اقتراح بضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي… ومصر تمهد لتدخل عربي في ليبيا


حسنين كروم

&
&استولت أخبار اجتماع وزراء الخارجية العرب في شرم الشيخ للتمهيد للقمة، ثم بدء اجتماعات القمة على معظم مساحات الصحف الصادرة يومي السبت والأحد، وسط حماس شعبي واضح وتأييد للهجوم الجوي الذي شنته طائرات السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي على الحوثيين في اليمن، ولإعلان مصر مشاركتها بالطائرات وإرسال قطع بحرية للمشاركة في محاصرة السواحل اليمنية ومراقبة باب المندب، لمنع وصول أي مساعدات عسكرية من إيران إلى الحوثيين عن طريق البحر.
وكانت البحرية المصرية عند بدء حرب أكتوبر سنة 1973 قد توجهت إلى ميناء عدن باتفاق مع حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وقتها، لمنع السفن الإسرائيلية من المرور في المضيق.


وأبرز واهم ما في المؤتمر هو تأكيدات القادة العرب على أن ما يحدث ليس صراعا طائفيا بين السنة والشيعة، وإنما لمحاربة من يعلون هذا الصراع، وهم الحوثيون وإيران. ولوحظ أن كلمة الرئيس السيسي بعد تسلمه رئاسة الدورة من أمير الكويت أعادت روح العروبة والقومية، إذ تعمدت الإكثار من تعبيرين هما أمتنا العربية والهوية العربية، وأنهى الكلمة بالهتاف ثلاث مرات «تحيا الأمة العربية» مثلما فعل في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما هتف «تحيا مصر» ثلاث مرات. ولم يكن ذلك هو المهم ولا تأكيده على مكانة التحالف مع السعودية ودول الخليج، إنما إبرازه موقف سياسة مصر من زاويتين:


الأولى دعم تطلعات الشعب السوري لبناء دولة مدنية ديمقراطية، والثانية هي التصدي للتنظيمات الإرهابية التي باتت منتشرة والحيلولة دون انهيار مؤسسات الدولة السورية، وانطلاقا من مسؤولية مصر التاريخية تجاه سوريا فإن مصر بادرت بدعم من أشقائها العرب إلى العمل مع القوى الوطنية السورية المعارضة المعتدلة وصولا إلى طرح الحل السياسي المنشود.
أما عن ليبيا فقد لمح إلى ضرورة التدخل لمساندة الحكومة الشرعية بالقول بالنص: «لم يعد مقبولا ما يسوقه البعض من ذرائع حول الربط بين دعم الحكومة الشرعية وبين الحوار السياسي، فليس من المنطقي أن نطلب من الشعب الليبي العيش تحت نيران الإرهاب لحين التوصل لتسوية سياسية، وموقفنا واضح جلي في أننا ندعم المسارين بالقدر ذاته. ومن جانب آخر ندعو المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته وبلورة رؤية أكثر واقعية، وعدم إضاعة المزيد من الوقت لكي لا يتصور من يرفعون السلاح أن هذا هو السبيل لتحقيق مكاسب سياسية». وهذا التأكيد معناه أن مصر سوف تتدخل بشكل أو بآخر لدعم الحكومة الشرعية، وتطلب من دول الخليج التدخل معها، لأنه لن يكون مقبولا من المصريين أن تتدخل حكومتهم بقواتها ضد الحوثيين في اليمن ولا تتدخل ضد من يهددونها علنا، ويقومون بعمليات إرهابية ضدها على حدودها مع ليبيا.
ولم تكن كلمة السيسي هي البارزة فقط، وإنما كان استقباله لأمير قطر في المطار ومعانقته له من الأحداث البارزة في المؤتمر، لأن المصريين كانوا ينتظرون ليروا ما الذي سيحدث بين الرجلين بعد أن تأكد حضور الأمير المؤتمر.
ونشرت الصحف أيضا عن قيام الجيش والشرطة في شمال سيناء بقتل المزيد من الإرهابيين ومقتل ثلاثة بعد أن انفجرت فيهم قنبلة كانوا يعدونها. ومظاهرات للإخوان في حي مدينة نصر هتفت للحوثيين وذكرى وفاة عبد الحليم حافظ وأحمد زكي.
وإلي بعض مما عندنا….

