حسام عبد البصير

&&في بلد كمصر ربما تكون للكلاب قيمة أكثر من قيمة الإنسان، الذي لا ظهر له يحميه، فعذراً له وخالص العزاء لعموم كلاب العاصمة والصعيد والدلتا، التي انطلقت لموت أحدها المسيرات حزناً، كما حدث أمس في حي الزمالك، الذي تقطنه طبقة الأثرياء، فيما لم تجف دماء محامي شاب قتل على أيدي جلاديه.. هو يوم غير عادي بامتياز، يفصل فيه الإعلان بين مقتل مواطن إثر التعذيب في قسم شرطة المطرية، والكشف عن تفاصيل قتل كلب أزهقت روحه قبل شهرين، ساعات قلائل. لكن لأن الصحف المصرية تعيش اللامعقول بكل تفاصيله احتلت صور «ماكس»، وهو ليس اسم المحامي القتيل، الذي تحول جسده للوحة تشكيلية من جراء التعذيب، بل لقب كلب الصفحات الأول من الجرائد. كما أن الفضائيات أقامت الدنيا ولم تقعدها، إلى الحد الذي دفع دينا فاروق، مقدمة برنامج «الحياة الآن» المذاع على قناة «الحياة» الطلب من الرئيس السيسي التدخل لحماية «ليس البشر الذين يقتلون بدم بارد»(..) بل من أجل الدفاع عن الحيوانات. ومن اللافت حقاً أن قاتل الناشطة شيماء الصباغ قبل شهر، ومن قبلها سندس، لازالا طليقين، فيما تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على الجناة الذين قتلو كلب شبرا الخيمة خلال ساعات، بعد رصد تدوينة لأحدهم على موقع «فيسبوك» مع صديقته عن قتله للكلب والذي قال فيها :« متقلقش عليا من الحكومة والدكر يقربلي». ودفعت أحزان الصحافيين المصريين، ومن قبلهم معدو البرامج، للبكاء على الفقيد ماكس، للدرجة التي سالت فيها دموع إحداهن على الهواء، فيما دفعت الأحزان نفسها دينا فاروق لأن تصف المصريين بانهم «شعب مش متدين ولاحاجة» ده شارع بحاله واقف بيتفرج. وقد قمنا بعمل مسح شبه «ذري» على كافة الفضائيات والصحف بحثاً عن تحقيق يسد الرمق ويجفف دموع أهالي محامي المطرية عن تفاصيل قتله، فلم نعثر سوى على خبر موجز يفيد بقرار النيابة القبض على مشتبه فيهم والتحقيقات جارية. ومن جانبها قالت دينا فاروق: « عايزين نعرفهم إن البلد دي فيها دكر». وهدى زكريا استاذة علم الاجتماع في جامعة الزقازيق، قالت، التدين الذي يعلو المجتمع تدين زائف، كما انتفضت فضائيات منها «دريم» و«الحياة» و«المحور» و«سي بي سي». وصحف على رأسها «الاهرام» و«الوطن» و«اليوم السابع» و»المصري اليوم» وعشرات المواقع الإخبارية لأمر «ماكس» وصاحبه «أوشه»، الذي اتهم بالخيانة لأنه سلم صديقه للأعداء. والذي يمتلك 9 كلاب. وهاجمت مذيعة الحياة أوشه صاحب الكلب واتهمته بالخيانة والجبن.

