&مطلق بن سعود المطيري


اعتمدت قراءة واحدة فقط لهذه النسبة العالية - إن صدقت جدلا- لمتابعة حسابات داعش في شبكات التواصل الاجتماعي، وهي أن نسبة تأييد داعش عالية بين مستخدمي تويتر في المملكة، الاستطلاعات والاستقصاءات قد تنحرف وقد تصنع لاهداف خاصة بمعلنها، ولكن لنذهب مع حسن النية ان هذه النسبة صحيحة، وأن جميع الحسابات ليس فيها أي حساب وهمي! ليبقى تفسير هذا الاتجاه العالي محل جدل ومحل اعتراض.

إن المتابعة لا تعني التأييد فقد تكون من باب اعرفْ عدوك، وقد تكون بدافع فعل الاثارة الذي ينتج عن عمل تلك الجماعة، وقد تكون بفعل الغيرة على الدين والدفاع عن حدوده وطهارته والرد على الذين اختطفوه ومارسوا جرائمهم باسمه، وهذه اسباب جميعها تدفع للمتابعة وتفسرها ايضا، فلماذا يتم حصر تفسير ملاحقة حسابات داعش بسبب واحد يدين المجتمع ؟ وهو التأييد! احد الظرفاء علق على هذه النسبة العالية: "السعوديون يحبوا يتفرجوا على الحوادث، وداعش مجموعة من الحوادث وليس حادثا واحدا".

المشكلة تكمن في دارسي فكر الارهاب والباحثين الذين ينبتون مع كل جريمة، ومن ايضا الندوات والمؤتمرات التي تساق بها التهم جزافا، فهذه الندوات في أغلب توصياتها تريد ان تعتقل المجتمع أكثر من ان توعّيه، فالمجد الشخصي للباحث لا يأتي الا بصناعة كارثة، فعن طريق اتهام المجتمع تتحقق المصداقية وليس عن طريق المنهج العلمي الصائب، خواء فكري يصيب بالاختناق ويؤدي الى الانحدار، اتهام المجتمع بأنه يؤيد الارهاب هو ارهاب للحياة وشقاء كرسه ضعفاء الحيلة والانتهازيون، الذين لا نعرف لهم هدفا ولا عنوانا واحدا يتبعونه، الشيء المعروف عنهم والمهم لديهم بأن الكل مجرم وهم من اكتشف ذلك.

التفسيرات المضللة لسلوك المجتمع هي من تخدم فكر الارهاب، وتصوغ مفاهيم خطيرة لمعاقبة الناس على خياراتهم السلمية، فمن يشاهد فيلما عن الجريمة لا يعني انه مؤيد للجريمة، والحشود التي تتجمع عند حادث في الطريق ليسوا هم السبب في وقوعه، أما الاتهامات المجانية لتلك المشاهدات فهي التي تتطلب الوقوف عندها والتحذير منها، ليس الدفاع عن خيارات المجتمع السعودي عند متابعة ما يريد واجبا أو أمرا لابد منه، ولكن الدفاع عن المجتمع من التفسيرات المضللة لسلوكه هي الواجبة.

المقال تفسير آخر لسلوك المتابعة او رؤية النسبة من زاوية أخرى، فهل تقبلها عزيزي القارئ، او تريد ان تنحاز لخيار الاتهام؟

مهما تكن الاجابة فهذا شأنك، فما أردت ان اقوله واحببت اطلاعك عليه هو أن هناك مئات التفسيرات للموضوع الواحد، ولك الحق في اختيار ما تريد منها ولكن لايلزمنا اختيارك مثلما لا يلزمك اختيارنا، ونكون بهذه المعادلة بعيدين عن الاتهامات والتحيزات المضللة.
&