&أحمد عبد القادر المهندس


بدأت العملية العسكرية ضد الحوثيين بعد توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بانطلاق هذه العملية الجراحية لاستئصال الورم السرطاني الحوثي في اليمن. وقد انطلقت هذه العملية منتصف ليلة الخميس ٢٦ مارس ٢٠١٥م ويشارك في هذه الحرب تحالف من ١٠ دول بعد مشاورات مع جميع الأطراف العربية والإقليمية والعالمية.

وقد ذكر بيان مشترك صادر عن الدول الخليجية بأنها تابعت بألم كبير وقلق بالغ تطورات الأحداث الخطيرة في اليمن، والتي زعزعت أمن اليمن واستقراره إذ أنها أصبحت تشكل خطراً وتهديداً بالغاً لأمن المنطقة واستقرارها، وتهديداً للسلم والأمن الدولي.

وقد أعلن مجلس الأمن القومي الأمريكي مساء الأربعاء الماضي أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعطى وزارة الدفاع (البنتاغون) الضوء الأخضر لتقديم دعم لوجستي واستخباراتي لدول التحالف الذي تقوده المملكة ضد الحوثيين في اليمن.

إن الهدف من (عاصفة الحزم) التي أطلقها الملك سلمان هو الدفاع عن الحكومة الشرعية وعن الشعب اليمني بتحالف خليجي وعربي. كما أن وزارة الخارجية المصرية ذكرت بأن القاهرة تنسق مع الرياض ودول الخليج للمشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية وقوة برية إذا مالزم الأمر حفاظاً على وحدة اليمن وصيانة لأمن الدول العربية.

&

&

&

&

&إن ما حدث في اليمن منذ سبتمبر الماضي ٢٠١٥م هو مسرحية سخيفة، لأن الحوثيين نسفوا كل المعاهدات والاتفاقيات السلمية وفرضوا شروطهم التعسفية، وضربوا بمصالح الشعب اليمني عرض الحائط.. وفي هذا الجو المكهرب كرس الحوثيون واقعاً جديداً وهو رعاية الإرهاب في اليمن والمنطقة.. المنطقة بأكملها وترسيخ نظام المليشيات المسلحة.

إن الظاهرة الحوثية هي ظاهرة تستغل العصبية المذهبية لتحقيق مصالحها بقوة السلاح والتدمير وضرب الشرعية في اليمن. فلقد كان للدعم المحلي من علي عبدالله صالح وأنصاره دور كبير في ذلك، كما ان الدعم الإقليمي من خلال إيران أدى إلى مزيد من الفتنة والدمار، مما يجعل المنطقة في مهب الإعصار الإيراني الذي يريد تمزيق اليمن أو الوصاية عليه.

ومع كل هذا فالواقع ان أمن اليمن والخليج هو كل لا يتجزأ كما قال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وهي رسالة تعني ان جميع دول الخليج مع الشرعية في اليمن، ومع الشعب اليمني الشقيق للمحافظة على أمنه واستقراره، ومنع انزلاق اليمن إلى حرب أهلية لا يعلم مداها إلا الله.

إن سياسة المملكة العربية السعودية سياسة حكيمة، وهي بألا تقدم يوماً ما على خطوة غير محسوبة، بل إنها تسعى دائماً أن تتعامل بالحوار وبالحل السلمي مع أي مشكلة أو أزمة. ومع ذلك فإن الحرب على الحوثيين من خلال (عاصفة الحزم) هي بالدرجة الأولى لإنقاذ الشعب اليمني، ومحاولة قوية لاسترداد الشرعية وحماية الوطن والشعب اليمني من التشرذم والارتماء في أحضان الفقر والجوع والمرض وسفك الدماء والتشريد.
&