&جيم بيكارد &

&في ليلة الغد، سيجلس جيريمي كوربين في مطعم في وسط لندن لتناول وجبة تركية مكونة من ثلاث مراحل، وسيستمع لموسيقى دميتري فان زوانينبيرج، المغني الذي يعزف على كمان أصفر اللون، جنبا إلى جنب مع أصدقائه القدامى من ائتلاف (أوقفوا الحرب)، المجموعة التي ترأسها لمدة أربع سنوات حتى شهر أيلول (سبتمبر) الماضي.

&

بقيامه بذلك، فإنه يتجاهل بعناد نصيحة بعض أعضاء برلمانه وزملائه. وهم يشتملون على تريسترام هنت، وزير التعليم الأسبق في حكومة الظل، الذي حث قائده على عدم حضور الاجتماع، بعد السلوك غير المسؤول والقبيح الذي أبداه ذلك الائتلاف قبل التصويت على الضربات الجوية في سورية.

&

اشتكى أعضاء حزب العمال في البرلمان من أنهم تعرضوا للملاحقة والضغط من قبل المحتجين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والرسائل والمكالمات الهاتفية والاحتجاجات المعادية قبل إجراء التصويت.

&

جيمز بلودويرث، محرر سابق لمدونة ليفت فوت فوروورد، يصف المجموعة بأنها بغيضة. وقال: "نحن نجد الآن أنفسنا في موقف غريب، حيث عبارة "الشخص المناهض للحرب" أصبحت تعني أن يكون ذلك الشخص "مؤيدا" لأي جهة تخطط القوى الغربية لقتالها".

&

دافع ائتلاف (أوقفوا الحرب) عن العدوان الروسي في أوكرانيا وجورجيا، على سبيل المثال، بإلقاء اللوم على النزعات التوسعية لحلف الناتو إلى الشرق.

&

إلا أن أندرو موراي، رئيس الأركان في اتحاد (يونايت)، وأحد أعضاء الحزب الشيوعي لبريطانيا ورئيس ائتلاف (أوقفوا الحرب)، دافع عن سجله. قال: "هذه هي الآن الحرب الرابعة (منذ عام 2001) - أفغانستان والعراق وليبيا وسورية - والحروب الثلاثة الأولى أطلقنا عليها اسمها الصحيح. يعتقد معظم الناس الآن أنها لم تكن ناجحة بأي شكل".

&

وأضاف قائلا إنه بالنسبة لسلوك ائتلاف (أوقفوا الحرب): "خلال 14 عاما، لم نُرهِب قط، ولم نهدد قط، ولم نكن مسيئين قط، أو داعمين لأي عنف". اعترف موراي بأن ائتلاف (أوقفوا الحرب) ارتكب خطأ بالسماح بمقالين من المقالات المثيرة للجدل، المؤلفة من قبل أطراف خارج الائتلاف، بأن تظهرا على موقعه الرسمي خلال الأسابيع الأخيرة. أشار أحد هذين المقالين إلى أن باريس "تحصد آثار الدعم الغربي لعنف المتطرفين في الشرق الأوسط"، عندما هاجم الإرهابيون المدينة الشهر الماضي. كما قال المقال الآخر إن الحركة الجهادية التي ولدت في نهاية المطاف تنظيم داعش كانت لها أوجه شبه، مع المتطوعين في منظمة الألوية الدولية في الثلاثينيات من حيث "الأممية والتضامن".

&

كارولاين لوكاس، عضو البرلمان عن حزب الخضر، تخلت عن دورها كراعية للمجموعة، لأنها شعرت بعدم الارتياح إزاء المقالين. قال موراي إن الائتلاف اتخذ الإجراء المناسب بهذا الخصوص. وأضاف: "استقال الشخص المسؤول عن موقعنا الإلكتروني. كان المقالان قرارات سياسية خاطئة".

