مصدر في حماس لنتنياهو: «تفقد جنودك جيدا»… ومشتهى يشترط ثمنا باهظا مقابل «الصندوق الأسود»


أشرف الهور

&

&

&

& ألمح مصدر مسؤول في حركة حماس إلى وجود أسرى آخرين من الجنود الإسرائيليين لدى مقاتلي الحركة، داعيا رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى «تفقد الجنود جيدا»، من الذين خاضوا الحرب الأخيرة على غزة الصيف الماضي، التي أعلنت فيها بشكل رسمي حركة حماس تمكنها من أسر أحد الجنود.


وفي تصريح صحافي مقتضب نشرته «قناة الأقصى» التابعة لحركة حماس دعا مصدر مسؤول في حركة حماس رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى «تفقد جنوده جيدا». وقال «على نتنياهو أن يتفقد جنوده جيدا، ويكف عن تضليل أهالي المفقودين من شعبه».
وحملت تصريحات المصدر في حركة حماس هذه تلميحات بوجود مفقودين لدى حماس أكثر من الجنود الإسرائيليين، خاصة وأن كتائب القسام الجناح العسكري للحركة أعلنت وقت الحرب وتحديدا في 20 يوليو عن أسر الجندي شاؤول أرون خلال هجوم نفذته كتائب القسام على قوة عسكرية إسرائيلية كانت تتوغل على الأطراف الشرقية لحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
ووقتها أعلن جيش الاحتلال عن مقتل هذا الجندي في أرض المعركة، ونشرت تقارير إسرائيلية أن ما لدى حماس من الممكن أن يكون جثة الجندي، لكن حركة حماس لم ترد والتزمت الصمت، وتطالب قبل أي معلومة بثمن لها، وهو أمر استخدمته في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة مع إسرائيل التي أبرمت في عام 2011.
ويأتي ذلك التلميح رغم أن إسرائيل أعلنت عن فقدانها الضابط هدار غولدن، على أطراف مدينة رفح الشرقية، خلال الحرب وأثناء توغل قوة عسكرية في تلك المنطقة، لكن حركة حماس وجناحها المسلح لم يعلنا عن أسر هذا الضابط، ووقتها قالت كتائب القسام إنها فقدت الاتصال بمجموعة مسلحة لها في تلك المنطقة، وإن المجموعة ربما استشهد أفرادها.
واكتفاء المصدر في حركة حماس بهذه المعلومة دون تقديم أي إيضاحات يفتح باب التكهن عن إمكانية وجود أكثر من هاذين الجنديين لدى الحركة في غزة.
وجاء ذلك بعد أن أكد روحي مشتهى عضو المكتب السياسي لحماس، أن حركته «لن تدخر جهدا لإطلاق سراح الأسرى بكل ما تملك من قوة». وقال في تصريحات لموقع «الرسالة نت» إن لدى كتائب القسام قرارا واضحا وهو أسر الجنود وصولا لعقد صفقات تبادل لإطلاق سراح الأسرى.
لكنه في ذات الوقت أيضا أعلن أن حماس لن تفصح

عن «الصندوق الأسود» إلا عبر «ثمن باهظ يدفعه الاحتلال». وأضاف «لن يكشف عن أي شيء ولن نقول أي كلمة إلا بثمنها حول مصير جنود الاحتلال في غزة».
وتبع مشتهى القول إن «الأسرى سيحررون كما تحرر من قبلهم، وإن القسام سيوفي بوعده لهم كما فعل سابقًا. وأكد أن الفلسطينيين «على موعد مع صفقة جديدة لوفاء الأحرار»، وطالب الأسرى بعدم الانشغال بالتفكير كثيرا بالتفاصيل، موضحا «المقاومة لديها الوسائل والخبرة التي تؤهلها لإنجاز صفقة تخرجهم من سجون الاحتلال».
وخلال الأيام الماضية ركزت وسائل إعلام إسرائيل على نشر تقارير توضح فيها العمليتين العسكريتين الكبيرتين اللتين اختفا فيهما اثنان من الجنود من أرض المعركة. وجرى بشكل موسع التطرق لعملية خطف الجندي الإسرائيلي شاؤول أرون من أطراف حي الشحاعية في هجوم قوى نفذه الجناح المسلح لحماس كتائب القسام، إضافة إلى اختفاء الضابط هدار غولدن، من حدود مدينة رفح الشرقية.
ونقلت روايات عن ضباط وجنود كانوا في أرض المعارك، أن تلك الاشتباكات كانت الأعنف، علاوة عن تقارير تحدثت بإسهاب عن الخطط التي وضعها مقاتلو حماس للإيقاع بالقوات الإسرائيلية التي كانت تنفذ توغلا بريا خلال الحرب على طول الأطراف الشرقية والشمالية لقطاع غزة.


وكانت حركة حماس قد عقدت في عام 2011 صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل برعاية مصرية، تم خلالها إطلاق الحركة سراح الجندي جلعاد شاليط الذي أسرته في عام 2006، من ثكنة عسكرية على احدى تخوم غزة، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1027 أسير، كانت الدفعة الأولى منهم من ذوي المحكوميات العالية.
ويترقب الفلسطينيون منذ انتهاء الحرب عقد صفقة تبادل أسرى جديدة، كان من المتوقع أن تبدأ بعد الحرب بشهر مفاوضات حول الملف بين حماس وإسرائيل، إضافة إلى ملفات أخرى جرى تأجيلها كالميناء والمطار في غزة، لكن الأمر جر تأجيله بشكل كامل.
وكان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، قال في خطاب متلفز قبل عدة أيام، خلال إحياء الفلسطينيين لفعاليات «يوم الأسير» إن لحظة الفرج للأسرى قادمة.
وأضاف موجها حديثه للأسرى «انتظروا القول الفصل من اخوانكم في القسام الذين لم يخذلوكم ولن يخذلوكم»، مشيرا إلى أن جناحه المسلح يتضامن مع الأسرى «لا بالشعارات والكلمات بل بالعمل الحثيث، والجهد الدؤوب»، مستطردا «كونوا على ثقة ويقين بأن لحظة الفرج قادمة، ومن حاول يوماً قهركم سنقهره ومن خطط لكسركم سينكسر وسيفرض شعبنا ومقاومته إرادته على المحتل».
وتابع يقول «أيها الأحرار كونوا على ثقة بشعبكم وإخوانكم، ولا تُلقوا بالا لروايات العدو وتخبطاته وأقاويله وتحليلاته، وانتظروا القول الفصل من إخوانكم في كتائب القسام الذين لم يخذلوكم ولن يخذلوكم أبداً».

&
&