عبدالعزيز السويد

المشهد تغيّر منذ انطلاق عاصفة الحزم عربياً وإسلامياً ودولياً، وما زال التغيّر مستمراً، وإن لم تتثبت صورته النهائية حتى الآن، إلا أنه تغير إيجابي واضح المعالم، ومثلما أن هناك ردعاً للحوثي وعملاً دؤوباً للحد من جرائمه ضد الشعب اليمني المقهور، يقوم به صقور الجو ورجال القوات المسلحة والاستخبارات من التحالف، مع الشرفاء اليمنيين على الأرض مسلحون كانوا يقاومون تمدد الحوثي أو مسالمون ينتظرون الانعتاق من بطشه، مع كل هذا الزخم الذي غير الصورة، لا بد من التوقف عند نقاط مهمة.

&

أولاها الدقة والتوازن في عناوين الأخبار الصحافية والمقالات، استفيدوا من المتحدث الرسمي لقوات التحالف في هدوئه وانتقائه لعباراته، إن المبالغات ضررها أشد من نفعها، والكلمات لها وقع، خصوصاً مع جراحة مثل عاصفة الحزم، هناك فرق بين شد الإزر وطق الطبل.

&

ومن المهم شرح العملية وإعادة شرحها وأهدافها وتكرار ذلك لليمنيين، سواء من هم في داخل الدول العربية، السعودية أو الخليج ومصر بخاصة، أو من هم في الداخل اليمني، والشرعية اليمنية ممثلة في الرئيس هادي كقائد متوافق عليه يمنياً ودولياً، لا بد أن يكون لها حضور إعلامي وسياسي داخلي ملموس، يفترض فيها أن تعد العدة لما بعد تخليص اليمن من عملاء إيران في اليمن، خصوصاً ونحن نرى قاطفي الأزهار وراكبي الموجات بدأت أصواتهم ترتفع.

&

سعودياً من الضرورة بمكان العمل السياسي على الجانب الأفريقي من البحر الأحمر لتحقيق أهداف عدة، تأمين باب المندب من أية هيمنة أجنبية وإزاحة الحضور الإيراني بتحييد إريتريا، وهي المنصة التي انطلقت منها إيران لدعم الحوثي منذ سنوات طويلة، الجذور نمت من هناك بتوافق مع نظام علي صالح الذي استخدم الحوثي ضد إخوانه اليمنيين وجارته الكبيرة و«الشقيقة» كما وصفها في خطابه الأخير.
&