&عمرو عبد السميع

&

&

&

كتبت لمرات عديدة ـ العام الماضى حول «عملية» الإفراج عن الرقيب الأمريكى (بيربوجدال) الذى كان يخدم فى أفغانستان، واعتقلته طالبان لمدة خمس سنوات.

&


واهتمامى بتلك القضية ـ اليوم ـ من جديد يجىء بعد أن تسربت أنباء من مصادر أمريكية ـ عن اقتراف بيربوجدال للخيانة العظمى، وقيامه بتسليم وثائق أمريكية سرية إلى طالبان. وخلصت من القصة بنقطتين أوجزهما فيما يلى:

&

< أن صفقة الإفراج كانت عبارة عن إطلاق سراح الرقيب الأمريكى فى مقابل عدد من قادة طالبان الذين كانوا معتقلين فى جوانتناموا لعشرة أعوام، وكانت قطر هى الوسيط الرئيسى فيها، وبالقطع ومن خلال علاقة الدوحة الوثيقة بطالبان، فقد كانت تعرف طبيعة هذا (الرقيب المعتقل) وعلاقته بالتنظيم الإرهابى المتطرف، ومع ذلك فقد إنهمكت بتهتك وابتذال ـ فى هندسة الصفقة وتتميمها ـ فى تقديرى لتحقيق الإفراج عن زعماء طالبان الخمسة المعتقلين فى طالبان، بأكثر من أى عنصر آخر فى الصفقة، فهى تخدم الإرهاب ـ أولا وأخيرا ـ الأمر الذى ثبت فى أكثر من موقف بما دفع تيارات كثيرة فى أوروبا وأمريكا إلى مهاجمة الدوحة والمطالبة بمقاطعتها، وأذكر هنا مطالبة أليوت أبرامز عضو مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك بمنع تنظيم قطر لكأس العالم بسبب مساندتها الإرهاب، وكذا الحملات الصحفية البريطانية العاتية التى واجهت أمير قطر تميم فى أثناء زيارته لندن الصيف الماضى باعتبار قطر دولة تساند الإرهاب، وهو ما لم ينقذه منه سوى انتهازية دافيد كاميرون وحصوله على عقود صفقة سلاح كبرى للدوحة. النقطة الثانية فى الموضوع أن ضجة كبرى ثارت فى أمريكا وقت صفقة الإفراج عن بيربوجدال لأن السيد أوباما الرئيس النميس أقر الصفقة وأنهاها دون مشاورة أو إخبار المؤسسة التشريعية وبما بدا كأنه عمل مخابراتى لا يحق لأحد معرفته.

&

اليوم وبعد أن انكشف بيربوجدال هل يمكننا القول بأن أوباما اشترك فى عملية تحرير خائن عميل للإرهاب؟

&

أو فى أبسط وصف ـ أنه الرئيس الأبلة الذى خدعته قطر!
&