«عاصفة الحزم»

وإلى أبرز التعليقات المنشورة يوم السبت، وكانت لزميلنا جمال الجمال في «التحرير» يوم السبت في عموده اليومي «تماهي»: «التدخل لترتيب أوضاع الدولة اليمنية حق، وهذا الحق يجب أن تكون له ضمانات معلنة، حتى لا يستخدم في صنع سلطة يمنية تابعة للجهة التي تأتي بها، فيستمر الصراع على أراضي اليمن بين وكلاء تحركهم إيران وحلفاؤها ووكلاء تحركهم السعودية وحلفاؤها. طالبت كثيرا بتشكيل قوة الدفاع العربي المشترك، لكنني أريد أن تصبح آلية مستقلة تتحرك تحت مظلة جامعة الدول العربية، ولا تتحول إلى فرع عملي للناتو، لهذا يطاردني السؤال، لماذا بادرت واشنطن بدعم التحرك ضد اليمن، وعرقلت التحرك المصري لضبط الأوضاع في ليبيا؟ لماذا تدافع السعودية عن الشرعية في اليمن بالروح والمال والدم، وقد أشعلت النيران في فراش الشعب السوري وحولت معظمه إلى نازحين ولاجئين؟
الأهداف واضحة ومقبولة فلا تفاجئونا بما خلفها من شرور، والقوة العربية مطلوبة فلا تجعلوها ذراعا للهيمنة الداخلية أو الخارجية، اجعلوها قوة تنظيم وردع وحسم وليست مشروعا استثماريا مؤجرا لأمراء الحرب وأباطرة الناتو، حفظ الله اليمن حفظ الله العرب حفظ الله كل مسالم».

سمير الجمل: لماذا لم نحاور إيران مباشرة؟

ومن «التحرير» إلى «الجمهورية» حكومية، وزميلنا سمير الجمل وبروازه اليومي المتميز «أكشن» وكان عنوانه ساخرا وهو «يا حوثتي» قال فيه: «يا حوثتي، نؤيد ضربة «عاصفة الحزم»، حتى يعود اليمن إلى أهله بعد أن تم اختطافه عن طريق عصابة الحوثيين التي بدأت تلعب «الاستغماية»، وعسكر وحرامية مع الرئيس والحكومة الشرعية. نعم أؤيد «عاصفة الحزم»، لأنها بالنسبة لنا تحمي «باب المندب» وباب الشعرية، لكن السؤال الذي يفرض نفسه لماذا لم نحاور إيران مباشرة؟ لماذا نرى أمريكا تحاور إيران وتحرّمها علينا، وتغضب إذا قلنا لها «صباح الخير بالفارسي» ويا حوثتي على هذه السياسة».

