أنور عشقى

&

تكللت جهود المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بالنجاح. فقد استطاع وزير الخارجية كيري الذي&ذهب إلى روسيا في أعقاب اجتماع باريس الذي شاركت فيه المملكة بقوة لتحريك عجلة السلام في سوريا، واستطاع كيري أن ينتزع موافقة الرئيس بوتين على مشاركة وزير خارجيته لافروف في اجتماع مجلس الأمن.

&

لم يكن لاجتماع مجلس الأمن أن يعقد لولا النجاح الذي حققته المملكة في توضيح الرؤى للمعارضة، والتأكيد على أنها تعمل ضد الإرهاب لكنها ترغب في إيقاف الحرب وتأسيس دولة ديمقراطية حديثة في سوريا.

&

وفي يوم الجمعة 18 ديسمبر أقر مجلس الأمن الدولي بالاجماع قراراً بخصوص خريطة الطريق الدولية للسلام في سوريا من سبع مواد تتضمن وقفاًً لإطلاق النار ومباشرة مفاوضات بين النظام والمعارضة مع أول يناير 2016، وإجراء المفاوضات والانتخابات ، والأطراف الفاعلة، والإرهاب والعنف وهذا القرار يؤكد على العناصر الواردة في الخطة التي أعدتها القوى الكبرى خلال الاجتماعات في فيينا.

&

فالقرار اكتسب الشرعية الدولية على ما تم انجازه واقرار ما خطط له فوافق على إيقاف إطلاق النار على كامل الأراضي السورية، ولم يكن ذلك ليحدث لولا أن روسيا فرضت وجودها في سوريا، كما أن المجلس عبر عن دعمه لانتخابات حرة عادلة بالإضافة إلى تشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وانتخابات خلال ثمانية عشر شهراً وفي النهاية صادق المجلس على القرار بشكل متزامن مع عقد الاجتماع الثالث في فيينا يوم الجمعة وقد حضره وزراء سبع عشرة دولة.

&

لقد أيدت روسيا والصين وهما عضوان دائمان بمجلس الأمن القرار بعد أن كانتا في الماضي تضعان العراقيل أمامه مع الإصرار على أن هذه العملية لن تعود للوراء وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الصيني «وانغ بي» بعد اقتناع بأن الإرهاب لا يقضى عليه إلا باستقرار الأوضاع في سوريا، والعراق، وليبيا، وهذا ما أشار إليه المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية.

&

لم تعد روسيا مترددة أو معرقلة للاتفاق بل إن وزير خارجيتها أصبح متحمسا لإنهاء الأزمة لأنه لا يريد أن يرى القوات الروسية وهي تغرق في مستنقع لا قرار له، وهذا ما دفعته إليه الولايات المتحدثة الأمريكية. فبدلاً من أن تكون روسيا عامل هدم أصبحت اليوم تعمل للبناء.

&

لقد التزمت روسيا بقرارات فيينا اثنين ولم تتمكن من التملص منها، لكنه ليس من المستبعد أن تكون هناك عقبات على طريق قطار السلام، ومن أهمها الاتفاق على وقف إطلاق النار، ومصير بشار الأسد، وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

&

إن القطار لن يعود إلى الوراء لكنه قد يتعثر لكن على مهندسي السياسة أن يكونوا على حذر تام من العقبات وعلى مهارة كافية لإزاحتها عن الطريق وعلى المعارضة أن تنسق قدر الإمكان مواقفها على ما اتفق عليه في فيينا. وهذا العبء سوف يلقى على كاهل المملكة التي تثق فيها المعارضة.

&&