&مكرم محمد أحمد

&

&

&

رغم انتقاده اللاذع مشروع التسوية السلمية للملف النووى الايرانى الذى وصل الى حد التأكيد على أن البرنامج يمهد الطريق لايران كى تحصل على القنبلة النووية، ويهيئ العالم لحرب نووية قادمة، ويزيد من فرص سباق التسلح النووى فى الشرق الأوسط، ويشكل خطرا على وجود اسرائيل وأمن الولايات المتحدة وأمن العالم أجمع!

&


لا يبدو أن خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلى نتانياهو أمام مجلسى الكونجرس الذى صفق له النواب الحاضرون وقوفا خمسة وعشرين مرة!، سوف يغير كثيرا من عملية التفاوض بين واشنطن وطهران، بل لعل الأكثر توقعا أن تتسارع عملية التفاوض فى جلسة موسعة تعقد فى جنيف فى منتصف مارس الحالى ربما تكون الجلسة الحاسمة.

&

وربما يكون من حق رئيس الوزراء الاسرائيلى أن يداخله الكثير من الغرور، لأنه الوحيد بعد رئيس الوزراء البريطانى الراحل وينستون تشرشل الذى خاطب الجلسة المشتركة لمجلسى الكونجرس ثلاث مرات باعتباره من أهل البيت والعشيرة!، لكن العبرة كما يقول الأمريكيون بمن يضحك أخيرا..، ولا تشير ردود الأفعال بعد خطاب نتانياهو الى أن رئيس الوزراء الاسرائيلى سوف يضحك أخيرا، رغم خطابه المتقن الصنع الذى اكتفى الرئيس الأمريكى أوباما بقراءته نصا دون مشاهدته، معلقا بأنه خطاب سيئ التوقيت لم يقدم فيه نتانياهو أى جديد، ولم يقترح أى بديل حقيقى لمشروع التسوية.

&

لكن نتانياهو قدم فى خطابه بالفعل بديلا تجاهله أوباما ربما لأنه بديل مستحيل التحقيق، يقضى بأن تلتزم طهران ابتداء بصفر تخصيب وصفر يورانيوم وصفر أجهزة الطرد المركزى!، وأن تتوقف بالمطلق عن تخصيب أية كميات من اليورانيوم مهما قل حجمها وتفكك معاملها، لأن وجود المفتشين الدوليين على مدى الساعة واللحظة لا يكفى من وجهة نظر نيتانياهو ضمانا لالتزام طهران، اضافة الى أن رئيس الوزراء الاسرائيلى طلب اضافة شروط جديدة، أهمها توقف طهران عن دعم الارهاب وتهديد أمن اسرائيل، لكن ما ضرب خطاب نتانياهو فى مقتل، أن الخطاب المتقن الصنع أشاع معلومات جد خاطئة وغير صحيحة للتأثير على الرأى العام العالمى والأمريكى على وجه خاص، وقدم تقييما لقدرة ايران النووية كذبه أكثر من مرة جهاز الموساد الاسرائيلى كما كذبته المخابرات المركزية الأمريكية ولهذا سوف يذهب تأثيره بأسرع من ذوبان ثلوج واشنطن كما تقول رئيسة مجلس النواب السابق نانسى بلوزى لأنه أهان ذكاء الأمريكيين وأهان أجهزة معلوماتهم.
&