6 إبريل تتهم النظام
بتفجير الشاحنات والمحلات

غير أن حركة 6 إبريل من جانبها وبعيداً عن التأثر بروح ماكس اتهمت النظام الحالي في مصر بتدبير التفجيرات التي وقعت في أنحاء عدة قبل يومين، لتمرير القوانين والتشريعات التي يريدها خلال المرحلة الراهنة من أجل الخروج من المآزق التي يواجهها، على أثر تواصل حراك خصوم النظام. وقالت الحركة في تدوينة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» واهتمت بها عدد من الصحف والمواقع : «في أي دولة في العالم وسيلة تمرير القوانين والتشريعات هو عرضها على ممثلي الشعب المنتخبين في البرلمانات….أما في مصر فنظام السيسي بيستخدم وسيلة تانية وهي التفجيرات». وتابعت الحركة التي تتعهد بمواصلة المد الثوري على مدار الفترة المقبلة، مهما كلفها الأمر من تضحيات: «عاوز تمرر قوانين من غير ما حد ياخد باله.. إعمل تفجير.. عاوز تقتل معارضين.. إعمل تفجير…عاوز مناسبة تعدي من غير اعتراض إعمل تفجير….عاوز تغطي على تسريبات لك وانت بتسرق .. إعمل تفجير». واختتمت الحركة التي يتهمها داعمو النظام الحالي بأنها باتت أحد أذرع جماعة القوى المسلمين، متهمين إياها بممارسة أعمال إرهابية بيانها: «التفجيرات في مصر هي وسيلة تمرير القوانين».

الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي
يعلم المصريين الإنسانية!

«الإنسانية ليست دينًا، إنما رتبة يصل لها بعض البشر – ويموت آخرون من دون الوصول إليها».. هكذا قال رقيق القلب مرهف الوجدان، عُذريُّ الطوية، أفيخاي أدرعي، المتحدث الإعلامي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي المجرم. كما يصفه أحمد الدريني في «المصري اليوم» متابعاً: «قالها أفيخاي مشفوعة بصور دعائية لأفراد من جنود الاحتلال، بينما يحاولون إنقاذ كلب عالق وسط الصخور، أثناء مرورهم بدورية في الأراضي المحتلة.. قالها بالتزامن مع حسرة المصريين على فيديو ذبح كلب في شارع الأهرام في شبرا الخيمة، بعد التنكيل به في واحد من المشاهد التي تجعلك مندهشًا.. لم لا تنطبق السموات السبع علينا؟ ويؤكد الدريني أنه لم يخطئ أحد وجه مزايدة أفيخاي أدرعي على المصريين واستغلاله مشاعر الصدمة، وربما احتقار الذات، التي تولدت عند كثيرين، لينكأ جراحهم بإظهار الجندي الإسرائيلي كـ«إنسان» أكثر مما عليه حال المصري، الذي- على حد تعبير إيماءته- قد يموت من دون أن يصل إليها.
ويرى الكاتب أنه لزامٌ على أفيخاي أدرعي أن يشاهد فيلم «الرقص مع الذئاب» من جديد، قبل أن يعايرنا بصوره الدعائية الكذوبة، بينما يدا جيشه ملطختان بالدم الحرام المسفوك ظلمًا.. أطفالًا ونساءً وشيوخًا. ويعترف بأن تفاصيل عملية ذبح الكلب مرعبة من كل النواحي، فهناك صاحب الكلب الذي قرر أن يتخلى عن صاحبه الوفي، وأن يقدمه قربانًا لغضب آلهة الحرب من سكان منطقته، الذين قرروا التخلص من الكلب.. بقتله، لأنه يضايقهم.. أو وفقًا للوقائع التي توردها «الشروق» في روايتها: فقد عضهم أكثر من مرة.. نعم هناك مواطنون مصريون كاملو الأهلية في شارع الأهرام في شبرا الخيمة، اجتمعوا على رأي رجل واحد، وارتأوا أن حل المشكلة يَكمُن في قتل «كلب».. وليس بيعه أو إبعاده أو علاجه في إحدى العيادات البيطرية لو كان مسعورًا».

