&&محمد عبدالعظيم&

تكبد المتمردون الحوثيون أمس خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية نتيجة الغارات المركزة الكثيفة التي تشنها طائرات الائتلاف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، إضافة إلى انتفاضة أبناء القبائل في مأرب والبيضاء والضالع، ومنطقة الحدود مع المملكة، إذ دمرت طائرات الائتلاف معظم القوة العسكرية التي كان يحتفظ بها الحوثيون، بعد أن سرقوها من مخازن الجيش اليمني، إضافة إلى مقتل عشرات المتمردين بأيدي أبناء القبائل.
وكانت قبائل مأرب تقدمت أول من أمس باتجاه أماكن تمركز الحوثيين في منطقة "الساق" جنوب المحافظة القريبة من حدود مأرب - شبوة. واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، استطاع رجال القبائل خلالها أن يجبروا الحوثيين على التراجع للوراء قرابة خمسة كيلومترات. وأكد ناشطون أنه عقب انتهاء المعارك سيطر رجال القبائل على بعض مواقع المتمردين، إذ عثروا فيه على أسلحة وجثث لقتلى حوثيين.


وفي منطقة قانية الحدودية بين محافظتي مأرب والبيضاء اندلعت مواجهات مسلحة بين قبائل مأرب والمتمردين، ما أدى إلى مصرع 40 من المتمردين الذين اضطروا إلى الانسحاب، إذ يتجمعون حاليا في محافظة البيضاء.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن بعض شيوخ القبائل الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح أقاموا نقاط تفتيش في الخط الواقع بين البيضاء ومأرب، ما أتاح للمتمردين التقدم إلا أن القبائل الأخرى وجهت تحذيرات شديدة اللهجة للمتآمرين بعدم مساعدة الحوثيين، كما دفعوا بآلاف من المقاتلين إلى المنطقة للاشتراك في القتال.
ويرى الناشط السياسي والخبير الاستراتيجي محمد العمراني أن بإمكان رجال القبائل حسم المعركة ضد الحوثيين إذا تم تزويدهم بالسلاح الكافي، وقال "أبناء اليمن يتحرقون شوقا لتخليص بلادهم من المتمردين، وإذا حصلوا على ما يلزمهم من سلاح فسوف تكون نهاية الحوثيين وبداية عهد جديد في البلاد".


ووجه العمراني انتقادات حادة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، واتهمه بالوقوف وراء كل المشاريع التي هدفت إلى هزيمة اليمن وتمزيق أوصاله، كما انتقد جماعة الحوثيين لسعيها إلى تطبيق مشروع الإمامة الطائفي على اليمنيين، وقال "صالح منذ أن جلس على كرسي الرئاسة عام 1978 لم يكن له من همٍّ سوى توطيد أوصال حكمه، فقسم اليمنيين إلى جماعات وأراد تحويل البلاد إلى إقطاعية خاصة به وبأبنائه، ولعله لم يكتف بما تسبب فيه من مآسٍ وكوارث، بل سعى إلى توريث ابنه الحكم ليكمل مشاريع الهدم والعمالة رغما عن إرادة غالبية اليمنيين. فبدأ في اختلاق المشكلات وتآمر لتحقيق أهدافه مع عدو الأمس الحوثيين، لكن ما حدث من تدخل عربي بقيادة السعودية أرسل له رسالة واضحة بأن اليمن لا يقف وحده، وأنه مسنود بأشقائه العرب".
وأضاف العمراني "إذا كان صالح يتحمل 50% من مشكلات البلاد فإن الحوثيين يتحملون بقية المسؤولية، وذلك لسعيهم إلى تطبيق مشروع الإمامة، وهو مشروع ذو صبغة طائفية مذهبية مرفوضة، ولم تراع الجماعة إلى أن غالبية أهل اليمن العظمى هم من المسلمين السنة، ولن يرضوا تحت أي ظرف بمثل هذه المشاريع المدعومة من إيران".
&