&&صنعاء، عدن&

&

&

&

&

&


&

&

حمل زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي بعنف على التجمُّع اليمني للإصلاح متهماً إياه بالتواطؤ مع «القاعدة». وأعلن في خطاب ألقاه مساء أمس إصرار جماعته على تشكيل المجلسين الوطني والرئاسي، كما هاجم السعودية والرئيس عبد ربه منصور هادي متهماً إياه بـ «الخيانة الوطنية» و «الارتهان لأميركا والسعودية».

وذكر الحوثي أن تجمُّع الإصلاح يتحالف مع «القاعدة» في مأرب وشبوة، وقلَّل من مخاوف حول إمكان تراجع الدعم السعودي للاقتصاد اليمني، مشيراً إلى وجود «بدائل للعلاقات السياسية في العالم الإسلامي»، وملمحاً إلى إيران.

وأكد هادي خلال لقائه في عدن (جنوب) أمس مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر، تمسّكه بالحوار في سياق الشرعية الدستورية ومخرجات الحوار الوطني، في حين هدد قادة حوثيون بحل الأحزاب في غضون أسبوع، إذا أصرت على الاعتراف بشرعية هادي وعلى رفض «الإعلان الدستوري» الذي أصدرته الجماعة.

وفيما بدأت مدينة عدن تتحول إلى عاصمة بديلة لصنعاء منذ وصول هادي إليها السبت الماضي، وتراجعه عن استقالته، عُلم أن السفير السعودي محمد بن سعيد آل جابر باشر رسمياً أمس مزاولة عمله في عدن، ويتوقع أن يلتحق به عدد من سفراء دول الخليج والدول الغربية.

وقال السفير في اتصال هاتفي مع «الحياة» أمس، إن «السفارة تعمل بكامل طاقمها من عدن، وأن الوضع السياسي في البلاد مقلق حتى الآن»، مؤكداً أن السعودية والدول الخليجية متمسكة بدعم شرعية الرئيس هادي وتدعو كل الأطراف إلى «التزام مخرجات الحوار الوطني وتنفيذ المبادرة الخليجية، كونها المخرج الوحيد للأزمة في اليمن».

وكان مجلس الأمن رحب في بيان أصدره ليل الأربعاء بتحرك الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي بحرية بعد تخلصه من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون في صنعاء، داعياً جماعتهم إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن رئيس الحكومة خالد بحاح والوزراء، وكُل مَنْ وُضِعوا في الإقامة الجبرية أو اعتُقِلوا في شكل تعسفي. وحض البيان الأطراف المعنيين على تسريع الحوار بعد نقله إلى مكان يحدده مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر. كما رحب المجلس باستعداد هادي لـ «الانخراط بحسن نية في المفاوضات السياسية التي تُجرى في رعاية الأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة».

وتواصلت أمس التظاهرات الحاشدة في مدن يمنية رفضاً لانقلاب الحوثيين، وتأييداً لشرعية هادي، غداة سيطرة الحوثيين على معسكر للدفاع الجوي في مدينة الحديدة (غرب) بعد ساعات من اشتباكات أوقعت قتلى وجرحى. والمعسكر يعدّ واحداً من أكثر المعسكرات تسليحاً ويحتوي مخازن السلاح التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة.

وردد آلاف من المتظاهرين في مدينة البيضاء شعارات مناهضة للحوثيين، ونُظِّمت تظاهرة حاشدة في مدينة ذمار رفضاً لانقلاب الجماعة وتأييداً للرئيس هادي.

واستقبل هادي في عدن عدداً من قادة الأحزاب الذين كسروا حصاراً فرضه الحوثيون عليهم في صنعاء، وقالت مصادر حزبية لـ «الحياة» أنهم اتفقوا مع الرئيس على استمرار الحوار ونقله إلى تعز أو عدن. كما التقى هادي قيادة السلطة المحلية لمحافظة مأرب التي استعصى على الحوثيين دخولها. وذكرت مصادر قريبة من الرئيس أنه أكد خلال لقائه أمس بنعمر «ضرورة مواصلة الحوار في إطار الشرعية الدستورية ومخرجات الحوار الوطني التي أجمعت عليها مختلف القوى والشعب اليمني».

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مبعوث الأمم المتحدة قوله خلال مؤتمر صحافي في عدن أنه أعرب لهادي عن أمله بـ «أن تكون عودته لمزاولة مهامه عاملاً مساعداً في إخراج اليمن من الأزمة». وزاد أنه ناقش مع الرئيس «الأوضاع الشاذة في اليمن وسبل الخروج منها بطرق سلمية»، مشدداً على أن هادي «متمسك بالحوار لحل الخلافات ودان اللجوء إلى العنف لتحقيق أغراض سياسية».

وفي سياق ردود التصعيد، هدد قادة حوثيون أعضاء في «اللجنة الثورية» التابعة للجماعة بحل الأحزاب في غضون أسبوع، إذا لم يتم التوافق على حل للأزمة يستبعد هادي الذي اعتبرته الجماعة «مطلوباً للعدالة» وأحالته على النيابة العامة.

وكان الحزب الاشتراكي وحزب «التجمع اليمني للإصلاح» أعلنا تعليق مشاركتهما في الحوار، احتجاجاً على انتهاكات الحوثيين الذين أوقفوا القيادي الإصلاحي محمد قحطان ومنعوه من السفر إلى عدن، كما منعوا الأمين العام للتنظيم الناصري عبدالله نعمان من السفر عبر مطار صنعاء للقاء هادي. وتسود مخاوف من إصرار الحوثيين على موقفهم المتصلب إزاء شرعية الأخير، ورفض الحلول التوافقية، واحتمال لجوئهم إلى القوة للسيطرة على مأرب وتعز.
&