أحد قتلة «ماكس»:
عضني قبل فرحي

ونواصل متابعة قضية قتل كلب، التي اهتمت بها صحف مصر، وها هي «الشروق» تجري حوارا مع القتلة. وأشارت في البداية إلى أن الأزمة اندلعت بين شخص يدعى نادر، صاحب الكلب ماكس، وبين أحمد عزت، صاحب محل منتجات ورقية في شارع الأهرام، حيث طلب عزت من نادر أن يذهب بالكلب بعيدا عن الشارع لأنه يثير الذعر في الناس، رفض نادر، ووقعت مشادة كلامية بينه وبين عزت. يقول عزت «نادر أطلق كلبه في الشارع فأصاب رجلا عجوزا وطفلا وعددا من رجال المنطقة».
اختفي نادر بعد ذلك، وقام المتضررون بتحرير محضر بالواقعة، وعقدت جلسة عرفية بين عواقل المنطقة والمتضررين من نادر وكلبه، وتم الاتفاق فيها على التخلص من الكلب بقتله ولكنه عفا عنه بعد أن وضع السكين على رقبة ماكس، ولكن لم تمر سوى ساعة ونصف الساعة حتى تعالت الأصوات في الشارع لاعتراض أحد المتضررين على قرار عزت، فأرسلوا لطلب حضور نادر وكلبه لقتله. «أرسل نادر الكلب مع أحد أقاربه وهو يعلم أنه سيتم ذبحه»، وبالفعل في مساء ذلك اليوم نفذنا قرار الجلسة العرفية، وذبحنا الكلب. «حمادة بسة»، الاسم الذي ظهر في مقطع الفيديو، ونسبت له صفحة شخصية على فيسبوك باسم «حمادة الجزار»، يحكي القصة كاملة، التي وقعت أحداثها قبل ثلاثة أشهر. إنهم اتصلوا بدار الإفتاء المصرية ورووا القصة كاملة وسألوا في جواز قتل الكلب، «وفعلا أفتت لنا الدار بجواز ذلك، لكنها لم تحدد طريقة قتله». فيما أكد حمادة، الذي انتشرت صوره بشكل كبير على الفيسبوك وهو يحمل السكين ويقف في محل الجزارة الذي كان يعمل فيه سابقا، أنه لا يوجد خلاف مسبق مع نادر، ولكن «حط نفسك مكاني الكلب عضك في مكان حساس قبل فرحك بكام يوم ولقيته قدامك تعمل إيه؟».

«ماكس» يسأل قاتليه.. «مفيش» في قلوبكم رحمة

ولأنه لا حديث في الصحف يعلو فوق صوت الفقيد الغالي «ماكس»، اهتمت صحيفة «الوطن» بقضية اغتيال الكلب، فكتب أحمد ناجي كلاماً مثيراً ظننته بسبب براءتي عن أحد ثوار مصر، لكنه اتضح أنه عن ماكس: «يقف والأدرينالين يكاد يفجر عروقه من شدة تدفقه، يتجمع حوله الناس وكأنه «أضحية العيد»، ينظر يمينًا ويسارًا والقلق يعتريه ممن حوله من حملة السلاح الأبيض، يُربّت على رأسه أحد الواقفين مفتعلًا طمأنته، محاولين تجنب نزعته الغريزية للدفاع عن نفسه، ولكن الحيوان غير الناطق عجز عن أن يعبر عن شعوره وصرخاته المكتومة بين ضلوعه. ويتابع أحمد: كلب شارع الهرم المكبّل في عامود الإنارة، لم يكن يعرف أنه على وشك أن يُقتل تعذيبًا على أيدي من لا يعرفون معنى الرحمة أو الخوف من الله، وتناسى معذبوه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «ارحموا من في الأرض.. يرحمكم من في السماء»، مفتعلين به أبشع أنواع التعذيب قبل قتله، فهم لم يسمعوا بحديث صلى الله عليه وسلم أيضًا الذي يقول «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته».. لم يلبث الكلب عدة لحظات في مربطه، حتى بدأت مراسم مذبحته التي يذمها كل دين وعرف، فهجم عليه شابان بالسلاح الأبيض، وسط تهليل من المحيطين به، وصرخات هي أقرب من أن تكون «نباحا» هي آخر ما يمتلكه للنجدة، لعله يجد من يتعاطف معه من بين الجزارين المحيطين به، ولم يظل في معاناته كثيرًا حتى ضربه أحد السفاحين بعصًا غليظًا على جسده ليفقد وعيه أو يُقتل. الفيديو الذي تداوله ناشطو موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أثار غضبًا كبيرًا بين الذين شاهدوه، ودشن الناشطون هاشتاج «كلب شارع الهرم»، تضامنًا مع الحيوان المقتول، مُطالبين كل مسؤول أن يُسارع إلى القيام بدوره للثأر له من الجُناة».