&

كان كوربين دائما من غير المرجح أن يدير ظهره لائتلاف (أوقفوا الحرب)، وهو منظمة اشترك فيها منذ تأسيسها في عام 2001 من قبل مجموعة من الاتحادات، والجماعات المسلمة، والحملة لنزع السلاح النووي وحزب العمال الاشتراكي بعد هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) في نيويورك. لأكثر من عقد، كان يتحدث بحماس في المسيرات والمظاهرات وحملات جمع التبرعات.

&

قال أحد نواب حزب العمال: "هؤلاء هم أهله، لا يمكنه رؤية العيوب لديهم لأنها عيوبه هو".

&

نظم ائتلاف (أوقفوا الحرب) أكبر تظاهرة سياسية في التاريخ البريطاني عندما خرج بين 750 ألفا إلى ثلاثة ملايين شخص، في تظاهرة ضد قرار توني بلير غزو العراق إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية.

&

يعترف الموجودون داخل الحركة أن عام 2003 كان علامة فارقة، لكنهم يشيرون إلى تظاهرات كبيرة أخرى قوية: تظاهرة ضخمة مؤيدة للفلسطينيين في كانون الثاني (يناير) من عام 2009 واحتجاجات عام 2006 ضد حرب إسرائيل على لبنان.

&

مع ذلك، تعرض ائتلاف (أوقفوا الحرب) لضربة بسبب الاقتتال الداخلي المرتبط عادة باليسار المتطرف. ادعى إيان سنكلير، الذي ألف كتابا حول الحركة المناهضة للحرب بعنوان (التظاهرة التي صدمت بلير)، بأن ائتلاف (أوقفوا الحرب) بدأ "كتحالف ذي قاعدة عريضة"، لكن تم الاستيلاء عليه من قبل حزب العمال الاشتراكي.

&

أما ليندسي جيرمان وجون ريس، الزعيمان الحاليان للمجموعة، فهما من الأعضاء السابقين في الائتلاف. كما أن كثيرا من الشخصيات الرئيسية المهمة في الجماعة ينتمون إلى أحزاب يسارية منافسة ومتناحرة.

&

من بينهم جورج جالواي، الزعيم السابق لجماعة (ريسبيكت)، ومارك سيروتكا، رئيس اتحاد (بي سي إس) غير المنتسب لحزب العمال، وكمال ماجد، العضو المؤسس لجمعية ستالين، التي تأسست "للدفاع عن ستالين وأعماله".

&

كشف سينكلير أيضا أن كارول ناوتون، الرئيسة السابقة للجنة، اشتكت حول تلقيها بعض "المكالمات الهاتفية العدوانية والتعسفية" من الذين يفترض أنهم رفاقها.

&

قال المتحدث الرسمي لكوربين إن الحركة المناهضة للحرب هي "حملة ديموقراطية حيوية". لن يلغي كوربين حضور فعاليات الجماعة، قائلا إنه "لا يتقبل المحاولات الرامية إلى تصوير الحملة الانتخابية، والضغط والاحتجاجات على أنها أمر خارج نطاق الأخلاق والمجتمع المدني".

&

قال سيرتوكا إن منتقدي الائتلاف يحاولون صرف الانتباه عن القضية الحقيقية، التي هي الحرب في سورية.

&

وقال أيضا إنه لا يمكنه التغاضي عن إساءة المعاملة من قبل النشطاء، مثل إرسال صور لأطفال قتلى إلى أعضاء البرلمان، لكنه أصر على أن تغطية الاحتجاجات في والثامستو، عندما تم حث عضوة البرلمان المحلي ستيلا كريسي على التصويت ضد قرار الضربات الجوية، كان مبالغا فيه.

&

قال بول فاريلي، النائب العمالي على يمين الحزب: "أعتقد أنه إذا تعرض جيريمي لتحد من أمثال تريسترام في عدم الذهاب إلى الحفلة، سيكون من المحتمل جدا بأنه سيتمسك برأيه ويذهب".