التطوع» في السعودية بلا رسمية ... و«جمعيات» ترفع دراسة إلى مجلس الشورى لإقراره


&&معاذ العمري

بعد مرور أكثر من أربعة أعوام على تجاوز المجتمع «الجداوي» كارثتي السيول اللتين ضربتا المحافظة الساحلية غرب السعودية، وظهور مصطلح التطوع وعدد من المبادرات التطوعية حينها، رفعت مجموعة من الجمعيات التطوعية دراسة إلى مجلس الشورى، وذلك لإقرار الأنظمة والتشريعات الخاصة للعمل التطوعي في السعودية، والسماح بالمبادرات التطوعية أن تعمل وفق مظلة رسمية.

وأوضح نائب الرئيس التنفيذي للمسؤولية الاجتماعية في دله التطوعية ياسر يماني لـ «الحياة» أن عدداً من التوصيات والدراسات رفعت إلى الجهات المختصة في السعودية من أجل إقرار وتشريع العمل التطوعي، ومن تلك الجهات مجلس الشورى، وتم الرفع أيضاً إلى الجهات المعنية الأخرى مثل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ووزارة الشؤون الاجتماعية. وبيّن يماني خلال مؤتمر صحافي أمس قبل انطلاق الملتقى الخليجي لقيادات العمل التطوعي في جدة الأحد المقبل، أن ثقافة العمل التطوعي في المجتمع السعودي لا تزال في بدايتها، على رغم أنها قطعت شوطاً كبيراً في تعاملها خلال الأزمات التي عصفت ببعض المحافظات نتيجة للسيول، لافتاً إلى أن الملتقى الذي تحتضنه جدة سيناقش ملامح وآليات مشروع الأعمال التطوعية في دول الخليج، والمشكلات التي تعتري العمل التطوعي.

وأشار إلى أن أكاديمية دله للعمل التطوعي، المعنية باستقطاب الكوادر الشابة والأعمال والمبادرات التطوعية، رفعت بالتعاون مع عدد من الجهات توصيات ودراسات إلى مجلس الشورى والجهات المعنية لإقرار قوانين وتشريعات تنظم العمل التطوعي في السعودية، مؤكداً أنها لا تزال حتى الآن قيد الدرس لتطبيقها، إذ يوجد في السعودية وعدد من الدول العربية الكثير من الأعمال التطوعية من دون مسوغات رسمية، أو مظلة تحتوي تلك المبادرات. وأضاف: «يعتبر العمل التطوعي في عدد من دول العالم أحد المشاريع الوطنية، ويتم وضع خطط التنمية في البلاد بضم العمل التطوعي ضمن أهم بنودها كقطاع ثالث مهم في الدولة بعد القطاعين الحكومي والخاص، إذ يسهم فيه الكثير من أبناء المجتمعات الصغار والكبار، الشبان والفتيات، والمسؤولين الحكوميين والشركات في القطاع الخاص».

وأكد ياسر يماني أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب أسهمت في تسهيل عدد من الإجراءات لتحركات الشباب في العمل التطوعي، إضافة إلى الجهات الرسمية الأخرى مثل إمارة منطقة مكة المكرمة التي رعت الأعمال التطوعية في عدد من المناسبات، لافتاً إلى مشاركة مجالس الأحياء الاجتماعية في المبادرات التطوعية، التي لم تقتصر على فئة الشباب في المجتمع. وتابع: «إن انعقاد ملتقى القيادات التطوعية الخليجي يكمن في تطوير مهارات قياديي العمل التطوعي لدى الجهات المشاركة، وتحقيق التكامل المجتمعي، وتعزيز العلاقات الداخلية، وتبادل الخبرات والممارسات التطوعية بين الجهات المعنية بالعمل التطوعي».

من جهته، بيّن مدير أكاديمية دله للعمل التطوعي عمرو العوفي أن اللقاء سيقدم لقيادات العمل التطوعي، ورش عمل متخصصة، وعروض تجارب مختلفة في القطاع التطوعي، وذلك للإسهام في تطوير العمل وتحوله إلى عمل مؤسسي يعود نفعه بالدرجة الأولى على المجتمع، منوهاً إلى أن أحد أهداف لقاء قيادات العمل التطوعي، الإسهام في توحيد جهود الفرق والمجموعات التطوعية ضمن أعمال مشتركة تعزز العلاقات بينها.
&