المشكلة ليست
في ظهور عز

ليست المشكلة أبدًا في الظهور التلفزيوني لأحمد عز، الذي أثار استفزازًا عميقًا لدى عامة الشعب، كما يقول في «التحرير» محمد عبد العزيز: «علينا أن نتعلم أن لا ننشغل بالفرع ونترك الأصل، نهتم بتفاصيل التفاصيل ولا نلتفت إلى المضمون، فالسبب الواقعي للاستفزاز ليس الظهور الإعلامي في رأيي، فالقصة أعقد من ذلك بكثير! غير أن المشكلة الأصلية، كما يراها الكاتب، هي في كيفية حماية عز وأمثاله من قِبل الأنظمة التي حكمت مصر منذ 25 يناير/كانون الثاني وحتى الآن، فالسجن الفندقي لأحمد عز وأمثاله لم يكن يعني شيئًا، إلا أننا في مسخرة سياسية وقانونية، صدعوا رؤوسنا فيها عن دولة القانون، التي لم تحم بالقانون سوى اللصوص، بينما يقبع شباب الثورة تحت أقصى درجات التضييق والترهيب والمعاملة السيئة في السجون، فعز وأمثاله حتى وهم في السجون لم يأكلوا إلا أشهى المأكولات، ولم يلبسوا إلا أفخم الماركات، بينما شباب الثورة حين سجنوا تمت معاملتهم بأقسى معاملة وأغلظها! ويعيد الكاتب للذكرى أحداث مؤسفة: ألم يؤد رجال الداخلية التحية العسكرية لحبيب العادلي وهو متهم في قفص المحكمة، ألم تروا جميعًا منذ البداية ابتسامة جمال وعلاء مبارك في لحظات الدخول والخروج من القفص، كأنهم يؤدون التحية للجماهير في أثناء دخولهم لتمثيل أدوارهم في مسرحية كوميدية، هل يمكن لعاقل أن يصدق أن الأمر له علاقة بالقانون؟ وأن القصة كلها لم تكن سوى إرادة سياسية لامتصاص الغضب الشعبي بعد يناير، فتم حبس هؤلاء فترة، ثم جرت في النهر مياه كثيرة، فخرجوا جميعًا براءة، هل هي مجرد صدفة أن جميع الأحكام التي صدرت على مبارك والعادلي وعلاء وجمال مبارك وصفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور وأحمد عز وأنس الفقي وسامح فهمي، جميعها كانت بالترتيب نفسه، إدانة ثم نقضا ثم إعادة محاكمة ثم براءة، رغم اختلاف القضاة ورغم اختلاف القضايا؟ فلم يكسر أحد هذا الترتيب ولا مرة واحدة من باب حتى الحبكة الدرامية التي يعلمونها لكتاب سيناريو الأفلام أو الروايات».

