هادي يتمسك بالرئاسة... والحوثي يهدد بمحاكمة الوزراء بتهمة «الخيانة»&

&

&

&

&

&


جدد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تمسكه بممارسة سلطاته رئيساً شرعياً لبلاده وعقد اجتماعاً لمحافظي حضرموت وشبوة وسقطرى في مدينة عدن، التي وصل إليها السبت بعد نجاحه في كسر الإقامة الإجبارية التي فرضتها عليه جماعة الحوثيين قرابة شهر في صنعاء. وقرر معظم الأحزاب المتحاورة في العاصمة قلب الطاولة على «الانقلابيين» الحوثيين وإرسال وفد مشترك للقاء هادي تأكيداً على شرعيته، في ظل تهديدات حوثية بمحاكمة وزراء الحكومة المستقيلة ورئيسها خالد بحاح بتهمة «الخيانة الوطنية».

وفي أول موقف إقليمي ودولي من تطورات الأوضاع اليمنية، رحبت أمس دول مجلس التعاون الخليجي بخروج هادي من الإقامة الجبرية في صنعاء وانتقاله لإدارة الدولة من عدن، واعتبرته «خطوة مهمة في تعزيز الشرعية الدستورية»، داعية اليمنيين للالتفاف حوله، كما طالبت بسرعة بفك الحصار المفروض على رئيس الوزراء خالد بحاح والمسؤولين.

وفي وقت أغلقت السفارة المصرية أبوابها وغادرت بعثتها صنعاء ملتحقة بسفارات غربية وعربية، كشف مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر، عن أن هادي أبلغه تحفظه عن استكمال الحوار في العاصمة ودعا إلى نقله إلى «مكان آمن» يتوافق عليه المتحاورون، وهو ما رفضه الحوثيون أمس وأيدته غالبية الأحزاب المشاركة في الحوار فيما التزم حزب الرئيس السابق علي صالح الصمت.

وتواصلت أمس التظاهرات المناهضة للحوثيين والمؤيدة لشرعية الرئيس هادي في مدن يمنية عدة، في حين أفادت مصادر إعلامية تابعة للجماعة بأنها قررت إحالة وزراء الحكومة المستقيلة الرافضين العودة إلى تصريف أعمال وزاراتهم على المحاكمة بتهمة «الخيانة الوطنية» وتكليف نوابهم القيام بمهامهم.

وكانت اللجنة الثورية التابعة للجماعة أصدرت قراراً مساء الأحد قضى بتكليف حكومة خالد بحاح المستقيلة العودة الى تصريف الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة، وهو القرار الذي سارع الناطق الرسمي باسم الحكومة راجح بادي إلى رفضه، مؤكداً تمسكها بالاستقالة التي كانت جاءت على خلفية اقتحام الحوثيين القصر الرئاسي الشهر الماضي ومحاصرة منزل الرئيس هادي وفرض الإقامة الإجبارية على أعضاء الحكومة ورئيسها بحاح.

ويعتقد مراقبون «أن نجاح هادي في الوصول إلى عدن وتراجعه عن استقالته وجه ضربة قاصمة لسلطة الحوثيين التي باتت تعاني من رفض شعبي واسع وعزلة ديبلوماسية بعد إغلاق أهم السفارات الأجنبية في صنعاء أبوابها، ما يعني سقوط مخططها للانفراد بالحكم وإفشال «إعلانها الدستوري» الذي حاولت فرضه على القوى السياسية وأعلنت فيه حل البرلمان وتشكيل مجلس وطني وآخر رئاسي لإدارة البلاد مدة عامين انتقاليين.

وكان هادي أصدر بياناً ليلة وصوله عدن، أكد فيه تراجعه عن الاستقالة التي تعذر على البرلمان البت فيها، وكذا بطلان كل الإجراءات والقرارات التي صدرت منذ اجتياح الحوثيين صنعاء في أيلول (سبتمبر) الماضي، داعياً إلى استكمال العملية الانتقالية في ضوء «المبادرة الخليجية» ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، إضافة إلى تمسكه بتقسيم البلاد ستة أقاليم فيديرالية.

وأفادت أمس مصادر حزبية لـ «الحياة»، بأن سبعة أحزاب يمنية مشاركة في الحوار مع الحوثيين قررت أمس بعد اجتماع لها، تشكيل وفد لزيارة عدن ولقاء الرئيس هادي والتشاور معه بخصوص استكمال الحوار، وهي أحزاب التجمع الوحدوي، التنظيم الناصري، الرشاد السلفي، التجمع اليمني للإصلاح، اتحاد القوى الشعبية، العدالة والبناء، الاشتراكي اليمني.

وفي ظل الصمت الرسمي لحزب «المؤتمر الشعبي» إزاء التطورات الأخيرة، قرر حزبان في تكتل أحزاب «اللقاء المشترك» هما حزب الحق والبعث العربي، الوقوف في صف الحوثيين وعدم الاعتراف بشرعية هادي.

ورأس هادي أمس في عدن اجتماعاً لمحافظي حضرموت وشبوة وسقطرى، بعد يوم من اجتماعه مع محافظي عدن ولحج وأبين والقيادات الأمنية والعسكرية فيها، في حين يتوقع أن يرأس لاحقاً اجتماعات أخرى لقادة عسكريين وأمنيين ومحافظين من المناطق الشمالية الرافضة للوجود الحوثي.

وكانت اللجنة الأمنية في محافظة الجوف (شمال صنعاء) أعلنت أمس تمسكها بشرعية الرئيس هادي ورفضها أي أوامر من الحوثيين، لتلتحق بمحافظة مأرب النفطية المجاورة التي أعلنت سلطاتها المحلية تأييد هادي ورفض أي محاولة لتمدد الحوثيين فيها.

ويحتشد آلاف المسلحين القبليين على حدود شبوة ومأرب تحسباً لأي تقدم حوثي بعدما تمكنت الجماعة من السيطرة على معظم مديريات محافظة البيضاء المجاورة ومناطقها في الأيام الأخيرة بعد نحو خمسة أشهر من المواجهات الضارية مع رجال القبائل المسنودين بعناصر تنظيم «القاعدة».
&