&عبد الغفار عفيفى الدويك

&

&

&

تأتى القمة العربية نهاية مارس 2015م مع الذكرى السبعين لإنشاء جامعة الدول العربية عام 1945م، وهى تنعقد فى ظروف بالغة الصعوبة،


لا تقل أهمية عن قمة الخرطوم 1967م ولكن فى محنة عربيةبلغ تهديد الإرهاب الدولى فيها ذروته فيما يسمى فى علم الأمن القومى تهديد حد البقاء للعديد من الدول العربية ويتدرج التهديد من الفوضى إلى الدولة الفاشلة إلى الانتهاء بالتقسيم وهذا التهديد قائم فعلياً رأى العين فى أربع دول عربية بشكل مباشر، العراق وسوريا وليبيا واليمن، وتنعقد القمة بعد أن سبقها الأسابيع الماضية العديد من الاجتماعات لوزراء الخارجية بالقاهرة والداخلية العرب بالجزائر وعلى أجندتها مكافحة الإرهاب.تنعكس نتائج إدارة الإرهاب بشكل مباشرعلى دول الجوار الجغرافى المباشر لبؤر الصراع فى الشام لبنان والأردن وفى شمال إفريقيا مصر وتونس والجزائر وجنوب الجزيرة العربية (السعودية وسلطنة عمان)- أى أن نصف الدول العربية تقريباً أسيرة تماماً لحالة الحرب على الإرهاب ، ومستهدفة من سيناريو الفوضى وغايته تفجير الشرق الأوسط من الداخل باستخدام قوى التطرف فى إطار مشروع الفوضى الخلاقة الذى دشنته إدارة بوش الابن , وسخرها أوباما تحت مسمى الإدارة بالفوضى Chaotic Management مستخدمين جماعات التطرف التى أجهزت على الانتفاضات العربية ، وفى هذه الأثناء كانت تجهز جماعات الإرهاب «أمريكى المنشأ» منذ سمح لإيران بإطلاق أذرعها فى العراق واليمن ومن قبلها لبنان وسوريا ، ودعم الغرب جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر ، وعلى اثر فوضى الخريف تجرعت شعوب المنطقة سموم التنظيمات الإرهابية، التى رفعت شعارا واحدا إما أن نحكمكم أو نقتلكم وحققوا سبق القتل قبل أن يحكمونا .

&

&

&

غير خاف أن ثورة 30 يونيو كشفت حقيقة ما كان يخطط لعالمنا العربى، وتحركت واشنطن وبعض دول أوروبية وتركيا إقليمياً لمعاقبة مصر. إما بالتهديد بالعقوبات أو بالدعم المباشر لجماعة الإخوان الإرهابية لتسريع وتيرة الإرهاب فى سيناء وداخل مصر لإسقاط النظام، وثمة سيناريو أسود كان يدبر لمصر اشارت إليه السيدة هيلارى كلينتون فى مذكراتها الأخيرة لولا موقف السعودية لإيقاف سيناريو العقوبات على مصر، بإيعاز مباشر من الولايات المتحدة، وخلال العامين السابقين توسع الإرهاب بشكل غير مسبوق بمعنى أن أصبح له جيش واستولى على أرض ومدن وعواصم، فى تحول نوعى من تنظيم عرف بإستراتيجية فيما يسمى «بإدارة التوحش» تنتهى بإعلان دولة الخلافة كما يزعمون.

&

&

وبنظرة إقليمية كاشفة نجد أن هناك ثلاث قوى تنتظر الفوز بنتائج الفشل العربى فى مكافحة الإرهاب هى إيران وتركيا وإسرائيل وهم معنيون بشكل مباشر بدعم إدارة الإرهاب، وتجدر الإشارة إلى أهميةإدارة أخرى لمواجهة الإرهاب مع هذه القوى الإقليمية الداعمة له بشكل مباشر ولم يعد الأمر سراً على ما تقوم به تركيا من تمرير وتمويل المتطوعين لداعش وتجارة وتهريب لنفط سوريا والعراق، ويمتد دور تركيا إلى شمال إفريقيا فى دعمها لحكومة غير شرعية فى طرابلس ليبيا، أما إيران فهى تسِّير بالفعل ميليشيات بالعراق هذا غير احتلالها الفعلى لسوريا بوحدات من الحرس الثورى وميليشيات حزب الله وها هى تكشر عن انيابها فى اليمن

&

&

والظروف تتطلب موقفا عربيا موحد اضد هذه القوى الإقليميةالداعمة للإرهاب قد يكون الحوار السعودى التركى الأخير جزءاً منه ولكنه فى إطار ثنائي، والتهديد لأمة يحتاج إلى موقف عربى موحد ضد كل من تركيا وإيران المعنيتين بإدارة الجماعات الإرهابية بالمنطقة.، ونأمل أن يكون هناك قرار عربى فاعل بهذا الشأن بعيدا عن الشجب والإدانة التى سئمنا منها طوال سبعة عقود.

&

&

وأخيرا إن الدعوة لإقامة قوة عربية للانتشارالسريع لمكافحة الارهاب ضرورة إستراتيجية تأخرت كثيرا، نتمنى أن ترى النور دون عراقيل، لأن لنا تجربة فاشلة فيما سمى آنذاك إعلان دمشق 1991م ، عرقلته إيران كما جاء فى مذاكرات فاروق الشرع الأخيرة «الرواية المفقودة»

&

&

وهذه القوة أمامها ثلاثة مسارح إستراتيجية، الأول محظور ،يتطلب تنسيقا مع قيادة التحالف فالعراق بات متخما بميليشيات شيعية وحرس ثورى ،وفى سوريا من الصعب التمييز بين الفصائل المتقاتلة ، وهما ساحة العبث الأمريكى، يبقى الدفاع عن الأردن إن قدر للإرهاب أن تتسع دائرته، الثانى وهو ليبيا ومهمته الرئيسة دعم الجيش الليبى فى مكافحته للإرهاب ، والثالث وهو مسرح متوقع فى اليمن إن دخلت القاعدة وإيران بعناقيدها الإرهابية فى المعادلة .

&

&

ومازالت الآمال معقودة على مصرفى القمة القادمة فمسئوليتها عظيمة للخروج من حالة الفوضى المفروضة عليه قسرا، لأن الظرف جلل وآثارها قد تمحو دول بكاملها من الخريطة، ونتمنى أن نرى إستراتيجية عربية شاملة بآليات خشنة ناعمة فى آنٍ واحد.
&