تركي عبدالله السديري


إيران التي يرى الجميع توغّلها في العالم العربي وعبر عدة جبهات من أجل تمزيق العالم العربي عبر خلق الطائفية وتدمير شرعية الدولة مثل ما حدث في لبنان واليمن وسوريا، لذلك سعت أمريكا لصنع تقارب مع إيران كدولة محورية في المنطقة، ولم يكن هناك توقع بأن العالم العربي سوف يستعيد تماسكه، وبالتحديد دول الخليج ومصر، وأن تقوم السعودية بقيادة الملك سلمان - حفظه الله - بتنفيذ عاصفة الحزم التي جعلت أمريكا تعيد التفكير تجاه إيران لمحاولة صنع توازن وقوى.. وهذا افتراض..

لقد أصرت أمريكا على استمرار المفاوضات مع إيران عدة أيام في سويسرا حتى ظهرت بشكل إيجابي، وصنعت تقارباً إيرانياً أمريكياً، والدافع الأمريكي هما شيئان؛ الأول: الاستفادة من ثروات إيران الطبيعية المعطلة.. والثاني: إعادة طرح إيران كمنافس في المنطقة بعد أن أثبتت المملكة حضورها القوي.. ولكن الدافعين للتقارب الأمريكي مع إيران سوف يصطدمان بواقع يجهض الطموحات.. أولاً فيما يخص استغلال الثروات الطبيعية الإيرانية وعلى رأسها البترول وبدخول رؤوس أموال أمريكية للاستثمار والمشاركة حيث سوف تروض هذه الاستثمارات إيران وتعمل على دمجها في المجتمع الدولي.. فهو سبب غير حقيقي للتقارب، لأن إيران ليست الصين الدولة التي توجه مشاريع تنميتها للداخل وهمّها الأول هو استمرار معدلات النمو الداخلية.. إيران عكس هذا تماماً وهي لا يهمها النمو الداخلي إطلاقاً بقدر ما يعنيها التمدد الخارجي في العراق وسوريا ولبنان واليمن.. وهذا ما جعل إيران محل استياء المجتمع الدولي، ويجعل الاستثمارات الأجنبية في إيران سبباً في زيادة دعم إيران للإرهاب وعدم استقرار المنطقة..

وأرد على الدافع الثاني لأمريكا بأن تجعل إيران نداً منافساً للمملكة في المنطقة، فالمملكة - على عكس إيران - محل احترام المجتمع الدولي؛ بدليل قرار مجلس الأمن الأخير - الذي أيّد المملكة - يجعل طرح إيران كمنافس مسألة غير واقعية، وكذلك طرح إيران كبلد قوي نووي على غرار كوريا الشمالية في المنطقة، فإن معطيات المنطقة لن تقبل به، والسبب الأساسي يعود إلى رفض إسرائيل وجود قوة نووية أخرى بالمنطقة..

بصراحة؛ لقد أضاع الرئيس الأمريكي أوباما وقته بشأن إيران..
&