الشعوب العربية تنتظر
«عاصفة حزم» تضرب كل الخلافات

أما رئيس تحرير «الجمهورية» زميلنا فهمي عنبة فقال في عموده اليومي «على بركة الله»: «تأخر العالم كثيرا في إنقاذ اليمن.. وكأن التراخي كان مقصودا من الدول الكبرى، خاصة التي تملك حق الفيتو في مجلس الأمن.. ولم يستمعوا إلى التحذير الذي أطلقه بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة يوم 12 فبراير/شباط الماضي حينما قال: «اليمن يتفكك أمام أعيننا.. فلماذا نقف مكتوفي الأيدي وننظر فقط إلى ما يجري، من دون أن نتحرك».
في ذلك الوقت كان الحوثيون قد سيطروا على صنعاء وحلوا البرلمان.. وكان التدخل الدولي كفيلا بحقن الدماء ومنع الحرب الأهلية.. ولكن تركت أمريكا وروسيا والصين وأوروبا الأمور تتدهور بسرعة، حتى دخل الحوثيون تعز وتوجهوا نحو القصر الذي يقيم فيه الرئيس الشرعي للبلاد في عدن، وأصبحت البلاد بأسرها في أيديهم.. لتنضم اليمن إلى المجموعة التابعة لإيران، حيث قال أحد كبار رجال الدين في طهران «الآن حررنا اليمن لتعود إلى المملكة الفارسية». وأكد الرجل ان لهم يدا في سوريا ولبنان وفي العراق والآن في اليمن والبقية تأتي….
نعم تأخر العرب كثيرا في إنقاذ اليمن، رغم كل التحذيرات بخطورة الحرب الأهلية وسمحوا لقوى اقليمية ودولية بأن تتدخل ويتزايد نفوذها ويكون كلامها مسموعا وتفرض شروطا للحوار بين أبناء البلد بينما الجامعة العربية غائبة، وكأن اليمن ليس من أهم الدول المؤسسة لهذه الجامعة، وشعبها هو الأكثر إيمانا بالقومية والوحدة العربية التي من المتوقع أن يكفر بها بعد تخلي الأشقاء عنهم…
يجتمع القادة العرب اليوم في قمتهم رقم 26 في مدينة السلام، ولعلها تكون فرصة لنبذ كافة الخلافات وبدء مرحلة جديدة في صياغة مستقبل عربي للأجيال المقبلة.. وأن يواجه الزعماء التحديات التي فرضت على المنطقة بكل قوة بتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك وتكوين قوة عسكرية موحدة تهب للدفاع عن أي بلد عربي يتعرض للتدمير والاعتداء.. والعمل على وقف كافة النزاعات والحروب الأهلية، التي أدخلت المنطقة في بحور من الدماء العربية من جبال أطلس إلى مضيق باب المندب.
مطلوب موقف موحد.. فإذا تم الاتفاق على الضربات الجوية والعمل العسكري.. فلتشارك جميع الدول من دون استثناء.. وإذا كان التوجه نحو المصالحة فليتصافح الجميع بكل حب.
تنتظر الشعوب العربية «عاصفة حزم» قوية تهب اليوم من شرم الشيخ تضرب كل الخلافات.. وتبشر باجتماع القادة على كلمة سواء.. فالاتحاد قوة والطريق لاستعادة اليمن.. ثم سوريا وليبيا والعراق.. وهو أيضا السبيل الوحيد لبقاء الأمة العربية».

طموح بإعادة الإمبراطورية
الفارسية الساسانية قبل الإسلام

وعبارة فليتصافح الجميع بكل حب يقصد بها الرئيس السيسي وأمير قطر تميم، بينما كان رأي زميله مدبولي عتمان في العدد نفسه هو: «إيران اليوم أصبحت إمبراطورية، كما كانت عبر التاريخ، وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا.. هذه تصريحات علي يونس، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، وهي بمثابة اعتراف رسمي بالأطماع الإيرانية في المنطقة العربية، لإعادة الإمبراطورية الفارسية الساسانية قبل الإسلام، التي كانت تحتل العراق، وجعلت المدائن عاصمة لها. ولا يمكننا أن نغفل مغزى المناسبة التي قيلت فيها هذه العبارة، حيث قالها خلال منتدى «الهوية الإيرانية» في طهران الأحد 8 مارس/آذار 2015، أي قبل عشرين يوما فقط. وأيضا لا يمكننا تجاهل قائلها فهو يشغل حاليا منصب مستشار لرئيس إيران، وشغل منصب وزير الاستخبارات في حكومة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، وواصل يونس غطرسته بإدعائه أن جميع منطقة الشرق الأوسط إيرانية قائلا: سندافع عن كل شعوب المنطقة، لأننا نعتبرهم جزءا من إيران، وسنقف بوجه التطرف الإسلامي والتكفير والإلحاد والعثمانيين الجدد والوهابيين. والمدعو يونس ليس المسؤول الإيراني الوحيد الذي يعترف صراحة بالأطماع الإيرانية، فقبله بخمسة أيام فقط اعترف عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، ناطق ثوري بتدخل بلاده في 4 دول عربية بدعوى تصديره الثورة الإيرانية».

