النخبة الأردنية في «الدولة» تحرض ضد بلادها والرد بالانفتاح على إيران وسيناريو «تسليح» العشائر في سوريا والعراق


بسام البدارين
&

&

&

&

&&نجح أردني في تنظيم الدولة الإسلامية هو عامر الخلايلة في نقل بلاده بالمستوى الرسمي إلى مرحلة جديدة من الاشتباك عندما صرح بأن تنظيم داعش «يريد عمان».
لافت جدا للنظر أن الخلايلة وهو ناشط سلفي كان سجينا في عمان قبل ظهوره العلني مهددا بلاده لصالح تنظيم الدولة يتفق عمليا مع رئيس المجلس الأعلى الشيعي في العراق عمار الحكيم في التحدث عن برامج وطموحات لتنظيم الدولة في الأردن.
الحكيم قال إن الأردن على خريطة «الدولة» والخلايلة ظهر على شريط مصور بصيغة «سنأتيكم في عمان» وأكثر الأشخاص تشددا في تنظيم الدولة في مسألة ملف الطيار الشهيد كان الأردني الدكتور سعد الحنيطي.
استنادا إلى حيثيات رقمية مودعة في مؤسسات بحث سيادية في الأردن لا يقل عدد الأردنيين في تنظيم الدولة عن 2000 شخص انتقل معظمهم للعراق من سوريا.
هؤلاء تم الرهان عليهم في إنضاج موقف عقلاني أكثر عندما اندلعت أزمة الشهيد الطيار معاذ الكساسبة وتم الرهان عليهم في لفت النظر لاحتمالية التفاوض والتبادل أو في إبلاغ الهيكل القيادي لتنظيمهم بكلفة المساس بالطيار الشهيد وتعقيدات الأمر لكن الرهان أخفق تماما.


قبل ذلك كان المتعاطفون مع تنظيم الدولة في الأردن أو المعارضون للانضمام إلى التحالف الدولي يحاججون بالإشارة الدائمة لعدم وجود خطط أو نيات توسعية تجاه الأردن عند تنظيم الدولة.
وبعدم وجود أدبيات لدى داعش ضد الأردن أو حتى مبررات شرعية لمحاولة التواجد في الأردن أو الانتقال بأي مستوى من العمليات إلى مسافة أقرب من الحدود الأردنية مع سورية والعراق.
طوال الوقت لم تلتفت المؤسسات الأردنية لهذه التقديرات والضمانات اللفظية وتقررت السياسات على أساس عدم وجود «ساتر أو فاصل» جغرافي حقيقي بين الحدود الأردنية العراقية وبين حدود دولة داعش في الأنبار.
طوال الوقت والأردن الرسمي يقول بعدم وجود جيش نظامي سوري أو جيش نظامي عراقي على حدوده مع العراق وسورية وهو ما سمعته «القدس العربي» عدة مرات من الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني قبل حديثه الأخير عن برنامج تدريب العشائر في العراق وسورية.
البديل المتاح أمام الأردنيين كان دوما الحديث عن تأهيل وتدريب وحتى «تسليح» أبناء العشائر العراقية والسورية في مناطق نفوذ وحدود دولة داعش على أمل إنتاج ساتر أو فاصل جغرافي ديموغرافي يمنع الاحتكاك المباشر بين الأردن وقوات الدولة.
عمليا غير تنظيم الدولة في الأدبيات والخطابات المتعلقة بالأردن أو الحالة الأردنية وجاء خطاب الخلايلة في الحديث عن خطط ضد «عمان» ليسقط تماما تلك النظرية التي تتحدث عن عدم وجود خطط أو برامج ضد الأردن في دولة داعش وهو ما تسبب بإحراج كبير لعدد كبير من انصار فلسفة «ليست حربنا» التي برزت على هامش النقاشات البرلمانية والنخبوية لتبرير الدور العملياتي للأردن في قوات التحالف.
لذلك تغيرت المعطيات نسبيا وبدا أن عمان التي يقول داعش علنا اليوم أنه يستهدفها مضطرة إجباريا وهي تتلمس عدم وجود «جدية» أمريكية في مواجهة تنظيم الدولة للسير أو لمحاولة السير في اتجاهين.
الأول هو الانفتاح لأقصى مدى ممكن على أشرس خصوم واعداء داعش وهنا حصريا تم إختيار إيران التي تواجه تنظيم داعش عمليا في العراق وسورية.
والثاني إنعاش سيناريو برنامج الفاصل الديموغرافي والعشائري والجغرافي بعنوان تدريب وتسليح العشائر السنية في العراق وسوريا لمواجهة نمو حيز داعش على الأرض وفي المجتمع وهو خيار سبق للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن تحدث عنه مباشرة قبل ان يعلن عن تدشينه الوزير المومني قبل عدة أيام وبصورة رسمية وعلنية.
الاستخلاص يشير إلى أن تحرك النخبة «الأردنية» في داعش بسياق التحريض ضد نظام بلادها والعمل على إنتاج حالة داخلية في داعش تلحق الساحة الأردنية في الإطار العملياتي لم ينته فقط برفع الجاهزية الأمنية داخل الأردن وعلى حدود المملكة، ولكنه انتهى أيضا بتداعيات «سياسية» وفقا للنمط المشار إليه سابقا.

&