أمير قطر يتمنى
من قلبه الخير لمصر

واهتمت صحيفة «الشروق» بتصريحات أطلقها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال زيارته إلى واشنطن الخميس فكتبت الصحيفة قائلة إن أمير قطر أكد رغبته في «استقرار» مصر، وذلك على الرغم من التوترات بين الدوحة والقاهرة، التي تصاعدت حدتها أخيرا على خلفية الغارة المصرية على تنظيم «الدولة» في ليبيا. وقال الشيخ تميم، أمام المئات من طلاب جامعة جورج تاون إن، «سياستي تقوم على أنه إذا كان هناك أي شيء يمكنني فعله للمساعدة في إرساء الاستقرار في مصر فسأفعله». وردا على سؤال عن واقع العلاقات القطرية المصرية راهنا، قال أمير قطر: «الآن توجد حكومة هناك (في القاهرة). لدينا خلافات معها لكننا جميعا متفقون على أن هذه الحكومة يجب أن تكون مستقرة». وعن موقع قطر في مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم إضافة إليها كلا من السعودية والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان، قال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: «كانت هناك خلافات بين قطر وبعض دول مجلس التعاون الخليجي بشأن مقاربتنا حيال مصر ولكن ما فعلناه هو أنه عندما تم انتخاب حكومة (في مصر) وقفنا إلى جانبها»..وهذه أول زيارة للأمير الشاب إلى واشنطن، حيث التقى الرئيس باراك أوباما. واستدعت قطر، الأسبوع الماضي، سفيرها في مصر «للتشاور»، إثر خلاف نشب بين البلدين خلال اجتماع للجامعة العربية بسبب الضربة الجوية المصرية التي استهدفت تنظيم «الدولة» في ليبيا بعد ذبحه 21 قبطيا مصريا. وتدهورت العلاقات بين القاهرة والدوحة منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المدعوم من قطر، قبل أن تعود هذه العلاقات وتتحسن نسبيا في خضم مصالحة خليجية بين قطر والدول الأخرى الأعضاء في المجلس، التي تدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي».

ربما يلتقي السيسي
أردوغان برعاية الملك

رجح الكاتب الصحافي جمال سلطان، رئيس تحرير «المصريون» عقد قمة ثلاثية بين العاهل السعودي والرئيسين المصري والتركي الأسبوع المقبل. وقال «في مثل هذه الظروف يستحيل أن تبعد الارتباط بين الزيارتين وتساءل: هل يرتب العاهل السعودي لاجتماع تاريخي ومفصلي بين السيسي وأردوغان؟ وتابع سلطان «الحدث لا تكتمل صورته بدون رصد ما جرى خلال الأسبوعين الماضيين، حيث شهدت العاصمة السعودية لقاءات مفاجئة بين قيادات خليجية رفيعة، ففي منتصف فبراير/شباط قام أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، بزيارة مفاجئة للمملكة على رأس وفد رفيع المستوى، من دون الكشف عن مضمون الزيارة.
وأشار إلى أنه «في اليوم التالي مباشرة، جاء الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي القائد الحقيقي للإمارات، في زيارة مفاجئة للمملكة، وكان معه وفد رفيع المستوى، بما يشي بأن الموضوعات المطروحة بالغة الأهمية والخطورة، وفي اليوم التالي لزيارته جاء الأمير تميم بن حمد أمير دولة قطر في زيارة أيضًا مفاجئة، وكانت الأجواء التي نقلت فيها حميمية واضحة. قال سلطان: «ليس من المتصور أن الشيخ تميم ذهب لقضاء نزهة في مزرعة أو منتجع».
ولاحظ أن «السعودية كانت حريصة على الاجتماع بالقادة منفردين في أيام متتالية، وهذا ربما يوحي بأن الرؤية السعودية كانت محددة وحاسمة وتم إبلاغ الجميع بها». وفي الأسبوع التالي لتلك الزيارات المفاجئة والمكثفة، قام الملك عبد الله بن الحسين، عاهل الأردن بزيارة مفاجئة أيضا للمملكة يوم الأربعاء، ثم أعلن عن زيارة السيسي يوم الأحد وزيارة أردوغان المعلنة مسبقا بعده بيوم واحد يوم الاثنين. واعتبر سلطان أن «هذا المسار الذي يشي بأن ترتيبات قد تغير وجه المنطقة، يجري الإعداد لها في الرياض، أشار الكاتب إلى «احتضان المملكة لمؤتمر ديني دعا إليه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة، وهو المحسوب على الإخوان المسلمين ويرأسه الشيخ يوسف القرضاوي، وهو المنظمة التي صنفتها الإمارات رسميًا بأنها إرهابية، واشار لزيارة قيادات إخوانية من اليمن مؤخراً للرياض».