السعوديون تركوا الحبل ليلتف حول رقبة الحوثيين

ومن «الجمهورية» إلى «الأهرام» وزميلنا محمد أمين المصري وقوله عن صبر السعودية على الحوثيين: «اعتقد الحوثيون بعد استيلائهم على صنعاء بدعم لوجستي إيراني وخيانة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي اشترى ذمم قيادات في الجيش اليمني والشرطة، أنهم اصبحوا قوة لا يستهان بها في اليمن التي عصيت على كل من حاول السيطرة عليها. وتوافرت أركان المؤامرة على السعودية ومنطقة الخليج، وربما طالت مصر أيضا، إذا ربطنا نيات الحوثيين بالسيطرة على الجنوب والبحر الأحمر ارتباطا بباب المندب الذىي ؤثر في الملاحة في قناة السويس مباشرة.
اعتقد الإيرانيون في البداية نجاح محاصرتهم السعودية بين «فكي الكماشة»، بعد سيطرتهم على الحكومتين في دمشق وبغداد، ثم أصبحوا القوة الفاعلة والداعمة للحوثيين. فاليمن هي خاصرة السعودية الضعيفة، وبذلك تخيلت إيران أنها أصبحت شوكة مسمومة في جنوب السعودية بما يهدد الأمن القومي للمملكة،
لكن واقع الأمر يقول إن العكس هو الذي تحقق، فالسعوديون تركوا الحبل ليلتف حول رقبة الحوثيين والإيرانيين، ليسقط مسعى طهران في فخ نيران التحالف العربي الجديد. فإيران ستتكبد أموالا طائلة في الحرب، لأن الضربات الجوية السعودية تعلم الآن مواقع الحوثيين بعكس الحروب السابقة أيام صالح، حيث كانت تحارب طواحين هواء وعدوا خفيا فى الجبال.. لم يهنأ الحوثيون ومعهم الإيرانيون كثيرا بفرحة الانتصارات العسكرية، خاصة إن طهران نفت مرارا في السابق تمويل وتدريب الحوثيين قبل تخلي الرئيس اليمنى السابق، ولم يفرح الطرفان كثيرا بإنجازاتهم، ليتحول حلمهم لكابوس ببدء العمليات الجوية السعودية المدعومة خليجيا ومصريا وعربيا».

السيد النجار: لن يحارب الإرهاب أحد نيابة عنا

ونترك «الأهرام» لنتجه إلى «أخبار اليوم» قومية، ونقرأ لرئيس تحريرها زميلنا السيد النجار قوله مخاطبا القادة العرب: «قولوها صراحة واتخذوا قرارا لن يحارب الإرهاب أحد نيابة عنا، ولن نترك بلادنا مرتعا لجماعات شتى مدعومة من قوى دولية أو إقليمية لتتدخل في شؤوننا، وإزاحة أنظمة حكم شرعية، وبالإجماع قرروا تشكيل قوة عسكرية عربية للدفاع المشترك عن أنفسنا في أي مكان، داخل حدود الدول العربية للقضاء على الجماعات الإرهابية وصد أي عدوان خارجي، وإجبار إسرائيل على الانصياع لقرارات العربية…».
وإلى زميله محمد لطفي الذي قال: «أصبحت الوقفة العربية الجسورة مطلبا قوميا.. وعلينا جميعا الوقوف صفا واحد خلف قياداتنا السياسية في مصر والسعودية والإمارات والأردن، وبقية الدول التي تشعر بعروبتها لمساندة الأشقاء اليمنيين في حربهم ضد من أرادوا لنا الشر والفرقة، ونذكرهم جميعا بأن المساندة الإيرانية للحوثيين هي أولى ثمار تسوية الملف النووي الإيراني مع الأمريكان ودمتم. عن الموقف المخزي للرئيس السابق علي عبد الله صالح، فما يفعله اليوم ضد بلده، هو خيانة بكل المقاييس وهل نتصور أن علي صالح الذي كان حريصا على وحدة اليمن بشماله وجنوبه، كم كانت تضحيات شعبه عندما حارب علي سالم البيض في الجنوب من أجل وحدة اليمن، هو نفسه الذي دمر جيش بلاده وضم مؤيديه ليحاربوا مع الحوثيين ضد أبناء شعبه طمعا في العودة إلى السلطة مرة أخرى».
كذلك قال زميلنا محمد الشرايدي في عموده «ضوء عربي» في «أخبار اليوم»: «من أهم الدروس المستفادة اليوم من درس اليمن، خاصة للقادة والزعماء وقادة مجلس التعاون الخليجي خصوصا، أن اليمن أصبح في حاجة ملحة للاحتضان والاحتواء، وأن رغبة اليمن القديمة للانضمام لمنظومة مجلس التعاون يجب أن تتحقق الآن وليس غدا، وأن يتم إغلاق الطريق على إيران حتى لا نضطر إلى الحرب المباشرة معها، بدلا من الحرب بالوكالة ضد الحوثيين، ولن يكون صعبا على قادة دول وزعماء العرب أن يلحظوا أن الهلال الشيعي كاد أن يكتمل، وان تغلق إيران باب المندب، وأن التطرف السني تحت رعاية تركيا قد نشر نفوذه حتى وصل إلى ليبيا. ووقف المايسترو الأمريكي معنا وضدنا وفق الظروف والمصالح، وفي ظل السيناريو الأمريكي المرسوم جاءت رسالتهم قوية للمنظومة العربية وبيت العرب، أي جامعة الدول العربية، ومفادها أن القمة 26 يجب أن لا تعيد للعرب قوتهم تأمينا لأمن إسرائيل القومي الذي يعد جزءا من الأمن القومي الأمريكي».

