إبراهيم البحراوي

في إطار المعركة الانتخابية الجارية في إسرائيل وجدت الأحزاب المعارضة لنتنياهو وحزبه اليميني «ليكود» فرصة لتجريحه بعد أن قامت الشرطة بإجراء تحقيقات حول مخالفات مالية من جانب نتنياهو وزوجته.

&

إلى هنا تبدو المسألة قضائية وسياسية لكنها تحولت مع تقدم التحقيقات التي تقوم بها وحدة مكافحة الغش والفساد في الشرطة وظهور شاهد إثبات على المخالفات إلى نطاق آخر تماماً. ذلك أن المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية منح المدير السابق لمنزل نتنياهو حصانة تحميه من توجيه أي تهمة إليه مقابل أن يدلي بكل المعلومات التي يمتلكها حول مخالفات نتنياهو وزوجته.

ومن الواضح حسب التقارير الصحفية الإسرائيلية أن هذا المدير، واسمه ميني نفتالي، قد قدم للشرطة مجموعة مستندات تثبت أنه أثناء عمله تلقى تعليمات من قيادات في مكتب رئيس الوزراء باستخدام المال العام المخصص للإنفاق على منزله الرسمي. وهذا الرجل أصبح الشاهد الرئيسي في الدعوى القانونية التي قد ترفعها الشرطة ضد نتنياهو وزوجته. وهنا تحولت المسألة منذ أيام قليلة من مجرد تحقيقات حول الفساد إلى نطاق العنف والتهديد للشاهد بمعاقبته على طريقة «داعش» أي بقطع رأسه إذا ما استمر في الشهادة ضد رئيس الوزراء. لقد ذكرت الصحف الإسرائيلية أن محامي الشاهد قدم طلباً رسمياً إلى الشرطة يطالب فيه بوضع حراسة مشددة على الرجل ومنزله بعد أن تلقى تهديدات بقطع رأسه.

طبعاً من الواضح أن التهديدات قد جاءت من أنصار حزب «ليكود» ونتنياهو وهو أمر ليس غريباً على هذا الحزب منذ بدأ تحت زعامة مؤسسه فلاديمير جابوتنسكي في العشرينيات بارتكاب المجازر ضد المدنيين العرب الآمنين وكان أشهرها مجزرة مولد النبي موسى التي قتل فيها أكثر من سبعين من المصلين في المسجد الأقصى ممن كانوا يحتفلون بعيد المولد. إن هذا هو نفس الحزب الذي قام عندما كان اسمه «إرجون تسفائي لئومي» تحت قيادة مناحيم بيجين بارتكاب مذبحة دير ياسين التي بقرت فيها بطون النساء العربيات الحوامل وجرى فيها قتل المدنيين بالسكاكين والرصاص من دون أي ذنب سوى أنهم عرب.

لقد ذكر محامي الشاهد في التحقيقات الخاصة بمخالفات نتنياهو أن الرجل تلقى تهديدات تقول «سنقوم بقطع رأسك تماماً كما يفعل داعش» و«اترك نتنياهو في حاله وإلا فإننا سنذبحك».

إن هذا النوع من الإرهاب يستخدم من جانب المتطرفين الدينيين واليمينيين ليس فقط ضد العرب وضد هذا الشاهد بل أيضاً سبق استخدامه ضد حركة «السلام الآن» التي تعرضت مظاهراتها من قبل لإطلاق النار. أرجو أن تنبه حالة الإرهاب ضد الشاهد الإسرائيلي العالم إلى ضرورة الالتفات أيضاً إلى محاربة الإرهاب أياً كان مصدره حتى ولو جاء من الربيبة المدللة للغرب.
&