راجح الخوري
&

&عندما قررت الامم المتحدة عقد المؤتمر الاول للمانحين لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين عام ٢٠١٣، لم يجد بان كي - مون غير الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بلداً معطاءً وزعيماً إنسانياً، لاستضافة هذه القمة، على خلفية تاريخ طويل من المبادرات الانسانية، فالكويت كانت سبّاقة في تقديم المساعدات للشعب السوري المنكوب بعد أشهر من اندلاع الأزمة عام ٢٠١١.

في كلمته أمام قمة شرم الشيخ قبل يومين، دعا الشيخ صباح الى ان تشهد القمة الثالثة للمانحين التي تستضيفها الكويت اليوم أيضا استجابة لمناشدة بان كي - مون، سخاء يتناسب مع حجم المأساة السورية، ففي عام ٢٠١٣ كنا امام ٨٠٠ ألف لاجئ، وصرنا الآن أمام اكثر من ١٢ مليوناً، بينهم ثلاثة ملايين في الخارج يتحمل لبنان العبء الأكبر منهم.
في القمة الاولى بادر الشيخ صباح الى افتتاح التبرع بمبلغ ٣٠٠ مليون دولار وهو ما شحذ الهمم ليصل مجموع التبرّعات الى مليار و٦٠٠ مليون دولار. صحيح ان عدداً من الدول والهيئات لم تفِ بكل ما وعدت به لكن الكويت قدمت مبلغ الـ٣٠٠ مليون، الذي ارتفع في القمة الثانية العام الماضي الى ٥٠٠ مليون دولار، بينما ارتفع مجموع التبرعات الى مليارين و٤٠٠ مليون دولار.
الأمم المتحدة تعقد الرهان للمرة الثالثة، على ان تكون أريحية الكويت وحاتمية أميرها مفتاح نجاح القمة اليوم، التي يحضرها ٧٨ بلداً و٤٠ منظمة، خصوصاً ان أزمة اللجوء السوري باتت مثل كرة مأساة ثلجية تستولدها كُرات النار التي تدمر الأحياء والبيوت؟
هل كان يمكن أي بلد آخر غير الكويت وأي زعيم آخر غير الشيخ صباح استضافة القمة الثالثة للمانحين؟
لا بد من ان بان كي - مون فكّر طويلاً لكنه لم يجد في النهاية غير العودة مجدداً الى الكويت وهذا ليس بمستغرب... أولم تنظّم الأمم المتحدة في العام الماضي احتفالاً دولياً لتكريم الشيخ صباح وتسميته قائداً للإنسانية، واعتبار الكويت مركزاً انسانياً عالمياً، وقد استتبع هذا ترتيب الجامعة العربية احتفالاً مشابهاً لتكريم الكويت وأميرها؟
في المؤتمر الأول قال وزير الإعلام الشيخ سلمان الصباح إن الكويت تعودت "الفزعة" لدعم الأشقاء وان قمة المانحين هي"فزعة دولية" ارادها أمير الكويت لدعم السوريين الذين يواجهون وضعاً كارثياً في عرائهم الشتوي وهي تأتي من صلب الدور الإنساني الذي تضطلع به لمساعدة المنكوبين، وبعيداً من الصخب الاستعراضي وعبر خطوات ملموسة ومساعدات سخيّة لأشقاء يعانون في لجوئهم المؤلم ولدول تتحمل اوزاراً ثقيلة مثل لبنان والأردن.
ليس غير الكويت وأميرها الذي لم ينسَ ازمة انسانية إلا حاول تخفيفها، الى درجة تبرعه اخيراً بمبلغ ١٠ ملايين دولار لمكافحة مرض ايبولا.
&