إشراك قوات باكستانية دعم للقوى العربية في اليمن

أما في «الوفد» فإن زميلنا وصديقنا ورئيس تحريرها الأسبق عباس طرابيلي قال في عموده اليومي «هموم مصرية»: «من الإيجابيات أن التحرك العربي المشترك، أراه رسالة واضحة تمام الوضوح لكل من يحاول الاعتداء على المنطقة، أي هي رسالة موجهة إلى «داعش» في الداخل والتنظيمات الإرهابية في ليبيا، وأيضا في الصومال وأيضا رسالة إلى إيران صاحبة المطامع الأولى الحالية في المنطقة. ومن الإيجابيات أن هذا التحرك العربي الموحد من 9 دول عربية رسالة إلى أي قوى خارجية بعدم التدخل في مشاكل المنطقة، لأن العجز العربي أيام أزمة احتلال الكويت هو الذي جعل أمريكا وحلفاءها تتدخل في المنطقة، لتتخذ منها قاعدة للقفز إلى العراق وتدميره، وهي رسالة لهذه القوى الخارجية بكف يدها عن سوريا وليبيا. أما الدور الباكستاني فلا ينكره أحد، ولولا الملامة لطالبت بقبول انضمام باكستان إلى الجماعة العربية لأنها الأقرب إلينا من كل الدول الإسلامية غير الناطقة بالعربية، وليس فقط بسبب قوتها العسكرية بل أن الدور الباكستاني مهم الآن للضغط على إيران من الشرق لقرب الأراضي الباكستانية من الأراضي الإيرانية، وأرى أن مجرد إشراك قوات باكستانية يعطي زخما وقوة ودعما للقوى العربية في اليمن وفي غيرها، ولا ننسى أنها القوة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي، وهي بذلك تمثل عنصرا فاعلا في الصراع مع إيران».

التنظيمات السنية المتطرفة قدمت أفضل خدمة لإيران

أخيرا إلى «الشروق» ورئيس تحريرها التنفيذي زميلنا وصديقنا عماد الدين حسين وقوله في عموده اليومي «علامة تعجب» محذرا من تحويلها إلى معركة طائفية: «الشيعة العرب حاربوا ببسالة مع وطنهم العراق ضد إيران الشيعية في حرب الثماني سنوات من 1980 – 1988. وشيعة لبنان كانوا في مقدمة المقاتلين في صفوف الثورة الفلسطينية، لكن إيران عادت الآن لتنتقم من الجميع، وتعلن أنها صارت تهيمن على أربع عواصم رئيسية هي، بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.
«القاعدة» و«داعش» وكل التنظيمات السنية المتطرفة قدمت أفضل خدمة لإيران وعملائها في المنطقة، وأظهرت إيران باعتبارها دولة الخفي قاسم سليماني، يقود المعارك علنا على الأراضي في العراق، بينما الطائرات الأمريكية والغربية تساعده من الجو، المهمة الرئيسية لكل العقلاء العرب والمسلمين هي أن يخوضوا المعركة الصحيحة ضد الفساد والاستبداد والتطرف بكل أشكاله، سواء كان سنيا أو شيعيا، وعليهم أن يقاوموا بكل الطرق الاصطفاف على أساس مذهبي».

