مسؤول تونسي: قادة أمنيون اغتالوا بلعيد والبراهمي… وأطراف سياسية تدعم الإرهابيين


حسن سلمان

&

&

&


أكد مسؤول أمني تونسي تورط بعد القياديين الأمنيين في اغتيال القياديين المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وأشار إلى وجود «جهاز أمن موازي» يخدم أجندة أجنبية، توقعا حصول عمليات إرهابية جديدة في البلاد.
وقال علي الوسلاتي (محافظ شرطة) لصحيفة «الصباح» المحلية إنه اكتشف بالدليل القاطع أن قرار اغتيال شكري بلعيد تم اتخاذه من قبل بعض «الأمنيين الذين عقدوا اجتماعا قبل شهر من عملية اغتياله واعتبروه عدوا للشرعية وللأمن وللاستقرار في تونس ويجب التخلص منه»، مشيرا إلى أنه سلّم أسماء المتورطين إلى حاكم التحقيق «إلا أنه لم يُعر الأمر أهمية».


كما أكد أن لديه معلومات دامغة تكد أن محمد البراهمي اغتيل من أجل جملة شهيرة قالها وهي «لولا المال الفاسد والدعم الخارجي من جهات أجنبية لما آلت الأمور إلى ما نحن عليه الآن».
وتم اغتيال بلعيد والبراهمي من قبل مجهولين عام 2013، حيث اتهمت السلطات تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور باغتيالهما، حيث تمكنت قوات الأمن خلال عدة عمليات أمنية من قتل المتهم الرئيسي في العمليتين كمال القضقاضي واعتقال بعض المتهمين الآخرين، لكن عائلتي بلعيد والبراهمي ما زالتا تطالبان السلطات بكشف بعض الخيوط الغامضة في عمليتي الاغتيال.
من جانب آخر، أشار الوسلاتي إلى وجود «جهاز أمن موازي» في البلاد تتمثل مهمته في «الحفاظ على أملاك وشركات أموال العائلات الغنية في تونس على غرار رجال الأعمال المعروفين جدا والمتمركزين في النفوذ»، مشيرا إلى أن هذا الجهاز يعمل على «توجيه الرأي العام التونسي وتطويعه بشتى التقنيات وعلى الحيلولة دون وصول أطراف وطنية إلى الحكم لأن تلك الأطراف تمثل المصلحة العليا للشعب التونسي وللسيادة الوطنية».
وأكد أن القادة الأمنيين في هذا الجهاز تتم تسميتهم من قبل «رجال أعمال في سلك الأمن وليسوا رجال أمن لأنهم يعملون لصالح أجندات مالية أجنبية وليس لصالح أجندات أمنية وطنية ولصالح الشعب التونسي»، متهما هذا الجهاز بالتسبب في أعمال الفوضى والاحتجاجات والاعتصامات التي شهدتها البلاد منذ اندلاع الثورة.
على صعيد آخر، أكد الوسلاتي أن ثمة أطرافا سياسية في تونس تمد الجماعات الارهابية بـ»المعطيات والإمكانيات ودرجة التنظيم الحقيقي بوزارة الداخلية»، مشيرا إلى أن «العمليات الارهابية الحقيقية لم تحدث بعد وهي بصدد التخطيط والتحضير لها وتنتظر التعليمات والضوء الأخضر».


كما أشار إلى أنه «خلافا لما يبدو للبعض أننا نحارب الإرهاب بصفة جدية، فهذا ليس صحيحا تماما لأن الذين يزعمون محاربته هم أنفسهم من يدعمه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وبطريقة مقصودة أو غير مقصودة عن طريق ضرب التنسيق الأمني وإبعاد الأمنيين الشرفاء والأكفاء والمخلصين للوطن».
وكانت الخبيرة العسكرية بدرة قعلول حذرت في تصريح سابق لـ»القدس العربي» من من وقوع عمليات انتحارية داخل المدن التونسية في حال تم تشديد الحصار على المجموعات المتشددة في الجنوب التونسي، مذكّرة بالعملية الإرهابية التي تم إحباطها قبل أيام، وكانت تستهدف مبنى وزارة الداخلية وبعض المناطق في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة.
وأضافت «هناك بارونات ولوبيات متورطون في تجارة السلاح وفي الإرهاب والتهريب، وهؤلاء لهم باع وذراع في وزارة الداخلية، هم اخترقوا كل أجهزة الدولة وهذا ستكشف عنه الأيام القليلة المقبلة».

&
&