الحب وحده
لا يكفي يا سيسي

الحب وحده لم يعد يكفي، بهذه الكلمات تخاطب حنان شومان في «اليوم السابع» الرئيس، مشددة على وجود أخطار كبيرة منها، أن الجبهة الداخلية يزيد كل يوم انقسامها وتفتيتها، ليس على حب الوطن، لكن على فهم كيف يحبهم الوطن، أمهات شباب يموتون ولا أحد في الدولة يخرج عليهم رسميًا ليقول لهم من قتل أبناءهن، فهل الدولة لا تعرف بعد من قتل شباب النادي الأهلي في بورسعيد؟، أم أن الدولة تعتمد على أن الشعب سينسى؟ والأمر نفسه- وإن كان أكثر وضوحًا- حدث مع مشجعي نادي الزمالك، فمات منهم من مات، ثم تمر الأيام، وسننسى، لكن الأمهات لن ينسين، ولا أحد يدفع ثمن الموت، فلا مسؤول يستقيل أو يُقال، ولا رد فعل قوي يشير لأهل الغائبين وأحبائهم إلى أن هناك دولة يقظة لحق أبنائها في الداخل. صحيح أن الجيش تحرك لأجل 21 مصريًا ذبحوهم في ليبيا، واصطفت مصر بكل طوائفها وراء هذا الموقف، فلمَ لا تصطف معًا من أجل القتلى في الداخل؟ وتكرر حنان للرئيس: الحب وحده لم يعد يكفي، نعرف أن الأحمال ثقيلة، لكنك قبلت بحمل المسؤولية، وإن كنا في حرب، فمن المعروف أن الدول حين تكون في حالة حرب فعلى حكوماتها أن تكون عفية قوية، تحكم الأسواق الداخلية، بما يضمن حتى العدالة في الظلم. والحق أن الحكومة ليست عفية ولا قوية إلا في ما يخصها من الجباية، لكنها تترك المواطنين في مواجهة التجار بلا رقيب ولا حسيب، فالأسعار كل يوم في زيادة، ولا يد قوية تحمي ظهور وجيوب المواطنين، فالحب وحده لم يعد يكفي».

إنصاف الغير سمة
بارزة عند الإنسان المتدين

من يتابع ما يكتبه الدكتور محمد حبيب – نائب مرشد الإخوان المسلمين السابق- في جريدة «الشروق» يلاحظ على الفور كما يقول محمد عبد القدوس في «إخوان أون لاين» تضخيم الذات من ناحية، والثأر لشخصه بعد استبعاده من ناحية أخرى. توقع أن يصبح مرشدًا خلفًا لأستاذنا محمد مهدي عاكف، وعندما خاب توقعه جن جنونه، ووصف ما جرى بالمؤامرة.. هكذا مرة واحدة، وشن هجومًا شديدًا على قيادات الجماعة ومرشدها، وحاول تجريحهم بشتى الطرق، لأنه زعلان بسبب عدم اختياره، ولذلك يرى عبد القدوس أن كل ما يكتبه حبيب حالياً لا صلة له بأي خلاف موضوعي، ولم يستطع أن يكون منصفًا وهو في حالة غضب، ونتعلم من إسلامنا الجميل أن إنصاف غيرك وأنت زعلان منه سمة بارزة عند الإنسان المتدين، والأخ المسلم، وللأسف لم أجدها عند الدكتور حبيب الذي ظل عضوًا في مكتب الإرشاد لسنوات طويلة.. يضيف الكاتب أن المقربين من قيادات الجماعة يؤكدون أنه لم يعرف عنه أي مواقف ثورية أو معارضة، فلا تستطيع أن تصفه بالمتمرد مثل الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح، بل كان حتى قبل خلعه من الموافقين والمؤيدين للغالبية العظمى من القرارات، وفي المرات القليلة جدًّا التي اختلف فيها يظهر في ما يكتبه تضخيم ذاته، ويؤكد أنه على حق، والأغلبية على الباطل ويصفهم بأوصاف لا تليق. ويشهد الكاتب على أن الأستاذ عاكف المرشد السابق للجماعة أعطاه صلاحيات واسعة لسنوات طويلة، ومع ذلك لم يراعِ هذا الأمر أبدا، ويظهر ذلك بوضوح في كتاباته، التي تشهد أنه أساء إلى نفسه قبل الإساءة إلى غيره».
عندما يفضح رئيس
البرلمان القتلة في القفص

