حسن الحارثي

كانت الفرصة مواتية للمنتفعين الباحثين عن الزلل، للتنبيش في المجالس الخاصة والأحاديث الودية العارضة، بحثا عما يعتقدون أنه سيكون سببا لضرب علاقة بلدين كبيرين، من أجل تحقيق مكتسبات فردية أو لخدمة جماعة وجدت نفسها خارج كل المعادلات.


فالسعودية دخلت عهدا جديدا بتولي الملك سلمان، ومصر ما زالت تحاول أن تجد لها موطئ قدم في ساحة الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني، ولكن لم يتحقق لأولئك المنتفعين شيء مما كانوا يصبون إليه، بل تلقوا صفعة كبيرة، لعلها تلجم أفواههم ردحا من الزمن.


حفلة التسريبات التي تبناها وروج وغنى لها بعض المصابين بداء الإفلاس، جاءت نتائجها عكس توقعاتهم الصبيانية، فالإخوة المكتشفون روجوا لتسجيل صوتي منسوب كذبا إلى الرئيس المصري، ووصلوا إلى نتيجة "هاشتاقية" مفادها أن السيسي يحتقر الخليج، وكانوا يأملون أن تقوم الدنيا على السيسي، وأن تقلب عليه دول الخليج الطاولة، وبالتالي تصبح عملية خروجه بالنسبة لهم سهلة للغاية.


لكن ردة الفعل الخليجية جاءت كعادتها هادئة وحكيمة، والموضوع لم يُلتفت إليه أصلا ومر مرور الكرام، ومع ذلك استمروا في تهافتهم وأوجعوا "الهاشتاقات" في "تويتر" بالصراخ والتحريض ومحاولات إذكاء الفتنة، إلى أن جاءهم الرد السعودي وضربهم في مقتل: "علاقتنا بمصر أكبر من أي محاولة لتعكيرها"، فخمدوا ومات مشروعهم الفتنوي في مخدعه.


الحقيقة التي لا يعرفها هؤلاء، أن السعودية ودول الخليج تعدّ مصر جزءا من تركيبتها الإنسانية ونسيجها الحضاري، والامتداد الحقيقي للعروبة، والدرع الواقي للإسلام في المنطقة، وبالتالي لن تسمح لأي عابث أن يتسلل إلى الوقيعة وجر الخصام، وإذا كانت المسألة تخص الفلوس فدول الخليج التي جعل الله فلوسها "زي الرز" لم تبخل على أحد، ومواقفها دائما مشرفة في هذا الجانب.