&صلاح منتصر

&

&

&

بدأت علاقة قطر بالإخوان المسلمين منذ سنوات بعيدة وبالتحديد منذ أيام عبد الناصر، وقد حدث أن زرت الدوحة لاول مرة عام 1965 والتقيت هناك عددا من قيادات الإخوان التي هربت من مصر بعد عمليات القبض علي الإخوان التي جرت مرتين،

&


مرة عقب محاولة اغتيال عبد الناصر في الاسكندرية عام 1954، ومرة بعد اكتشاف مؤامرة سيد قطب التي انتهت بإعدامه مع آخرين . وكان من بين الذين التقيت بهم في قطر شفيق أنس المتهم بالاشتراك في اغتيال النقراشي وكان قد حكم عليه بالسجن ولكن عبد الناصر أفرج عنه في بداية ثورة 52 عندما كانت الثورة تدلل الإخوان.

&

وفي عام 65 كان حاكم قطر هو الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، ورئيس الوزراء الشيخ خليفة بن حمد وكان يمثل مركز قوة، بحيث كان ضروريا لمن يزور قطر زيارة الحاكم ورئيس الوزراء في اليوم نفسه.

&

وقد انتهي الأمر كما هو معروف باستيلاء الشيخ خليفة علي الحكم في فبراير 72، وبعد ذلك تعرض الشيخ خليفة لانقلاب قاده ابنه الشيخ حمد عام 1995، وهذا الأخير قام بتسليم الحكم إلي ابنه الأمير تميم في يونيو 2013.

&

وأعود إلي علاقة قطر بالإخوان وأقول انه في ظل الشيخ أحمد والشيخ خليفة لم يمارس الإخوان أي عمل عدائي ضد مصر ، بل لعل وجودهم في قطر كان باتفاق مع مصر، وعندما زار اللواء زكي بدر وزير الداخلية الأسبق الدوحة حضر احتفالا كان بين حاضريه الشيخ يوسف القرضاوي، وجاء مكانه قريبا من زكي بدر فاعترض وطلب من المسئولين القطريين ـ كما حكي لي ـ «ان يزجوا» بهذا الشيخ (وقال وصفا لا أكرره) في آخر القاعة بعيدا، ولكن بعد ذلك تطورت الأمور، خاصة بعد ظهور قناة الجزيرة وتحولها إلي مضيفة لكل من يهاجم مصر، وبالذات بعد ثورة 30 يونيو.

&

وإذا كانت العلاقات القطرية المصرية قد تذبذبت علي المستوي الرسمي وانحرفت إعلاميا، فما لا يمكن إنكاره أن هذه العلاقات علي مستوي الشعبين ظلت محافظة علي رباط الاخوة والعروبة.


&