خلف الحربي

قد يعجبك موقف رجل يصرخ رفضا لمحاولة اغتصاب إحدى قريباته فتظن أنه يقطر حمية وشرفا بسبب دعوته الدائمة لتخليصها من براثن المغتصب ولكن هذا الإعجاب سرعان ما يتبخر حين تكتشف أن صراخه هذا كان من أجل إلقائها في أحضان رجل آخر !، فهو هنا يرفض هوية المغتصب ولا يرفض فكرة الاغتصاب، وهذا هو حسن نصر الله الذي يرغي ويزبد ليل نهار ضد احتلال إسرائيل لا بحثا عن حرية العرب بل لتسليمهم لمحتل آخر هو إيران.


وبالعودة إلى خطاب نصر الله الأخير الذي أعلن فيه أن خامئني هو ولي أمر المسلمين بينما هو في الواقع ولي نعمته الذي سحبه من بيروت إلى طهران - في صورة صحفية شهيرة - كي يأمره بالتوجه إلى سوريا تاركا إسرائيل خلف ظهره لن نتوغل كثيرا في تحليل مدائحه لإيران وتذكيرنا بواجبنا الديني والقومي تجاه أشقائنا في فلسطين ولا نقول له سوى أن الجيش العربي السعودي شارك في جميع الحروب العربية ضد إسرائيل بالإضافة إلى المتطوعين للجهاد منذ نكبة فلسطين الأولى من مختلف مناطق المملكة وقبائلها بينما إيران لم تطلق طلقة واحدة ضد إسرائيل منذ أيام الشاه حتى أيام الملالي.


ليترك نصر الله اليمن ولينظر ماذا فعل ببلده الذي كان في يوم من الأيام منارة الشرق ليصبح اليوم مزرعة إيرانية مستباحة ودولة بلا رئيس ولا قرار وطني لا يستطيع جيشها أن يضبط المليشيات التي تحكم الشارع وتحدد مصير البلاد والعباد ليعرف أن الشرف والسيادة والحرية مفاهيم لا يمكن أن تتغير سواء تم نطقها بالعبرية أو بالفارسية وهي لن تكتسب قيمتها الحقيقية ما لم تنطق بلغتها العربية ونبرتها اللبنانية.
حسن نصر الله دمية إيران القديمة نطقت اليوم دفاعا عن دمية إيران الجديدة عبدالملك الحوثي وكما يقول شاعر داغستان العظيم رسول حمزاتوف: (لا يمكن إنجاب أطفال من زواج الدمى) فلا هذا ولا ذاك يمكن أن يصنعا لبلديهما أمرا لا يوافق عليه جنرالات الحرس الثوري في طهران، فالدمية الجديدة في صعدة لن تفعل أكثر مما فعلته الدمية القديمة في ضاحية بيروت فيصبح حال اليمن مثل حال لبنان بلد يموت يوميا ويلف سيادته الوطنية في الكفن ويدفن إرادة شعبه الحقيقية في القبر وبعد كل هذا الموت يرفع لافتة بالفارسية تقول: (الموت لأمريكا) !.