رئيس البرلمان الليبي : لا تنازل عن دورنا وسنشرف على حكومة الوفاق

&علي شعيب

& &

أكد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح أن أي حكومة تنتج من الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة يجب أن تعمل في ظل شرعية المجلس المنتخب وتحت إشرافه. وشدد رئيس البرلمان المعترف به دولياً على أن أي حوار لن يؤدي إلى تنازل المجلس عن شرعيته المستمدة من صناديق الاقتراع.

ورداً على أسئلة لـ»الحياة» من مقره في طبرق (شرق)، قال صالح إن المجلس لا يشجع تدخلاً عسكرياً دولياً ويطالب بتسليح الجيش وتجهيزه لتمكينه من القيام بمهمته في حفظ الأمن والاستقرار.

وعما إذا كان المجلس المنتخب مستعداً لتقديم تنازلات تطاول شرعيته خلال الحوار، قال صالح: «التنازل الذي قدمناه هو أننا قبلنا بالحوار، ولا تنازل عن شرعية مجلس النواب المنتخب من الشعب الليبي لأننا لا نريد أن نفرط في العملية الانتخابية» التي أجريت في تموز (يوليو) الماضي.

ورأى رئيس مجلس النواب الليبي أن تمسك المجلس بشرعيته لا يتناقض مع أسس الحوار مع أطراف تضم «عرابي الميليشيات الإسلامية». وقال إن التوفيق بين التمسك بالشرعية ومحاورة هؤلاء، ينطلق فقط من «استعدادنا لمحاورة كل ليبي يلقي السلاح جانباً وينبذ الإرهاب ويسعى إلى أمن ليبيا واستقرارها».

وفنّد صالح «ادعاءات» المؤتمر الوطني (المنتهية ولايته) وحلفائه بأن حكم المحكمة أبطل مجلس النواب، وقال إن «عدداً من أعضاء الهيئة الدستورية في المحكمة يؤكدون عدم صحة هذا الزعم، ونحن نؤكد أن الحكم باطل من أساسه، لأنه صدر من محكمة غير مختصة في هذا الشأن، والدليل ما حكمت به محكمة البيضاء ببطلان الحكم» الشهر الماضي. وأضاف إن الحكم الأخير الصادر في البيضاء «عمم مرفقاً بشرح مفصل، على كل المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، إضافة إلى الدول الكبرى والشقيقة والصديقة».

وأكد رئيس مجلس النواب الليبي تمسكه بالقانون والدستور في مواجهة اقتراحات قدمت لتجاوز الشرعية عبر أطر وهياكل رديفة. وقال إن ما يصل إليه الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة لجهة تشكيل حكومة وفاق، فان ذلك «يجب أن يتم وفق شرعية المجلس المستمدة من إرادة الشعب الليبي الذي أوكل إليه مهمة إدارة البلاد في هذه المرحلة»، بما في ذلك الإشراف على عمل السلطة التنفيذية المتمثلة بالحكومة.

وعن كثرة الحديث أخيراً حول إمكان نشر قوة أجنبية تتولى حماية المقار الرسمية والمنشآت الحساسة في طرابلس في حال نجاح الحوار في تشكيل حكومة وفاق، قال صالح: «نحن لا نشجع على أي تدخل أجنبي في ليبيا، لكننا نحتاج من المجتمع الدولي أن يعيننا على تسليح الجيش وتجهيزه بآليات ومعدات وسائر احتياجاته، ونحن قادرون على حماية بلادنا» في مواجهة أي تهديدات إرهابية.

وأشار إلى أن «الجيش الليبي يحتاج إلى تطوير، لكنه بدأ يتعافى ويحقق انتصارات ضد الإرهاب» خصوصاً في بنغازي. وأكد تطابق وجهة النظر بين البرلمان والجيش بقيادة الفريق أول ركن خليفة حفتر، وقال: «نحن متفقون على بناء جيش قوي يحمي ليبيا ويحفظ أمنها وحدودها، وعدم التهاون مع من يهدد الأمن والسلم الأهلي».

ونفى صالح وجود خلافات مع بعثة الأمم المتحدة أو أن يكون رفض لقاء مبعوثها برناردينو ليون لدى وصوله إلى طبرق مطلع الأسبوع، وقال إن المبعوث الدولي «اجتمع في مطار طبرق مع وزير الخارجية الليبي محمد الدايري». وأوضح أن ما حال دون وصول ليون إلى مقر المؤتمر هو تظاهرات سلمية ضد تقديم تنازلات في الحوار إلى الميليشيات الخارجة عن الشرعية و»نحن لم نرفض مقابلته».
&