علاء حمزة

أيها الأحبة.. الذين تصرون على أن الأرض لا تلف ولا تدور حول الشمس، أو تحبونها مسطحة، أو حلزونية، سميكة أو نحيفة، صامتة أو تتكلم عربي؛ يا ليتكم تحتفظون لأنفسكم بهذه الآراء التي تخالف إجماع البشرية، دولها، علماؤها، عامتها، مدارسها، جامعاتها، مراكز أبحاثها، رجال فضائها، قبابها الفلكيّة، وأقمارها الصناعية.. اعتبروها مؤامرة مجهولة الهدف غير معروفة المصدر لجر بني الإنسان إلى شيء لم نكتشفه حتى الآن. استأثروا بهذه المعلومة من باب "ما كل ما يعلم يقال" أو على سبيل (رحم الله امرئا درء عن نفسه الغيبة)، وأي غيبة يا أصدقائي، إنها عالمية الانتشار، قياسية الأرقام، ما الذي يهمكم في سلوك هذا الكوكب الأزرق!
المضر فعلا هو هذه الأخبار التي تدور حول الأرض بسرعة تفوق سرعة دوران الأرض! هذا الإعلام العالمي الذي ينتظر لحظة مثل هذه ليبدأ "الطقطقة/ إنترناشونال"! فما أن صرح أحدكم بهذا الرأي قبيل أيام أمام مجموعة من الطلاب عن ثبات الأرض حتى احتفلت بهذا الخبر (الديلي ميل)، و(الديلي تليجراف)، و(النيويورك تايمز)، و(السي إن إن)، وآلاف المحطات والصحف، وملايين المواقع الإلكترونية، وأصبح حديث الدنيا، متفوقا على أخبار (الأوسكار) التي تشغل الإعلام الترفيهي خلال هذه الأيام من السنة.

المشكلة أنها لا تطالكم أنتم فقط، كما أن إشهار هذه الآراء بهذه الجرأة أمام الطلاب يضع هؤلاء المساكين بين مطرقة معلميهم الذين يقدمون لهم مسألة دوران الأرض كحقيقة لا نقاش فيها؛ وسندان نزار قباني في هذيانه:

"ارجع إليّ فإن الأرض واقفة.. كأنما الأرض فرت من ثوانيها".