&مرسى عطا الله

&

&

&

عندما تفتح واشنطن ذراعيها لاستقبال وفد يمثل الجماعة الإرهابية المحظورة تحت مسمى «المجلس الثورى المصري» فلا وجه للغرابة أن تهلل أبواق الجماعة لما تصفه بالنتائج الإيجابية لحوار الإخوان مع الأمريكان ويتزامن ذلك مع صحوة ملحوظة للأنشطة الإرهابية بلغت ذروتها فى جريمة العريش.

&


ويبدو أن أمريكا لم تتعلم من سلسلة تجاربها الفاشلة فى المنطقة وتكرار رهانها على العملاء والمأجورين لخدمة المصالح الأمريكية فها هى تتوهم إمكانية تكرار ما سبق أن فعلته فى العراق لتوفير البيئة الملائمة لإسقاط نظام صدام حسين ودون إدراك لأن نظام السيسى المؤيد شعبيا وعربيا ليس مثل نظام صدام.

&

إن جمال حشمت ومن رافقوه فى الحج إلى واشنطن لا يختلف كثيرا عن أحمد الجلبى وعصبة الشر العراقية التى ظلت لسنوات توسوس فى العقل الأمريكى إلى الحد الذى دعا فيلسوف وزعيم المحافظين الجديد المسيطر على البيت الأبيض فى إدارة جورج بوش الابن أن يصف أحمد الجلبى بأنه «رجل شجاع وراع للديمقراطية ورؤيته للعراق تنسجم مع رؤية إدارة بوش ويمكن أن يسهم فى تغيير ثقافة العرب الأوتوقراطية والتقليدية».

&

لقد بات واضحا أن أمريكا مازالت تراهن على سياسة الفوضى الهدامة التى ابتدعتها كوندوليزا رايس بعد صدمة فشل سياسات الغزو المباشر فى أفغانستان والعراق، ومن ثم فإن توجيه الاتهام لأمريكا برعاية جماعات الإرهاب وتحميلها المسئولية عن جريمة العريش وما سبقها ليس فيه أى قدر من المبالغة.

&

أمريكا متهمة ومتورطة فيما يجرى على أرض مصر وذلك ليس بالأمر الغريب على دولة ترحب بالتعامل مع من لا هوية لهم ولا انتماء عندهم وليس لديهم مانع من أن يصبح الوطن عقارا للتأجير أو شركة للاستثمار.. مجرد تابع للسيد الأمريكى وخادما فى البيت الأبيض... وتلك لعبة خطرة ومغامرة غير مأمونة لأنه مثلما باعهم الجلبى وعصبته معلومات مضللة أحرقت أصابع وأجساد الأمريكيين فى العراق فإن حشمت وجماعته لا يملكون سوى أكاذيب فارغة قد تنسف الوجود الأمريكى برمته فى الشرق الأوسط بعد أن تسقط ورقة التوت الأخيرة عن أكذوبة قوة الخير المسيطرة على العالم وتنكشف حقيقة إمبراطورية الشر!

&

خير الكلام:

&

<< يفقد الكبير بريقه عندما يخسر مصداقيته!

&