زخم جديد للعلاقات المصرية الأفريقية

ولا تزال التعليقات مستمرة على نتائج المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، وما أثاره من مخاوف ومن آمال أيضا، وكانت مجلة «آخر ساعة» قد نشرت حديثا مع السفير رؤوف مسعد المتحدث الوطني لاتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي أجرته معه زميلتنا الجميلة هادية الشربيني قال فيه: «المؤتمر حمل رسالة سياسية مهمة، مضمونها أن هناك بالفعل مصر جديدة ليست شعارا، لكنها واقع ملموس يعكسه الالتحام القوي والواضح بين القيادة السياسية والشعب المصري، الذي ظهر بوضوح من خلال ردود فعل الشعب المصري تجاه المبادرات المطروحة من القيادة السياسية، ويأتي على قمتها مشروع قناة السويس، وهذا الزخم السياسي القوي وهذا الدعم الشعبي كان يرتكن إليه الرئيس السيسي في دخوله في أدق التفاصيل والمفاوضات بشأن المبادرات المطروحة خلال المؤتمر من أجل تحقيق أقصى فائدة ممكنة ترضي توقعات أبناء الوطن.
السياسة الخارجية المصرية حاليا تقوم بدور يستحق أن يطلق عليه سياسة خارجية عصرية جديدة، تمثل ارتباطا وثيقا بين صنع قرار سياسي خارجي والأوضاع الداخلية في مصر، وهي تمثل أداة رئيسية للدفاع عن مصالحنا وقضايانا من خلال العلاقات الخارجية. والقمة العربية تمثل أهمية بالغة الخصوصية فهذه أول قمة عربية يرأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأول قمة عربية تعقد في مصر بعد ثورتي يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران من الناحية الإجرائية. وفي الوقت نفسه نرى زخما جديدا للعلاقات المصرية الأفريقية، الذي يمكن أن نسميه عودة الروح للعلاقات المصرية الأفريقية، وهناك تحركات نشيطة على صعيد القارة السمراء، وآخرها زيارة الرئيس السيسي لكل من السودان وإثيوبيا».

أحلام الفقراء أبسط من مدن ترفيهية وناطحات سحاب

لكن زميلتها الجميلة في «آخر ساعة» هالة فؤاد كان لها رأي آخر عبرت عنه بالقول في العدد نفسه:
«إذا كان من حق البعض أن يرقص منتشيا بالمليارات التي ستتدفق بعد مؤتمر شرم الشيخ، ويتفاءل بالمشروعات المطروحة والاتفاقات المبرمة، بل يحلم بالتعهدات المأمولة ويبتهج فرحا مع الشباب اللاهث لالتقاط «سيلفي» مع الرئيس، إذا كان من حق هؤلاء التغني والتباهي بالنجاح، فإن من حق البعض أيضا وأنا منهم التوقف والرصد والتأني وطرح ما يشعر به من قلق وتخوف. مشروع هدفه البحث عن أحلام البسطاء ويحاول التأكد من ضمانات تجعل لهم نصيبا من كل المشروعات المطروحة، لا يهم الغلابة في بلادي كثيرا إنشاء مدن ترفيهية، ولا يحلمون بناطحات سحاب، فأحلامهم أبسط من ذك بكثير. حلمهم بسكن متواضع يؤويهم، يحلمون بمزارع ومصانع تقضي على البطالة وتقي أبناءهم شر الغربة ومأساة الموت بالهجرة بحثا عن الحياة، فهل ستحقق لهم المليارات المتدفقة هذه الأحلام. لا شك أن هؤلاء في حاجة إلى «سيلفي» آخر مع الرئيس يكونون هم في صدارته بعدما يلمسون تغير واقعهم وتبدل حالهم ويوقنون أن لهم نصيبا من الاستثمارات المتدفقة، ولن تصب كالسابق في جيوب الفاسدين من المسؤولين ورجال الأعمال».

