تركي عبدالله السديري


بداية الانطلاقات داخل مدينة أقرب إلى وضع القرية ولا أعتقد أنه كان هناك أحد في ذلك الوقت يتوقع وصول قرية الأمس إلى جزالة وبراعة ما هي عليه مدينة اليوم من ضخامة حضور لم تتوفر بأي من خصوصياتها في أي مدينة عربية..

أمير الأمس.. وملك الحاضر.. سلمان بن عبدالعزيز.. الرجل الذي بجهد لم يتوفر عند أي رجل آخر اتجه بكفاءة قدرات متعددة كي ينقل واقع الماضي البسيط في كل القدرات إلى واقع الحاضر الذي لم يكن هناك من يجزم بإمكانية الوصول إلى حقائق ما هو معروف في مدينة الرياض مما أصبحت فيه اندفاعاً نحو رائع واقعها المثالي..

تعدد.. الطرق معجزة.. تكاثر تطور الأحياء وبمسافات مدينة أعرف شخصياً أنها كانت في شمال الرياض الذي توجد فيه الآن جريدة «الرياض» عرفنا وقتها صعوبة الانتقال إلى ما يعرف بواقع «بر» ليس بالقريب من أي مسكن محلي.. من يصل إليه هو في الواقع يقوم برحلة بر.. مثلما كان يحدث شرقاً عندما تجاوز التعمير مساحات بعضها كان يأتي في الشعر النبطي تقديراً لتوعيات توجه الراحلين بواسطة ركوب الجمال.. نفس الشيء يمكن أن يقال عن جنوب الرياض حيث كنا نعرف وقتها ما يماثل نفس مواقع الرحلات البرية في أي موقع آخر.. ما حدث في الرياض الجديدة لم يكن فقط عمليات تحسين وتطوير وإنما امتد التطوير وتضاعفت أعداد السكان في واقع مسكن يؤكدون أن له تميزاً بعيداً عن أي مدينة عربية أخرى..

لم يكن الأمير سلمان رجلاً يعتمد على ما يفعله الآخرون من تقليدية تصرفات وإنما كان هو الحريص في كل وقت على أن يتواجد في المدينة الجديدة كل آفاق التطورات التي لم يكن يطلب فيها واقع التوسع فقط وإنما أيضاً واقع الامتداد عبر كل مسافات حدود نحو ما هو أرقى..

تشرفت ومثلي كثيرون بمتابعة ماكانت عليه الرياض من تحولات ليست بالسهلة، الأمر الذي جعلنا نعيش واقع روعة الانجاز الكبير الذي حول قرية الأمس الصغيرة إلى ما أصبحت تعنيه من توفر قدرات ليست بالسهلة.
&