&مكرم محمد أحمد

&

&

&

لا جدال فى أن قمة شرم الشيخ سوف تدخل التاريخ باعتبارها واحدة من القمم العربية الجادة التى ارتفع فيها القادة العرب إلى مستوى المسئولية التاريخية فى ظروف عصيبة تتعرض فيها الأمة لمخاطر وتحديات جسيمة، أظهرت العرب أمام العالم أجمع ككتلة قوية متماسكة لا تمزقها المحاور والخلافات الجانبية، تملك القدرة على إتخاذ قرارات مصيرية.

&


أكثرها أهمية وخطورة الموافقة على تشكيل قوة عسكرية مشتركة مهمتها معاونة أى دولة عربية فى حربها على منظمات الإرهاب، والتصدى لأى عدوان خارجى من خلال عمل عربى جماعى يلتزم يصون الأمن القومي، ومن المقرر أن يجتمع رؤساء أركان حرب القوات العربية فى القاهرة فى غضون شهر ليحددوا فى مشروع مفصل كيفية تشكيل القوة وطبيعة مهامها، ينظره وزراء الدفاع والخارجية العرب فى غضون ثلاثة أشهر ليصبح سارى المفعول دون الحاجة إلى عرضه على القمة مرة أخري.

&

والقوة العربية بهذا المعنى عمل اختيارى غير إلزامى من حق كل دولة أن تسهم فى تشكيلها أو تمتنع، كما أن عملها رهن بطلب وموافقة الدولة المعنية ممثلة فى سلطتها الشرعية، وليس من مهامها التدخل فى الشأن الداخلي، ويضبط عملها مدونة سلوك تحدد مايجوز وما لا يجوز، وفى جميع الأحوال فإن بقاءها أو رحيلها رهن بإرادة السلطة الشرعية فى الدولة المعنية.

&

وبرغم أن مشروع انشاء قوة عربية مشتركة بدأ بموافقة السعودية ومصر والأردن، لكنه حظى خلال مناقشات وزراء الخارجية باجماع عربى كامل، بعد أن تم تدارك ملاحظات تونس والعراق والجزائر التى ركزت فى مجملها على عدم جواز أن تكون القوة المشتركة طرفا فى أى خلافات داخلية.. والواضح أن الأزمة اليمنية إثر عدوان الحوثيين على السلطة الشرعية ومحاولتهم حصار مدينة عدن وإسقاطها هيأت المناخ كى يحظى مشروع إنشاء القوة العربية بهذا الإجماع الشامل، رغم اختلاف مهام القوة العربية المشتركة عن مهام قوات التحالف التى تسهم مع السعودية فى صد عدوان الحوثيين، لكن ثمة ما يشير إلى أن مصر والأردن والمغرب والسعودية إضافة إلى باقى دول الخليج سوف تكون نواة القوة العربية المشتركة التى أقرتها قمة شرم الشيخ فى حدث تاريخى بالغ الأهمية.
&