الغائب الأكبر في المؤتمر الاقتصادي كان قطاع الأعمال العام

ومن «آخر ساعة» عودة إلى «الشروق» يوم الأربعاء ومقال صديقنا وأستاذ الاقتصادي البارز في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الدكتور محمود عبد الفضيل وقوله فيه: «الغائب الأكبر في مؤتمر شرم الشيخ كان الحديث عن مستقبل قطاع الأعمال العام، وهذا يتعلق بتحديد نمط الأولويات الجديدة بالعناية، في ظل شح الموارد التمويلية خصوصا، أن هناك أزمة شديدة تمر بها الوحدات الإنتاجية في قطاع الأعمال العام، وقد أشار تقرير حديث للجهاز المركزي للمحاسبات إلى أن ثماني عشرة شركة من شركات قطاع الغزل والنسيج في مصر خسرت نحو اثنين مليار جنيه، كذلك أشار نقيب الصيادلة إلى أن شركات الأدوية الحكومية مهددة بالإفلاس لأنها تقوم باستيراد 95 بالمئة من الخامات الدوائية من الخارج. وتلك قضايا في منتهى الخطورة، لأنها تتعلق في الحفاظ على الأصول الإنتاجية المملوكة للمجتمع، وعدم تبديد التراكم الرأسمالي للأصول العامة، الذي تم خلال عقود طويلة، وبالتالي فإن هناك أولوية ملحة لتطوير وتجديد الطاقات الإنتاجية، وحل مشاكل التشغيل والصيانة والتسويق والتمويل في هذه الشركات وأن تحتل الأولوية اللائقة بها، رغم أن احتياجاتها التمويلية ليست كبيرة مقارنة بالمشروعات العملاقة الجديدة، وأن حماية هذه الصناعات، لتظل على قيد الحياة، هو حماية في الوقت نفسه للعمالة المدربة ومنعا لتفاقم مشكلة البطالة».

المطالبة بألا تكون العاصمة الجديدة للأغنياء فقط

وآخر مساهم في قضية مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي سيكون زميلنا رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال ورئيس تحرير مجلة «المصور» غالي محمد وقوله: «من حق ثورة 30 يونيو/حزيران المجيدة علينا أن نخلدها، ومن حق ثورة 25 يناير/كانون الثاني أن نخلدها هي أيضا. فإن كنا قد خلدنا من قبل انتصار 6 أكتوبر/تشرين الأول بإطلاق اسمه على مدينة شهيرة وضخمة تحمل اسمه، وعلى مدينتي العاشر من رمضان والعبور أيضا، وأطلقنا اسم «ثورة التصحيح» على مدينة 15 مايو، فلماذا لا نطلق اسم ثورة 30 يونيو على تلك العاصمة الإدارية الجديدة، أو ذلك المركز الإداري الجديد الذي أعلن عنه الرئيس السيسي في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الأسبوع الماضي.
إننا نطالب بذلك ولا نطالب بإطلاق اسم أشخاص أو رؤساء أو زعماء على هذه المدينة المرتقبة، لأننا نعرف يقينا أن الرئيس السيسي يرفض اطلاق اسمه على المدينة، يرفض ذلك بشدة ولا يعنيه سوى مصر ومصالحها وشعبها، لقد انتهى العصر الذي كانوا يطلقون فيه أسماء الرؤساء والزعماء على المدن الجديدة، والمشروعات القومية الكبرى، ولا يجب أبدا أن نعود إليه، ونحن إذ نطالب بأن لا يكون هذا شكلا فقط بل مضمونا كذلك بأن تعبر هذه المدينة عن جموع الشعب المصري ممن شاركوا في هذه الثورة المجيدة فلا تكون المدينة الجديدة مدينة للأغنياء فقط وإنما تكون مفتوحة لكل طبقات المجتمع وفئاته».

أحمد الجمال: ساويرس ولي نعمة المصريين!

