عبدالعزيز صباح الفضلي

الحمد لله أن «عاصفة الحزم» انطلقت قبل فوات الأوان لردع الانقلاب الحوثي في اليمن، وإلا لكانت العاصمة اليمنية هي الرابعة في المنطقة التي تقع تحت التوسع الإيراني وسيطرته، بعد لبنان والعراق وسورية.

لقد استطاعت معركة «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة العربية السعودية الشقيقة وبمشاركة من عشر دول خليجية وعربية وإسلامية، كشف أوراق حقيقة الولاء لدى مجموعة من الأطراف والهيئات والأحزاب.

وأوضحت من يقدم مصلحة الوطن واستقراره وأمنه، ومن يقدم الولاء لطائفته أو حزبه أو قبيلته على حساب وطنه.

فجمعية «الإصلاح الاجتماعي» كانت أول جمعية نفع عام تُصدر بيانا على لسان رئيس مجلس إدارتها العم حمود الرومي تؤيد فيه عملية «عاصفة الحزم» وتؤكد فيه وقوفها خلف حكومة الكويت، وتدعم التلاحم الخليجي للوقوف في وجه كل من يهدد أمن واستقرار الخليج، وهذا ليس بغريب على شباب الجمعية ورجالاتها، والذين شهدت لهم بطولاتهم وتضحياتهم خلال الغزو العراقي للكويت.

بينما نرى في المقابل من يشكك في «عاصفة الحزم»، ويزعم بأن مشاركة الكويت فيها هي اختراق واضح للمواثيق الدولية والدستور الكويتي!، وبعض هؤلاء لا نستغرب صدور مثل هذه التصريحات منهم، فلا نزال نستذكر تبرير البعض منهم للتفجيرات التي تمت في الكويت على أنها تدخل في باب الأعمال الوطنية!، ولا نزال نستذكر صمتهم المطبق عن شبكة التجسس الإيرانية التي كانت تسعى لأعمال تخريبية في الكويت، وما زلنا نذكر دعم بعضهم للأعمال التخريبية التي يقوم بها المخربون في البحرين والمدعومون من إيران.

وكم نستغرب ذلك التصريح والتهديد المبطن الذي أطلقه أحد الرموز السياسية حينما ذكّر حكومة الكويت بموقفها من الحرب الإيرانية - العراقية، واعتبر أن من نتائجه الغزو العراقي للكويت!!

البعض يستنكر تدخل دول الخليج لإنقاذ اليمن من التوسع الإيراني، ونقول له هل تعلم حقيقة التغلغل الإيراني في لبنان، وهل تدرك الجرائم التي يرتكبها الحرس الثوري الإيراني في العراق وسورية؟

هل تنتظر حتى تتمكن إيران من تطويق الخليج، ومن ثم زعزعة أمنه واستقراره، وهي أهداف تفضحها أحيانا زلَّات لسان بعض المسؤولين الإيرانيين إن لم يكونوا قد تعمدوا إطلاقها؟

من جهة أخرى تابعنا بعض التصريحات الغريبة لبعض المسؤولين العرب، ومنها المطالبة بعاصفة حزم أخرى في ليبيا!!

ولا أدري هل هو يريد «عاصفة الحزم» أن تتجه نحو المؤتمر الوطني الليبي، أم إلى حكومة طبرق الموازية للحكومة الشرعية؟

والرئيس الفلسطيني أبو مازن يريد «عاصفة حزم» في فلسطين، وهو بلا شك لا يريدها ضد الاحتلال الإسرائيلي وإنما يقصد بها حركة حماس، التي فازت بآخر انتخابات تشريعية في فلسطين والتي شكل اسماعيل هنية آخر حكومة منتخبة فيها.

نحن نتمنى بعد أن تنجح «عاصفة الحزم» في اليمن، أن تكون هناك أخرى تخلِّص الشعب السوري من المجازر التي تُرتكب يوميا في حقه، وهو ما تتطلع له الشعوب العربية والإسلامية العاشقة للحرية.

شكرا لكل من شارك في «عاصفة الحزم» ودعمها قبل فوات الأوان وقبل عض أصابع الندم، ونستذكر كلام مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود والذي من مقولته أخذ اسم المعركة: «الحزم أبو العزم، والترك أبو الفرك أبو الحسرات».


&