&مطلق بن سعود المطيري


لم تشهد إيران منذ ثورتها الخمينية 1979 رد فعل شعبي عربي معارض لسياستها وخطابها الإعلامي مثل ما شهدته في العملية العسكرية الخليجية المنقذة للشعب اليمني (عاصفة الحزم)، فقد صحت تلك العملية المشاعر العربية في الوجدان الشعبي العربي العام، فتسابق المغردون العرب من المحيط إلى الخليج إلى مباركة الحل العسكري الخليجي لمساعدة الشعب اليمني وإنقاذه من الاحتلال الإيراني.

فبعد هذه الخسارة الكبيرة في أحد استثماراتها الجماهيرية التي امتدت لعشرات السنيين عادت دولة الفقيه لدعايتها القديمة وربط هذه العملية المباركة -المؤيدة من الشعب اليمني والعربي – بالسياسة الأمريكية من أجل تدارك ولو جزء بسيط من خسارتها الدعائية في الشارع العربي، ونسيت أن الشعب العربي كفر بها وبسياستها وخطابها مثلما كفر بخطاب أوباما وسياسته المؤيدة لسياسة إيران على حساب المصالح العربية!

إن الذاكرة العربية تحفظ لإيران مشاهد القتل والدمار في العراق وسورية واليمن، وجميعها مشاهد سكتت عنها واشنطن طمعاً بكسب رضا طهران التي اقتربت من إقناع واشنطن بأن مشروعها التوسعي بالمنطقة بأنه ضرورة للسياسة الأمريكية في المنطقة، وحتى تضمن واشنطن مصالحها في هذه المساحة التي تسمى الأمة العربية ما عليها إلا غض الطرف عن تحركاتها وتحالفاتها ورصاصها الطائفي، فإن ضمنت واشنطن لها ذلك ضمنت طهران لها مصالحها، فالبرنامج النووي المتفاوض عليه الآن بين الطرفين ليس برنامجاً عربياً، بل وجوده خسارة للعرب وعدم وجوده خسارة أيضا على العرب إن خسرته عن طريق التفاوض مع واشنطن، وجوده تهديد للأمن العربي وخسارته ستجعل المنطقة العربية والسيطرة عليها هو الثمن الذي ستقبضه طهران من واشنطن إن هي وافقت على توقيف برنامجها النووي.

الشعب العربي اليوم غير مكترث تماماً في المفاوضات بين الشيطان النووي والشيطان الأكبر، ما يعنيه اليوم هو كسب موقف عربي جديد يسترد به كرامته المهدورة بفعل تحالفات ومصالح شياطين السياسة، فلم يعد المواطن العربي مقتنعاً أن حزب الله قوة مقاومة ضد إسرائيل بعد ما شاهد عمليات القتل التي يقوم بها حزب نصر الشيطان الإيراني للشعب السوري، ولم يعد يحترم التقارب الإيراني العراقي الذي كان ضحيته أبناء الشعب العراقي، وانتفض مع إعلان الدول الخليجية الاستجابة للاستغاثة اليمنية حكومة وشعباً لإنقاذ أبناء اليمن من مرتزقة طهران.

إن دعاية الملالي التي تروج لقتلها المباح لأبناء الأمة العربية بعد أن نطقت عليهم الشهادة الصفوية، لم يعد ينفعها مع ذلك دعايتها الشيطانية لأن شيطانها الأكبر مازال يستمتع بسياسة طهران في العراق وسورية وينتظر من إيران أن تحقق له مزيداً من المكاسب، أما الشعب العربي فقد تذكر كلمة الخليفة العادل سيدنا عمر بن الخطاب: "ليس بيننا وبين فارس إلا جبل من نار لا يأتي إلينا ولا نذهب إليه".
&