وإلى المعارك والردود المتنوعة وبدأها يوم الأربعاء في «المصري اليوم» زميلنا وصديقنا أحمد الجمال «ناصري» ضد رجل الأعمال خفيف الظل نجيب ساويرس وقوله ردا عليه: «كان الملياردير جيمس صامويل وتشيك الذي حمل لقب «أبو المستوطنات الصهيونية»، الذي خصص هو وأسرته معظم الثروة وبمليارات الإسترليني لإنشاء الدولة العبرية ومؤسساتها، لا يفصح عن اسمه ولا اسم أسرته في سياق خدمة الحركة الصهيونية والدولة الصهيونية، بل كان حريصا على أن يسمي نفسه «فاعل خير». أما الملياردير المصري فقد حرص على أن يعاير الأمة المصرية بأن أسرته دفعت حوالي ثلاثة مليارات جنيه، أي أقل قليلا من أربعمئة مليون دولار لحساب صندوق «تحيا مصر» وحرص على أن يعلن أنهم سيبدأون ضخ بعض الاستثمارات في المحروسة بعد المؤتمر الاقتصادي. وهنا يتعين علينا كمصريين أن نتوافد على مقر إقامة سيادته وفي وفود تمثل محافظات مصر وفئاتها الاجتماعية لنشكر ولي النعم، الذي كون ثروته بالمليارات خارج بلدنا، الذي لم يعطه أرضا ولا بشرا من العمال والموظفين والمستهلكين، ولا وفر له الكهرباء والغاز، أي مصادر للطاقة ولا وفر الأسواق والقوة الشرائية ولا وفر له الأمن ولا فتح لشقيقه البورصة لينفذ من ثغرات القانون ويستفيد من أربعة عشر مليار جنيه بعد يوم بورصة واحد».

مبارك خلف مصر فقيرة تتسول

وفي العدد ذاته من «المصري اليوم» كتب زميلنا وصديقنا محمد أمين في عموده اليومي «على فين» وهو يرسل بنظرات نارية نحو مبارك ومؤيديه قائلا: «نشرت صحيفة «آسفين يا ريس»، أحدث صورة للرئيس الأسبق مبارك وابنه علاء في غرفة مستشفى المعادي العسكري، الغرفة لا تزيد على 2 متر في 3 امتار، تسمرت أمام الصورة وتسمرت أمام مبارك، لا لكي أشمت بالمرة، لكنني تساءلت لو يعرف أي رئيس أنه لا يحتاج أكثر من غرفة فيها سرير في الدنيا، كما أنه لا يحتاج أكثر من متر في مترين وقطعة قماش في القبر لعاش ملكا للقلوب. لا أتحدث عن الحياة داخل القصور الرئاسية، أتحدث عن ثروات الرؤساء والمسؤولين، أتحدث عن ثروات رجال الأعمال ومحاسيب الرئيس، أتحدث عن الحياة الخاصة للرئيس نفسها، للأسف حياة مبارك كانت استثناء اختلط عنده العام بالخاص، لا كان يصدق أنه راحل ولا كانت السيدة حرمه تتصور هذه النهاية، فما بالك بالأولاد والأصهار والأنساب، باعوا واشتروا جميعا في مصر وشعبها. مبارك لم يخن مصر لم نقل هذا، لكنه تركها فقيرة تتسول، بينما فيها رجال أعمال يملكون أكثر من الدولة نفسها، مصر العظيمة «تشحت» والآن يعيش في غرفة تشبه المقبرة، لا يعيش في قصور ولا فيلات، ولا حتى يستطيع، ليته كان يعرف هذا المصري ثم يقولون «آسفين يا ريس» فمتى يأسف مبارك؟».

خبراء: توقيع السيسي على اتفاق سد النهضة غير دستوري

وإلى أن يحقق الرئيس الأسبق مبارك أمنية محمد أمين ويقول «أنا أسف» فإن زميلنا وصديقنا عبد القادر شهيب خاض في «جمهورية» الخميس معركة أخرى هي: «أسوأ شيء شاهدناه خلال الأيام القليلة الماضية، كان خروج عدد ممن يسمون أنفسهم أو يطلق عليهم الإعلام اسم خبراء، ليطالبوا الرئيس السيسي عشية زيارته للخرطوم وأديس بابا، بعدم التوقيع على اتفاق المبادئ الخاص «بسد النهضة» الإثيوبي، رغم أنهم لا يعرفون نص هذا الاتفاق. لقد كان الاتفاق قيد النقاش والحوار والتفاوض، وقتها سارع هؤلاء الخبراء لمطالبة الرئيس بعدم التوقيع على اتفاق المبادئ الخاص بسد النهضة، وحتى بعد أن وقع الرئيس السيسي هذا الاتفاق إثر حسم خلافات حول صياغة أحد بنوده خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإثيوبي في الخرطوم، فقد خرج علينا بعض هؤلاء الخبراء ليقولوا لنا إن هذا التوقيع غير دستوري».

&
&