سلاح فعال ولا يقل تأثيرا عن السلاح التقليدي العسكري، لا بل هو اخطر لأنه أكثر عمومية وانتشارا.


وزارة الإعلام مطالبة بتبني تحرك إعلامي بمستوى الحدث، وهو ما غاب، للأسف، يوم الفاجعة الوطنية التي هزت الكويت، حيث كان الجهاز الإعلامي للدولة متثاقلا متأخرا في تغطية حدث مأساوي هز الكويت والعالم، وتوثيق بالصوت والصورة والتعابير الإنسانية والأبوية لصاحب السمو الأمير اثناء تفقده موقع التفجير.


ظهر جهاز الإعلام في صورة المضطرب، مركزاً على تجييش العواطف، برأيي، بينما غابت، في مثل هذه المرحلة الحرجة مبادرات محاكاة الرأي العام، المحلي والدولي، وجذب تركيز الصحافة العالمية لما تعرضت له الكويت من جماعات التوحش باسم الدين.


منذ الساعات العصيبة الأولى وحتى اليوم، ظل الموقع الالكتروني للوزارة على ما هو عليه، باستثناء إعادة نشر الاخبار الرسمية من نشرات وبيانات رسمية!
بينما الجزء الخاص بما يسمى بمكتب الإعلام الدولي، الذي يتألف من مقدمة من سطور باللغة الانكليزية، لم يطرأ عليه أي تغيير، ولم يحمل رسالة إلى العالم، رغم ما يحمله العنوان الذي يفترض ان يكون نافذة «الإعلام الدولي» للدولة!
نحن بحاجة الى اعلام تفاعلي، في فضاء التواصل الاجتماعي والالكتروني، وهو ما يستوجب صياغة جديدة للإعلام الرسمي.
&