حسن الحارثي

لا يخرج خطاب ميليشيا الحوثي عن الخط الإعلامي الذي تتبناه التنظيمات الإرهابية الإسلاموية، بحيث تعلق كل تحركاتها بالنص الديني الانتقائي وعادة ما تلوي أعناق النصوص بما يخدم أجندتها ويضفي عليها الشرعية المزيفة.
وفي الأيام الأخيرة التي شهدت توالي الضربات العسكرية على مواقع الحوثي في عملية عاصفة الحزم، خرج للإعلام التلفزيوني ممثل عن حزب أنصار الله الحوثي يدعى حسين الخليفي، وظهر متشنجا متضارب الأفكار، لا يعرف ما يقول ولا يحسن حتى الحديث، وتشعر أنه سيفجر الأستوديو من شدة احتقانه وتشوشه.


العجيب أنه ظهر على قناة الجزيرة التي استولى على مكتبها جماعته في صنعاء، وحين سأله المضيف عن سبب استيلاء جماعته على المكتب ومصادرة أجهزتها أو بمعنى أصح سرقتها، قال غاضبا: أنتم - أي الجزيرة- جزء من هذه المؤامرة التي تحاك ضدنا ولا بد أن نقف لكم بالمرصاد.


وبما أن ما يفعله التنظيم الحوثي أقرب ما يكون إلى عمل العصابات فإن إعلامهم لا يخرج عن هذا، فهم يشعرون أن السيطرة بأيديهم على الأرض، ولا يجدون حرجا في فرض إملاءاتهم وشروطهم وحماقاتهم، متناسين أنهم قاب قوسين أو أدنى من الهلاك، وسط إجماع عربي وعالمي على ضرورة إخراجهم من المشهد نهائيا وربما إبادتهم.


من الجيد أن يفسح الإعلام العربي المجال للحوثي بالخروج عبر قنواته والتعبير عن رأيه، وهو المتسبب في كل هذه الأزمة السياسية والعسكرية، لكن خروجهم بهذا الشكل الفج تأكيد على أن هذه الجماعة ليست سوى عصابة مدعومة بالسلاح والخيانات لخلق فوضى في اليمن وزعزعة الأمن في المنطقة، دون أي تصور سياسي واضح أو حتى وجهة نظر سليمة تبرر ما يفعلونه في بلد اعتاد على الحوار السياسي بعيدا عن لغة السلاح والعمل العصابي المنظم.