من تابع مرافعة الدكتور محمد سعد الكتاتني أمام محكمة الجنايات التي تنظر كما يقول عز الدين الكومي، هزلية وادي النطرون، يعلم تماما كيف تتعامل الحكومة مع معارضيها حتى بعد أن زجت بهم في غياهب السجون والمعتقلات، لن تتركهم في ما هم فيه من معاناة الاعتقال والإهانة والإساءة إليهم وبعدهم عن أهليهم وذويهم إلا فيما تسمح به من زيارات لا تتجاوز الخمس دقائق بعد معاناة التسجيل، وجلهم من المرضى أصحاب الأمراض المزمنة.. لذلك وقف الأسد الهصور كما يصف الكاتب الكتاتني في «بوابة الحرية والعدالة» في صمود أسطوري وشمم يتلو آيات الله وكله ثقة بالله لأنه لم يجرم في حق أحد، ولكن جريمته أنه ومن معه من الأحرار يأبى الضيم والذل والخنوع رافع الرأس، حيث فند الكتاتني أباطيل السلطة التي ذهبت راغمة إليه في السجن لتعرض عليه المصالحة بقبول الدية في شهداء رابعة والنهضة. وهذا اعتراف صريح من هذه السلطة المجرمة، وفق الكاتب، التي لم ترع حرمة للدماء ولا المساجد.. ففعلت كل ما فعلت وها هي تطلب من الكتاتني باعترافها بالقتل بأن تدفع الدية مهما بلغت، ثم ما دخل الكتاتني بقبول الديات من عدمه؟ وهل الكتاتني هو ولي الدم عن كل شهداء رابعة والنهضة؟ إن الكتاتني بحكم أنه رئيس البرلمان هو الممثل الشرعي للأمة، وهذا اعتراف آخر بشرعيته. وإن هذه الجريمة وفق الكاتب، هي من الجرائم ضد الإنسانية وجرائم القتل خارج إطار القانون، ناهيك عن التمثيل بالجثث وحرقها وإشعال النار في المساجد والإجهاز على الجرحى والمصابين بالرصاص الحي وجرف الجثث بالجرافات ونقلها إلى مقابر جماعية».

