صالح القلاب
&
كالعادة فـ»الإخوان المسلمون» وبعض «شراشب خرجهم» عندما يواجهون مأزقاً يلجأون إلى «التخويف» والتهديد والوعيد والتلويح بأن السماء ستنطبق على الأرض إنْ انفرط عقد تنظيمهم ،الذي يعتقدون أن بلوغه السبعين عاماً من العمر يعفيه من دفع الاستحقاقات المستجدة، وكل هذا وكأنه على الأردنيين أن يبقوا يتحملون هذا العبء الثقيل على أكتافهم تحت وطأة التخويف من أن بديل ما بقي قائماً ،بحكم معطيات لم تعد موجودة، هو النزول تحت الأرض والالتحاق بـ «داعش» وهذا بالتأكيد لا يمكن أن تقبله دولة ذات سيادة ولا يمكن أن تسكت عليه حكومة تمثل هذه السيادة.
&
إنه غير جائز ولا يمكن قبوله أن تفعل القيادة التقليدية (السابقة) لـ «الإخوان المسلمين» ما يفعله الانتحاري الذي يلغِّم نفسه ثم يهدد بأنه إنْ لم تتم الاستجابة لمطالبه فإنه سيتفجر:»وعليَّ وعلى أعدائي» فهذه تهديدات حمقاء وهي تدل على الأفلاس ويقينا لو أن هؤلاء لم يصبحوا تنظيماً متيبس الشرايين بل ومتحجراً وغير قادر على تجديد نفسه للتلاؤم مع مستجدات العصر لكانوا بادروا مبكراً إلى وقفة مع الذات ولكانوا أعادوا النظر بمسيرة السبعين عاماً التي يتغنون بها ولكانوا استوعبوا إخوتهم «الإصلاحيين» وإخوتهم الذين غادروهم إما لأسباب موضوعية مبررة أو لأسباب «انتهازية» غير مبررة!!.
&
إنها جريمة من المفترض ألَّا يتم السكوت عليها أنْ يُطلق بعض «إخوان» المراقب العام أو المعجبين به ،رغم أنه أوصل هذا التنظيم التاريخي وبعد سبعين عاماً إلى هذه الحالة المربكة، تهديدات تخويفية بأنهم سينضمون إلى «داعش» إذا جرى المس ببقرتهم المقدسة فهذه تهديدات من المفترض أن تحال إلى قوانين الإرهاب النافذة إذْ ليس أكثر من هذا ترويجاً لهذا التنظيم الإرهابي وتهديداً للدولة الأردنية به.
&
كان على عقلاء الإخوان المسلمين ،الذين لهم كل التقدير والاحترام، ألَّا يسكتوا على كل هذه «الزعرنات» السياسية فالتهديد بالالتحاق بـ «داعش» الذي وضع جمرة متقدة على أكباد الأردنيين والمصريين والعرب كلهم هو تهديد للشعب الأردني بأسره وكان على هؤلاء بدل إضاعة الوقت بالدوران حول الذات واجترار كلام كانوا قالوه عشرات.. بل مئات المرات أن يتحلوا بالجرأة المطلوبة والضرورية في مثل هذه المواقف وأن يفرضوا على المراقب العام ومن معه حقيقة أنه :»ما فات مات.. وما هو آتٍ آتْ» وأنَّه من الضروري الخروج من الخنادق القديمة والاستجابة لمعطيات هذه المرحلة الحاسمة والتفاهم مع المجموعة «الإصلاحية» التي أثبتت أنها الأحرص على هذه «الجماعة» والأحرص على الانتقال بها من حالة جامدة عفا عليها الزمن إلى حالة متحركة قادرة على التماشي مع حركة التاريخ ومتطلباته.&
&
إن هذا الذي غدا مطروحاً على الإخوان المسلمين هو استحقاق تفرضه متطلبات الأجيال الحالية والمقبلة وحقيقة إنه كان على الحريصين على هذه «الجماعة» وعلى إخراجها من هذا المأزق الذي باتت تعيشه ألَّا يبحثوا عن «الحل» لدى الجهات الرسمية فالحل عندهم وعند هذه القيادة التي من الواضح أنَّ أقدامها في القرن الحادي العشرين والألفية الثالثة أما عقلها فإنه لا يزال في عشرينات وأربعينات القرن الماضي.. إن الحل هو أن يجدوا للفة للتفاهم مع «إخوانهم» الإصلاحيين الذين لا يجوز التشكيك بهم وبدوافعهم ولا يجوز «التجييش» ضدهم والتحريض عليهم.
&
ثم إنه على عقلاء «الإخوان» ألَّا يسمحوا بكل هذه «الزعرنات» السياسية والتهديد بالذهاب إلى «داعش» وذلك مع أن المعروف أن موقف «الجماعة» الرسمي الذي هو موقف المرشد العام وموقف المراقب العام وأيضاً هو مع هذا التنظيم الإرهابي.. إنَّ على عقلاء الإخوان أن يضربوا هؤلاء المهددين على أيديهم وعلى أفواههم وذلك لأن جواب الشعب الأردني وجواب الدولة الأردنية على هذه التهديدات وعلى هذه العنتريات الفارغة هو :اذهبوا إلى «داعش» إن أردتم ....»وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون»!!.