&أشرف العشري

&

&

&

لعلها المرة الأولى منذ سنوات بعيدة التى تخرج فيها اجتماعات القمم العربية بقرارات مسئولة جريئة ورؤى استراتيجية وخطوات استباقية إلى حد تلبية الحد الأدنى من صراخ غالبية الشعوب العربية التى حاصرتها أمراض التفكك والتفتيت والتهميش والفوضى القاتلة التى تضرب جنبات عواصمها.

&


ناهيك عن مجازر ومذابح الذباحين الجدد الذين خرجوا من كهوف الجهالة والنسيان لقطف الأعناق وحرق الأجساد فى مشاهد دموية لم تراها عين العربى المتألم المستجير الباكى على زمن الوحدة والطلاق مع عروبته حاليا. هذه المرة فى قمة شرم الشيخ لاحظ العربى أمام شاشات التلفاز لغة خطاب جديدة ومفردات كانت قد اندثرت ولم يعد يتعود على سماعها منذ سنوات طويلة معظمها إن لم تكن غالبيتها لقادة جدد تصرخ بالحماسة وتتألم من ضعف الحال والمآل وبشاعة المصير وغموض المستقبل القادم بمفاجآته المرعبة إن لم يعد ويسارع العرب إلى سيرتهم الأولى من الاحتشاد والاصطفاف لانقاذ التضامن العربى وتشجيع التواصل والسعى بقوة وعزيمة لإقامة كيان عسكرى ليس غازيا أو محتلا بل يحمل أذرعا قوية ومقاربات استثنائية لردع جحافل جيوش الإرهاب وخلفاء وامراء الحرب والذبح الجدد.ناهيك عن النظر جليا إلى ساعات اليد وإطلاق ساعة الصفر للتصدى لمشاريع الهيمنة والتمدد والاختراق التى حجزت فيها إيران وطيلة السنوات الماضية سباق المقدمة للقبض على مفاصل خريطة العواصم العربية مع الاسراع ببسط شرعية التغول والتوغل للاطاحة بحكومات شرعية كما حدث وصار فى اليمن أخيرا عبر أدواتهم وجيوبهم من الحوثيين ليرتفع عداد سقوط العواصم العربية فى يد الملالى فى طهران كما يتباهى هذه الأيام على أكبر ولاياتى وشمخانى ويونسى وقاسم سليمانى ليصير الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى طريدا خارج اليمن.

&

ورغم كل ذلك فإنه مازال يحدونا الأمل بعد أن استمع الجميع لخطابات قوية وكلمات مبشرة ولغة حاسمة لجأ إليها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى افتتاح القمة العربية أمس الأول تفوح بالآمال واسترداد الماضى السليب للعرب تدفع الهمة وتزكى اشارات وامارات الفخر والاعتزاز وترفع منسوب التفاؤل بامكانية تجاوز الحاضر البغيض الذى ضرب العرب وعواصمهم وفى ذات السياق جاءت كلمات قادة وزعماء عرب قوية كاشفة إلا أن أكثرهم مفاجأة فؤاد معصوم الرئيس العراقى الكردى الهوية الذى استنهض العرب وقادتهم من سبات وغفلة الموت السريرى التى قد تطيح بعروبتهم واقليمهم مع القادم الخطر المرعب لدولهم وشعوبهم وأمنهم القومى.

&

ومن هنا وفى ظل هذا الواقع العربى المؤلم وجلسات المكاشفة والمعارضة عبر الأثير فى قمة شرم الشيخ يأتى أهمية الدور والحضور المصرى وقدرة الرئيس السيسى على السعى عبر حركية وديناميكية جديدة بكل ما نعد نمتلكه من قوة وذخيرة سياسية ودبلوماسية وحضور فى المشهد الاقليمى وإن كان من أسف قليل إلا أن قوة النيران الكثيفة التى يمتلكها جيشنا ووفرة وعددنا السكانى والحضارى فى الاقليم للعودة سريعا للاشتباك السياسى مع قضايا الاقليم انتصار للدور والمكانة المصرية من ناحية والأخذ بأيد العرب وعواصمهم قبل السقوط فى أوحال الفوضى والارهاب والتفكيك والتفتيت الذى يسعى له الايرانيون والأتراك وقبلهم بالطبع المحتل الاسرائيلى مع التمسك بسرعة ترميم وإعادة بناء الخريطة العربية لصالح مصر والأوطان العربية التى عاد معظم شعوبها فى عقب قمة شرم الشيخ تراهن على حيوية وثقل هذا الدور المصرى حيث تبتغى منه الطموح العريضة والآمال الواسعة لإعادة ولو الحد الأدنى من حقوق وتضامن العرب الحقيقى بعد أن رأى البعض أن هذا الوطن مصر وقد أخذ فى التعافى وبات يغادر حالة الانكفاء الذى ضربنا طيلة السنوات الماضية.

&

وبالتالى فالفرصة باتت سانحة للرئيس السيسى ومصر من خلال تلك النجاحات السريعة التى حققتها البلاد بعد المؤتمر الاقتصادى الناجح والقمة العربية بتلك الروح الجديدة لتتبوأ مكانة وروحا جديدة ومشاركة حقيقية فى أزمات الأمة عبر المشاركة الفعالة والقوية فى عمليات عاصفة الردع مع قوات التحالف العربى برئاسة المملكة العربية لانقاذ الشرعية فى اليمن وضرب مشروع الحوثيين وايران هناك أن الآلية الجديدة بعد الاتفاق على انشاء القوة العربية العسكرية المشتركة ستمثل السيف والدرع لحماية وتعزيز التضامن ومطاردة وملاحقة جحافل الارهاب التكفيرى داعش والقاعدة حيث باتت رهانات العرب على مصر كثيرة ومستغيثة.

&

ولم يعد أمام السيسى من خيار سوى التعاطى بقوة وزخم للإعلان أولا عن عودة وولادة مصر الجديدة بعد أن خيل للبعض، وردد طويلا فى السنوات الماضية، أن هذا الوطن قد مات ولم يعد يتبقى سوى تقبل العزاء فيه.

&

فهل تنتهز مصر والسيسى تلك الفرصة ليعيد حيوية وأمجاد الدور والحضور المصرى فى الاقليم خاصة أن الغالبية من قادة عالمنا العربى يمدون الأيدى لنا لنعود سريعا لانقاذ هذا الاقليم ونصبح لاعبا رئيسيا فيه من جديد قبل أن تغتال عصابات الشر والكفر والارهاب وتنجح مشاريع الهيمنة والتمدد المريبة على حساب المصرى والعربى ذات الحال البائس حاليا.
&