إعادة إعمار غزة سلاح يستهدف تجريد سلاح المقاومة

كل الأطراف التي أعلنت وساهمت في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة ورحبت به في السادس والعشرين من آب/ أغسطس الماضي تبدو اليوم بعد أقل من ستة أشهر غير معنية أو متواطئة أو تتعمد إفشال الاتفاق وعدم استئناف المحادثات التي قادت إليه، وعدم تنفيذ عملية إعادة إعمار القطاع، وهي أهم ما تمخض الاتفاق عنه، لتتحول إعادة الإعمار إلى سلاح يستهدف تجريد المقاومة من سلاحها، أو إرغامها على وضعه في الثلاجة إلى أجل غير مسمى. فمصر كما يشير نقولا ناصر في «الشعب» راعية المحادثات الفلسطينية غير المباشرة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، أجلت استئناف المحادثات، متذرعة بانشغالها بمحاربة الإرهاب في سيناء أولا وفي ليبيا مؤخرا، بينما تستمر حملة مفتعلة على حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في توفير ذريعة ثانية لعدم استئنافها من جهة وللاستمرار عمليا في إغلاق معبر رفح من جهة ثانية، لتكون الحركة ومعها مصير حوالي مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر كبش فداء لصراع سياسي داخلي في مصر ولنزاع محاور إقليمي لا شأن للقطاع وأهله بهما. يضيف الكاتب، لقد ترأس الوفد الفلسطيني في تلك المحادثات ممثل لمنظمة التحرير، في مشهد نادر للوحدة الوطنية بين المقاومة ومنظمة التحرير، التي تعتمد المفاوضات استراتيجية لها، وكان الرئيس محمود عباس هو من أعلن رسميا التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، لكن المنظمة تبدو اليوم ناطقا باسم مصر يسوغ ذرائعها لعدم استئناف وساطاتها مع دولة الاحتلال، من أجل استئناف تلك المحادثات، التي أعلنت «حماس» أنها ما زالت تنتظر تلقي «دعوة» مصرية لاستئنافها، من دون أن يتردد العديد من قادة المنظمة في توظيف الخلاف المصري مع حركة حماس في الانقسام الداخلي كحجة إضافية للتنصل من تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية. فحكومة الوحدة الوطنية، وهي حكومة الرئيس الفلسطيني ومنظمة التحرير، ترفض «الشراكة» مع المقاومة في قطاع غزة وقد انتهى عمرها المحدد بستة شهور. ومن الواضح كما يشير نقولا إلى أن الموقف المصري وموقف المنظمة يحظيان بموافقة جامعة الدول العربية وكذلك الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا الأعضاء في «الرباعية» الدولية، ومواقف هؤلاء جميعا تبدو وكأنما تمهد الطريق لعدوان إسرائيلي جديد ينفرد بالمقاومة في القطاع».

ليليان.. إما أن ترحلي أو تذهبي للزنزانة

ونتحول لبعض المعارك الصحافية وهذه المرة ضد المذيعة ليليان داوود التي يطالب محمود الكردوسي في «الوطن» بضرورة أن تعود من حيث أتت: «أفهم أن يكون لبنان مقصداً للباحثين عن الجمال والبهجة والمتعة، وأفهم أيضاً أن يكون بؤرة فتن وأتون طائفية وساحة حرب أهلية. أفهم أن يكون للأدب والفكر والشعر والفن في لبنان ممالك وسلاطين، وأفهم أيضاً أن يكون «بنات الحور» في هذا البلد رموز استنارة. أفهم أن يطرح شجر الأرز أعذب وأنضج ثمار الجنة: «فيروز»، وأفهم أيضاً أن يطرح تفاحة الخروج من هذه الجنة: «هيفاء وهبي». أما أن يطرح لبنان نبتاً شيطانياً، مسموماً وجاحداً وشريراً مثل «الحاخام ليليان داود».. فهذا مما لا أفهمه، ولا يفهمه المصريون المحبون لبلدهم، الغيورون عليه. ويتساءل الكردوسي لا أعرف لماذا تسكت حكومة الحاج «إبراهيم ساعات.. وساعات محلب» على هذه الأفعى؟ لماذا لا يتم ترحيلها، وإعادتها إلى جحر المؤامرة الذي أتت منه؟ كيف تركناها تعمل في فضائية – سأقول مجازاً إنها «مصرية»- وهي التي هتفت بسقوط الجيش المصري، واتخذت موقفاً معادياً من الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو/حزيران، وغمزت ولمزت ضد الرئيس السيسي في أكثر من مناسبة، ولأسباب لا تنفصل عن الأسباب التي أتت بها إلى مصر بعد فاجعة «25 يناير»؟. مَن الذي يقف وراء هذا الحاخام البغيض؟ مَن الذي يدعمها ويحمي بذاءتها وتبجحها وتجرؤها على نظام الحكم؟ من أين تستمد كل هذه الوقاحة: من قوة صاحب الفضائية التي تعمل فيها.. أم من ضعف الدولة وترهلها وغياب الرؤية لدى غالبية القائمين على إدارة مؤسساتها.. أم من كليهما معاً؟».

&